دون تلكؤ؛ ندين الاعتداء على محلات أحد التجار وندين استخدام العنف الذي أدى لوفاة الشاب أحمد إسماعيل، واللهم إلهم ذويه الصبر والسلوان، ولا ندافع ولا نبرر ولا نقبل أي عنف من أي طرف، فلسنا من يأمر الناس بالمعروف وينسى نفسه.وإن من قام بهذين الفعلين المستنكرين فإنه قدم هدية ثمينة للإرهاب الذي تعاني منه البحرين منذ أكثر من عام، وقدم هدية لدعاته ومبرريه وصحيفتهم التي دأبت على إنكار ذلك العنف.فقد حاولت تلك الصحيفة إقناع الرأي العام الدولي أن العنف تمارسه أطراف أخرى غير حزب الدعوة وغير حزب الله، وتصوير الأمر على أن الإرهاب إنما تمارسه أجهزة الدولة والجماعات السنية المتشددة بتضليل متعمد فتساوي بين فعل من جهة، وعشرة أفعال يقوم بها من نفس الجنس الطرف الآخر الذي تحميه بلا أدنى عدالة أو إنصاف. فتكبر وتضخم وتضع خبر الاعتداء على محل أحد التجار، وتغفل ولا ترى وتتعامى ولا تسمع ولا تبصر الاعتداءات اليومية على رجال الأمن وعلى المارة من حرق وقتل وموت وترهيب وترويع الناس.لعبة ادعاء المساواة الإعلامية والموضوعية المهنية لعبة تمارسها الصحيفة بشكل مكشوف بل ومضحك، وكنا سنصدق ادعاء المهنية الكاذب لو أنها غطت أخبار ضحايا الإرهاب اليومي بذات الحجم وذات المكان، لكنها مع الأسف حين يكون الضحية من غير ذات الهوى، فهي لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم، وحين يكون الضحية من نفس جنسها فإنها تبكي وتصيح وتلطم بادعاء المظلومية.لهذا فإن من قام بتلك الأفعال المجرمة والمستنكرة - أياً كان- فقد خدمها وقدم لها هدية منتظرة ولم يخدم قضيته.ولو كنت مكان هذه الصحيفة أو مكان الجماعة الإرهابية لقمت بهذا الفعل خدمة لمصالحي، حتى أتمكن من إثارة الرأي العام الدولي بالادعاء بأن الإرهاب يمارس من كل الأطراف في البحرين وليس من جماعة حزب الدعوة وحزب الله! أتذكرون حين ساوت هذه الصحيفة في تغطيتها الإعلامية بين بضعة أنفار رفعوا صورة بن لادن، وعشرات الآلاف الذين رفعوا صورة الخميني في مسيرات سابقة؟ هي اليوم تحاول أن تضلل الرأي العام وتقنعه أن عدد وحجم العنف واحد بإغفال الوقائع اليومية وتكبير وتسليط الضوء على حوادث متفرقة أخرى لا تصل لا في عددها ولا عنفها واحد بالألف مما تمارسه الجماعة التي تريد هذه الصحيفة حمايتهم. إطلاق الرصاص أو اقتحام المحلات فعلان مدانان بشدة ودون تردد، لكن أن تتساوى تغطيتهما مع أحداث الإرهاب اليومية التي راح ضحيتها رجال أمن ومارة وسكان مناطق وارتكبت بحقهم عشرات الانتهاكات والجرائم التي تقوم بها جماعات حزبي الدعوة وحزب الله فذلك ظلم وافتراء، تتستر عليها الصحيفة وتتستر عليها جمعية الوفاق، فلا تذكرها ولا كأنها تجري على بعد أمتار من بيوتها ومن مقارها.فإن اتهمت صحيفة الإرهاب الصحف الأخرى أو الإعلام الرسمي بأنه أعور.. ليكن، إنما هي عمياء مع سبق الإصرار والترصد.