استعادت السلطات الأمنية الأوكرانية، اليوم الجمعة، السيطرة على مطاري القرم اللذين سيطر عليهم مسلحون تقول كييف إن لهم علاقات بالجيش الروسي.وأعلن مدير المجلس الوطني للأمن والدفاع اندريه باروبيي أنه "حصلت محاولة للاستيلاء على مطاري سيمفروبول وسيباستوبول، لكنهما عادا الآن تحت سيطرة القوات الأمنية الأوكرانية".وتشهد شبه جزيرة القرم توترات انفصالية. وكانت القرم أولا تابعة لروسيا ضمن الاتحاد السوفيتي السابق قبل أن تلحق بأوكرانيا في 1954.وفي تطور متصل، قال جهاز حرس الحدود الأوكراني إن أكثر من 10 طائرات هليكوبتر عسكرية روسية دخلت المجال الجوي لأوكرانيا فوق منطقة القرم، اليوم الجمعة، قادمة من روسيا.وأضاف في بيان أن جنودا روسا أغلقوا وحدة تابعة لحرس الحدود الأوكراني في مدينة سفاستوبول الساحلية حيث يتمركز جزء من الأسطول الروسي في البحر الأسود.وكان الأسطول الروسي في البحر الأسود قد نفى في وقت سابق اليوم أي دور له في السيطرة على مطار عسكري قرب سفاستوبول.وأفادت أنباء سابقة عن سيطرة مجندين روس يرتدون الخوذات والدروع، تدعمهم عربات نقل أفراد على محيط المطار العسكري في سيفاستوبول بمنطقة القرم الأوكرانية، حسب ما أفادت كالة "إنترفاكس" للأنباء، اليوم الجمعة.ونقلت الوكالة عن مصادر عسكرية في المنطقة قولها إنهم توجهوا إلى مطار بلبيك العسكري لمنع "الطائرات المقاتلة" من الهبوط.وكان مسلحون لم تحدد هويتهم قد استولوا، في الساعات الأولى من اليوم الجمعة، على مطار "سيمفروبول" في شبه جزيرة القرم، التي تتمتع بالحكم الذاتي في أوكرانيا، حسب ما ذكرت وكالة "إنترفاكس-أوكرانيا".وقالت الوكالة إن 50 مسلحاً بلباس عسكري استولوا على المطار، حيث احتشدت بعد ذلك جموع وهي تلوح بأعلام الأسطول الروسي في البحر الأسود. ونقلت عن شهود عيان قولهم إن هؤلاء الرجال وصلوا إلى المطار على متن 3 شاحنات لا تحمل أية لوحات تسجيل.وفي حين يقوم هؤلاء المسلحون بدوريات في الخارج، لا يزال المطار مفتوحاً في هذه المنطقة التي تشهد توترات انفصالية. ويتواجد إلى جانب المسلحين أيضاً مدنيون وهم ناشطون موالون للروس داخل المطار، ولكنهم لا يعرقلون سير الأعمال، بحسب ما ذكرت وكالة فرانس برس.يأتي هذا التطور بعد أن استولى مسلحون مقربون من الروس، الخميس، على البرلمان والحكومة المحليين في "سيمفروبول". وتشهد شبه جزيرة القرم بجنوب أوكرانيا حيث يتمركز الأسطول الروسي في البحر الأسود توترات انفصالية.وكان البرلمان المحلي قرر في جلسة مغلقة لم يسمح للصحافة بحضورها، تنظيم استفتاء في 25 مايو لنيل المزيد من الحكم الذاتي، وكذلك إقالة الحكومة المحلية.يذكر أن القرم التي تسكنها غالبية من الناطقين بالروسية في جنوب أوكرانيا، كانت في البدء جزءاً من روسيا في إطار الاتحاد السوفياتي، قبل أن يتم إلحاقها بأوكرانيا عام 1954، وهي لا تزال تؤوي الأسطول الروسي في البحر الأسود في منطقتها التاريخية، في مدينة "سيباستوبول" المطلة على البحر.وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال، الخميس، إن روسيا تعهدت بـ"احترام الوحدة الترابية لأوكرانيا"، وذلك أثناء محادثات هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. يأتي ذلك بعد يوم من تحذير وجهه كيري لموسكو من أي تدخل عسكري في أوكرانيا، معتبراً أن ذلك سيمثل "خطأ فادحاً".وإزاء تسارع الأحداث في أوكرانيا وتصاعد التوتر في جمهورية القرم حيث يتمركز الأسطول الروسي، عبرت لندن ووارسو، الخميس، عن قلقهما، في حين حث الحلف الأطلسي والولايات المتحدة روسيا على تفادي التصعيد.في المقابل، أكدت روسيا أنها تحترم الاتفاقيات الموقعة مع كييف بشأن الأسطول الروسي في البحر الأسود بالقرم.