سلطت صحيفة "الديلي تيليجراف" البريطانية اليوم الخميس الضوء على محاولة تجار أسلحة إسرائيليين بيع قطع غيار طائرات مقاتلة لإيران في خرق واضح للعقوبات المفروضة على تصدير الأسلحة لإيران وتناقض شديد للعداء المرير بين الدولة اليهودية - المتمثلة في إسرائيل- وبين ما اعتبرته الصحيفة النظام الإسلامي في إيران. وأوردت الصحيفة - في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني أن هذا الكشف يأتي في الوقت الذي تستأنف فيه إيران مباحثاتها مع القوى العالمية الست , وسط مطالبات إسرائيل للقوى العالمية بمزيد من الضغط على إيران للوصول إلى اتفاق طويل الأجل بشأن برنامجها النووي , والذي تعتبره إسرائيل تهديدا مباشرا على وجودها. وأبلغت محكمة في اليونان تيلجراف .. أنه تمت مصادرة شحنة عسكرية إسرائيلية تضم قطع غيار لطائرات عسكرية من طراز فانتوم تأتي على رأس القائمة الأمريكية للأسلحة الممنوع التعامل عليها , وذلك لمرتين , وأن تلك الشحنات كانت متجهة لإيران على ما يبدو, وأن شرطة مكافحة الجرائم الاقتصادية باليونان صادرتها وأرسلتها للولايات المتحدة للتحقيق بشأنها . وأردفت الصحيفة أن شحنة الأسلحة الأولى كانت في ديسمبر 2012 والثانية كانت في أبريل الماضي - وتم إرسالهما عبر خدمات التوصيل الدولية من بلدة بنيامينا الإسرائيلية بالقرب من حيفا عبر شركة يونانية مسجلة باسم "تاسور كاراس" وسط أثينا , وأن هذه الشركة هي مجرد شركة وهمية لا وجود لها على أرض الواقع, وأن أرقام التواصل مع الشركة هي بريطانية داخل اليونان ولا يمكن تتبعها. ونقلت الصحيفة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" قوله "مع بدء المحادثات بين طهران والقوى الست العالمية بجنيف, فإن إيران لم تغير من سياساتها العنيفة أو أسلوبها الوحشي, فهي مازالت تمول نظام الأسد, الذي يقوم بذبح شعبه". ومن جانبهما، رفض وزيرا الدفاع والخارجية الإسرائيليين موشيه يعالون وافيجدور ليبرمان التعليق على مصادرة الأسلحة. يذكر أن إيران تملك أسرابا عتيقة من الطائرات من طراز إف-4 و إف-14 تومكاتس , حصلت عليها من واشنطن إبان حكم شاه إيران السابق محمد رضا بهلوي, عندما اشترت البلاد ما بين 50 - 75 طائرة من طراز فانتوم و 19 إف-14.. والتي يقال إنها مازالت تستخدم حتي في ظل النظام الإسلامي الحالي, وأنه بما أن إسرائيل , أكبر مشغل للطائرات "فانتوم" في 2004, فإن ذلك يدل على أن قطع الغيار الموجودة بالسوق الآن مستعملة , وحيث أن البنتاجون قد قرر وقف تصدير هذا النوع من قطع الغيار لطائرات إف-14 منذ 2007 خشية وصولها إلى الأيادي الإيرانية, وأن حاجة إيران لهذا النوع من قطع الغيار يرجع إلى يناير 2012 عندما تحطمت طائرة من تلك الطائرات بعد ثلاث دقائق من إقلاعها ما تسبب في مصرع طاقمها المكون من طيارين.