اتهم الرئيس الافغاني حميد كرزاي الولايات المتحدة الاثنين بشن حربها في افغانستان على حساب المصالح الافغانية، وقال في مقابلة نشرتها صحيفة واشنطن بوست "ابلغوا الحكومة الاميركية بغضبي".وقال كرزاي في هذه المقابلة ان "الافغان يموتون في حرب ليست حربهم".وسيغادر كرزاي منصبه خلال اشهر في اعقاب انتخابات رئاسية لا يستطيع المشاركة فيها وستجرى دورتها الاولى في الخامس من نيسان/ابريل المقبل.واضاف كرزاي الذي يوجه باستمرار انتقادات الى الولايات المتحدة اكبر بلد يدعمه على الصعيدين العسكري والمالي "كان ثمة ارضية توافقية بيننا في البداية. كنا نريد (افغانستان) متحررة من الارهاب والتطرف وتنعم بالامان والاستقرار. لكن اليوم (...) لم يتحقق الهدف الابرز اي توفير الامن للافغان".ويعود التدخل الاميركي في افغانستان الى 2001. ففي خضم اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر، تزعمت الولايات المتحدة تحالفا عسكريا دوليا اطاح نظام طالبان الذي كان قائما منذ 1996. لكن حركة طالبان تواصل بعد 13 عاما تمردها العنيف الذي يهدد المؤسسات الافغانية الهزيلة، على رغم الوسائل العسكرية الكبيرة التي ارسلت الى افغانستان.وتساءل كرزاي "لماذا اتى الاميركيون الى هنا؟". وقال ان "الرئيس الاميركي (باراك اوباما) يقول انهم اتوا الى هنا لمحاربة الارهاب والتطرف والحفاظ على المصالح الاميركية".لكن الرئيس الافغاني قال ان "معاقل (طالبان) قد اهملت (...) فيما تعرضت قرى لهجمات". واتهم الاميركيين بأنهم يريدون الاستمرار في شن عمليات في المناطق المدنية للقيام بعملية مطاردة فقدت مبررها لتنظيم القاعدة.واوضح كرزاي "في رأيي، باتت القاعدة (في افغانستان) تنتمي الى عالم الوهم اكثر مما تنتمي الى الحقيقة"، موضحا ان عناصر هذا التنظيم المتطرف لم يعودوا سوى "35 الى 40 او 45" رجلا في البلاد.وخلص الرئيس الافغاني الى الاعراب عن "امتنانه للشعب الاميركي". وقال "لكن يمكنكم ان تبلغوا الحكومة الاميركية بغضبي، غضبي الكبير".