ينبغي اليوم لمتتبع آخر الصيحات أن يتمتع بلحية طويلة، ولا يتوانى بالتالي الكثير من سكان نيويورك في إنفاق مبالغ طائلة على عمليات تجميلية لتكثيف لحاهم.وأكد أطباء تجميل في نيويورك وفلوريدا (جنوب شرق الولايات المتحدة) الازدياد الملحوظ في عدد العمليات هذه خلال السنوات الخمس الماضية بدفع من الصيحة الرائجة حاليا والتي يعرف متتبعهوها ب "هيبسترز" وبأسلوبهم الذين يحاولون فيه ادعاء الإهمال لكنه يكون جد محبوك في الواقع.واللحى هي من الميزات السائدة في هذا الأسلوب. وقد يكلف زرعها بين الفي دولار وثمانية الاف، بحسب المساحة المطلوب أن تمتد عليها وكثافة الشعر.ويقوم الطبيب التجميلي بثلاث أو أربع عمليات من هذا القبيل في الأسبوع الواحد.داني هيغويرا البالغ من العمر 26 عاما قد خضع لعملية زرع شعر في لحيته قبل سنة تقريبا. وهو راض جدا عن النتيجة.ويقول لوكالة فرانس برس انه كان في صغره معجبا بلحية أبيه، لكن لحيته لم تكن كثيفة فأنفق ثمانية آلاف دولار عند الطبيب التجميلي جيفري إبشتاين في مانهاتن للتوصل إلى النتيجة المرجوة.وقال الشاب الذي يمتلك شركة في مجال البناء "يحب البعض الشعر الطويل ويفضله آخرون قصيرا. أما أنا، فلم أكن أريد سوى لحية جميلة وأحب هذا المظهر كثيرا"، موضحا أنه لا يعتبر نفسه "هيبستر"، إلا في ما يخص اللحية.وقبل عشر سنوات، كانت ذقون نجوم السينما حليقة بالكامل. أما اليوم، فقد باتت اللحى تغزو السجاد الأحمر، من براد بيت إلى جورج كلوني، مرورا براين غوسلينغ وبن أفليك.وكشف الطبيب إبشتاين أن زبائنه يرغبون في المقام الأول بالتمثل ببراد بيت ثم توم سيليكز لكن كثيرين منهم يحبون بكل بساطة هذا المظهر المهمل.وهو أضاف أن "نسبة بين 30 و35% من هؤلاء الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 26 و40 عاما يعتبرون من الهيبسترز. وليس هذا المصطلح جد واضح بعد لكن أصحاب هذا اللقب يشكلون الشريحة الأكبر".ويعيش أغلبية الهيبسترز في الأحياء الرائجة من بروكلين إلى نيويورك، لكنهم يأتون أيضا من أنحاء الولايات المتحدة برمتها وبريطانيا وأستراليا، بحسب أطباء التجميل.وليست اللحى الكثيفة من آخر صيحات الموضة فحسب، بل هي تدل أيضا على التقبل المتزايد لهذا النوع من العمليات في المجتمع. ولطالما كان إطلاق اللحى دليلا على الرجولة في عدة ثقافات.وبعض الرجال هم حلقاء لأسباب جينية، لكن البعض الآخر حلقوا ذقونهم بالليزر قبل 20 عاما وهم اليوم نادمون على فعلتهم.وأكد الطبيب ييال هالاس الذي فتح عيادة في مانهاتن أن الطلب قد تزايد على عمليات زرع الشعر في اللحى كثيرا خلال السنوات الأخيرة، لا سيما من جراء عمليات حلقها بالليزر التي كانت رائجة من قبل.وهو كشف أن عيادته تستقبل كل أسبوع ما بين 4 إلى 5 زبائن في اليوم الواحد، في مقابل ""عشرة زبائن في السنة الواحدة قبل 10 سنوات تقريبا".وقليلون هم الأطباء التجميليون المتخصصون في هذا النوع من عمليات الزرع.تقع عيادة الطبيب غلين تشارل في فلوريدا، لكن هذا الأخير أقر بأن أغلبية زبائنه هم من نيويورك، وهم ليسوا فحسب من متتبعي الصيحات المعروفين بالهيبسترز بل هم أيضا رجال أعمال وإطفاء مثلا.وقال الطبيب على سبيل المزاح "أنا إله اللحى".