سيطر مسلحون صباح الخميس على مبانٍ رسمية في سيمفروبول كبرى مدن القرم، على ما أعلن رئيس وزراء هذه الجمهورية ذات الحكم الذاتي في أوكرانيا أناتولي موهيليوف. وقال موهيليوف إن رجالاً يحملون "أسلحة حديثة" وصلوا خلال الليل، فيما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس أن العلم الروسي كان مرفوعاً صباح الخميس فوق المباني. يأتي هذا بعد أن وقعت مواجهات أمس بين متظاهرين موالين لروسيا وبين مؤيدين للسلطات الأوكرانية الجديدة في سيمفروبول، عاصمة جمهورية القرم، فيما كان رئيس البرلمان المحلي فلوديمير كونستانتينوف يعلن رفض أي نقاش حول احتمال الانفصال. وتبادل آلاف المتظاهرين اللكمات والشتائم، ورفع بعضهم أعلاماً روسية، قبل أن تشكل الشرطة طوقاً أمنياً للفصل بين الطرفين أمام البرلمان المحلي. استنفار عسكري روسي في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الخميس، أنها وضعت المقاتلات على حدود روسيا الغربية في حالة التأهب القتالي. ونقلت وكالة "انترفاكس" بياناً للوزارة جاء فيه "تقوم المقاتلات بدوريات مستمرة في المناطق الحدودية. ومنذ لحظة تلقي الإشارة بإعلان حالة التأهب القصوى، غادرت القوات الجوية في المنطقة العسكرية الغربية متجهة إلى القواعد الجوية". من جهتها، حذرت أوكرانيا على لسان رئيسها الانتقالي، الأسطول الروسي من أي "عدوان عسكري" في القرم. وقالت  إنها ستعتبر أي تحركات عسكرية روسية في شبه جزيرة القرم خارج قاعدة أسطول البحر الأسود الروسي في سيفاستوبول عدوانا. ووجه أوليكسندر تيرتشينوف القائم باعمال الرئيس هذا التحذير في البرلمان بعدما استولى مسلحون على مبنى الحكومة المحلية ومبنى البرلمان في القرم حيث يريد بعض الأوكرانيين من أصل روسي انضمام  المنطقة لروسيا الاتحادية. روسيا تتوعد بالدفاع عن "حقوق مواطنيها" إلى ذلك، أكدت روسيا أنها ستدافع عن حقوق المواطنين الروس في القرم "بلا هوادة"، بحسب تعبيرها. وقالت وزارة الخارجية الروسية اليوم الخميس إن روسيا ستدافع عن مواطنيها "بكل قوة" في الوقت الذي تصاعد فيه التوتر في شبه جزيرة القرم، وهي المنطقة الأوكرانية الوحيدة التي تعيش فيها أغلبية روسية. وقالت الوزارة عبر حسابها على موقع تويتر "وزارة الخارجية الروسية ستستمر في الدفاع عن حقوق مواطنيها في الساحة الدولية، وسترد بقوة وبلا أي هوادة حين تتعرض (هذه الحقوق) للانتهاك." وقالت الوزارة إن انتهاكات حقوق الإنسان الجارية على نطاق واسع في أوكرانيا هي مبعث للقلق. وتشكل جمهورية القرم التي تقطنها أكثرية ناطقة بالروسية، أكثر منطقة أوكرانية اعتراضاً على السلطات الجديدة التي نشأت في كييف بعد الإطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش الأسبوع الفائت. وقد ألحقت القرم التي انتمت في إطار الاتحاد السوفياتي إلى روسيا، بأوكرانيا عام 1954، وهي لا تزال تؤوي الأسطول الروسي في البحر الأسود في منطقتها التاريخية، في مدينة سيباستوبول المرفئية. ويطالب الموالون لروسيا باستفتاء حول وضع القرم، جنوب أوكرانيا التي تشهد اضطرابات انفصالية تفاقمت منذ الإطاحة بيانوكوفيتش.