بعد 3 سنوات من السطو على الوقود الذي تدعمه الحكومة المصرية، بدأت محطات الوقود، التعامل بالبطاقة الذكية، ووضعت وزارتا البترول والداخلية شروطاً لاستخدام وقود السيارات من أي محطة توزيع، في إطار السعي لتقليص الكميات المهربة التي تستفيد منها السفن في عرض البحر المتوسط.وقالت مصادر رسمية مطلعة، إن الشروط التي تم تحديدها، وأبلغت بها كافة محطات توزيع السولار والبنزين تتضمن أن تكون البطاقة الذكية تحمل اسم صاحب السيارة، وأن يكون الترخيص ساريا، مع حظر إمداد أي سيارة مخالفة لهذه الاشتراطات بأي كمية من الوقود.وقال وزير البترول الأسبق، المهندس أسامة كمال، إن ما كشفته الحكومة خلال الفترات الماضية من خزانات وقود على الحدود مع دول أخرى يؤكد أن مافيا التهريب كانت تستولي على حصص كبيرة من الوقود المدعم.وأوضح لـ "العربية نت"، أن هذه الكميات لا تقل بأي حال من الأحول عن 10 ملايين لتر من البنزين والسولار يومياً، وفيما يحصل عليها التجار بأسعارها المدعمة فإنهم يعيدون تصديريها بأسعارها العالمية محققين عوائد وأرباحا ضخمة على حساب الدعم الذي يدفع ثمنه غالبية المصريين.ولفت إلى أن هناك كميات أخرى يتم تهريبها عن طريق البحر للمراكب والسفن الكبرى التي تمر في عرض البحر عبر مراكب صغيرة قام أصحابها بتحويل ثلاجة المركب إلى خزان وقود يستوعب ألف لتر يحصل عليه بنحو 1100 جنيه لبيعيه بنحو 1000 دولار للمراكب والسفن التي تشتريه بنحو 2000 دولار، ويحصل صاحب المركب على فرق سعر العملة.وأعلن وزير البترول والثروة المعدنية المصري، المهندس شريف إسماعيل، أمس، أن الحكومة الحالية ستبدأ الخطوة الأولى في التعامل مع ملف دعم الطاقة من خلال تنويع مصادر الطاقة وزيادة الإنتاج المحلي، نظرًا لأن تكلفة برميل البترول المستورد على الوزارة تتراوح بين 100 و110 دولارات، في حين تنخفض التكلفة إلى 35 دولارًا للبرميل المحلي شاملًا حصة الشريك.وكشف عن أن استهلاك السولار اليومي لمصر بلغ 45 مليون لتر يوميًا بما يعادل 180 مليون جنيه دعمًا يوميًا للسولار إلى جانب 100 مليون جنيه دعمًا للبنزين يوميًا .وقال أيمن محمد، صاحب محطة توزيع وقود بمنطقة الجيزة، إنه حتى الآن لم يتم تفعيل الكارت الذكي بشكل كامل، ولكن تم تفعيله بشكل جزئي حتى يتسنى لأصحاب السيارات استخراج البطاقة الذكية الذي يستغرق أسبوعين تقريباً.وأوضح أن المحطة تلقت تعليمات من وزارات البترول والتموين والداخلية بضرورة ان يكون اسم صاحب الكارت الذكي هو نفس اسم صاحب رخصة السيارة، وان تكون رخصة القيادة سارية، ويتم التأكد من هذه البيانات قبل دخول المحطة، وفي حال مطابقة الكارت الذكي مع رخصة السيارة والتأكد من أن الرخصة سارية وغير منتهية فإنه يسمح لصاحب السيارة بدخول المحطة والحصول على أي كميات من الوقود.لكن في حالة تبين عدم مطابقة البيانات أو أن تكون الرخصة قد انتهت فلن يسمح لحاملها باستخدام الوقود من المحطة.