غادر المعارضون اليوم الأحد بلدية كييف، التي تشكل أحد معاقل حركتهم الاحتجاجية، ويحتلونها منذ ديسمبر على أثر الإفراج عن متظاهرين موقوفين، وذلك قبل ساعات من تعبئة جديدة كبيرة في الشارع ضد الرئيس فيكتور يانوكوفيتش.وطالبت المعارضة الأوكرانية السلطات الأحد بكف الملاحقات "فورا" عن المتظاهرين، وذلك بعد بضع ساعات من إخلائها مبنى بلدية كييف الذي تحول رمزا للحركة الاحتجاجية المناهضة للرئيس فيكتور يانوكوفيتش.وقال أندري ايلينكو النائب عن حزب سفوبودا القومي أمام مئات من المتظاهرين تجمعوا أمام مبنى البلدية "نوجه إنذارا إلى السلطة: إذا لم تعلن فورا عفوا كاملا وغير مشروط في إطار القضايا المتعلقة بالمتظاهرين، فإننا سندخل مجددا إلى البلدية".وتشكل البلدية التي تحولت من "مقر لقيادة الثورة" إلى مكان رمزي جداً للاحتجاج، مثل ساحة ميدان المركزية القريبة التي يحتلها المعارضون، منذ تراجع كييف عن توقيع اتفاق للشراكة مع الاتحاد الأوروبي لمصلحة تقارب مع روسيا.وكان إخلاء مبنى البلدية قبل الاثنين شرطاً مسبقاً وضعته السلطات للعفو عن المتظاهرين الموقوفين، ويبلغ عددهم 234 شخصاً.وكان المبنى يأوي حتى تسليمه اليوم حوالي 700 متظاهر ينامون ويتدفؤون فيه، وأقاموا في داخله مطعماً ومستشفى.وقال قائد المتظاهرين في هذا الموقع، رسلان أندريكو، الذي ينتمي إلى حزب سفوبودا القومي إنه "تم إخلاء البلدية عملياً".وبعد دقائق دخل السفير السويسري، كريستيان شوننبرغر، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، المبنى الذي تم إخلاؤه.وقال شوننبرغر إن "سويسرا بصفتها رئيسة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا دعيت من قبل طرفي النزاع إلى المشاركة في عملية تسليم البلدية إلى السلطات".ووقع أندريكو وشوننبرغر وثيقة تسليم البلدية إلى السلطة، على طاولة وضع عليها العلمان السويسري والأوكراني، أمام المبنى.وقال رئيس المجلس البلدي لكييف فولوديمير ماكيينكو "لم تحدث أضرار ونأمل أن تكون خطوة أولى على طريق تطبيع للوضع".وأعلن "مجلس ميدان"، الذي يضم ممثلي أحزاب المعارضة وناشطين ميدانيين، السبت أن أعضاءه اتفقوا فيما بينهم على عملية إخلاء قريبة للمبنى.