وافق المجلس الاتحادي، الحجرة العليا في البرلمان الروسي، على طلب الرئيس فلاديمير بوتين إرسال قوات مسلحة إلى شبه جزيرة القرم الأوكرانية. وكان المجلس قد استمع الى كلمة القاها مبعوث الرئيس بوتين، غريغوري كاراسين، حث فيها الاعضاء على الموافقة على طلب الرئيس الذي حظي بدعم رئيسي لجنتي الدفاع والشؤون الخارجية في المجلس الاتحادي. يذكر ان استخدام القوات المسلحة خارج حدود روسيا لا يتطلب موافقة مجلس النواب المنتخب. وكان بيان صادر عن الكرملين قد بين أن بوتين قدم طلبه "في ضوء الوضع الاستثنائي في أوكرانيا وتهديدات لحياة مواطنين في الأراضي الأوكرانية." وكان سيرجي أكسيونوف، رئيس وزراء الجديد في منطقة القرم الموالي لروسيا، قد طلب من بوتين المساعدة على استعادة الهدوء في المنطقة. وتقول الحكومة الانتقالية في كييف إن موسكو قامت بالفعل بتعبئة ستة آلاف جندي في القرم. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن سيرجي أكسينوف، رئيس وزراء القرم الجديد الموالي لروسيا، قوله إن قوات من الأسطول الروسي في البحر الأسود تحرس منشآت مهمة في شبه جزيرة القرم الأوكرانية. "قوة محدودة" وقالت فالنتينا ماتفينكو، رئيسة المجلس الاتحادي الروسي (المجلس الأعلى في البرلمان)، في وقت سابق إن بلادها قد ترسل "قوة محدودة" إلى منطقة القرم. وأوضحت أن الهدف سيتمثل في "ضمان أمن الأسطول الروسي في البحر الأسود والمواطنين الروس،" بحسب ما نقلته وكالة "فرانس برس" عن وسائل إعلام روسية. وقالت المسؤولة الروسية إن أوكرانيا بها "عدد كبيرة من المواد الخطرة" بينها محطات نووية. وأضافت: "من الضروري ضمان أمن وسلامة هذه المواد لمنع حدوث مأساة أكبر." وشددت على أن بوتين عليه استخدام "كافة الإجراءات الممكنة" لضمان أمن المواطنين الروس ومساعدة الشعب الأوكراني "الشقيق" على تحقيق الاستقرار. وحذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد حذر روسيا من مغبة أي تدخل عسكري في أوكرانيا. وقال أوباما الجمعة "إن الولايات المتحدة ستقف بحزم مع المجتمع الدولي للتأكيد على أن أي انتهاك لسيادة أوكرانيا سيكون له ثمن". مظاهرات وتشهد العلاقات بين روسيا وأوكرانيا توترا متزايدا منذ الإطاحة بالرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، الموجود حاليا في روسيا. ويتبدى هذا التوتر بشكل واضح في منطقة القرم التي يوجد بها أغلبية من الروس. ويوجد في سيفاستوبول قاعدة عسكرية روسية هي مقر أسطولها في البحر الأسود. واحتشد الآف المتظاهرين رافعين الأعلام الروسية في مدينة دونيتسك، شرقي أوكرانيا. وأعرب المحتشدون عن دعمهم لـ"تطلعات القرم في العودة للانضمام" إلى روسيا. وتعد دونيتسك مركزا صناعيا مهما في أوكرانيا ومعقلا مهما للرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش. وتفيد تقارير بوجود مظاهرة أخرى موالية لورسيا في مدينة خاركيف الشرقية.