فرض تنظيم "داعش" إجراءات صارمة على أهالي محافظة الرقة شمال سوريا، بعد سيطرته كلياً على المحافظة بداية العام الجاري، الأمر الذي قوبل بشجب شديد لدى السكان، إلا أن التنفيذ الصارم من قبل داعش دفع المواطنين إلى الرضوخ على مضض، بعد تعرض العشرات منهم إلى عقوبات وصلت إلى حد الجلد.ولا يوجد وجه للمقارنة بين سنة مضت كانت فيها المحافظة الواقعة شمال سوريا تحت سيطرة الجيش الحر، وبين وضعها الحالي الذي أصبحت فيه رهينة القيود المتزايدة على الحريات الاجتماعية مع إصرار دولة العراق والشام على تضييق الخناق على أهاليها.وأكد مواطن سوري أن التنظيم منع الأهالي من سماع الموسيقى وأجبروهم على سماع القرآن وإلا الجلد.وبعد سيطرة "داعش" على المحافظة بشكل كامل بداية العام الجاري، إثر معارك مع عدد من كتائب المعارضة السورية، فرض التنظيم المتطرف إجراءات صارمة على أهاليها وفق إصداره بيانات متتالية، حيث أكدت فتاة سورية مسيحية أنه فرض النقاب على كل النساء.وخلق هذا التضييق حالة امتعاض متنام بين أهالي المحافظة التي كانت تشهد حياة مدنية رغم طبيعتها العشائرية، حيث لم يكن الأمر بذلك السوء وقت سيطرة الثوار على الرقة بداية فبراير العام الماضي، بحسب أهالي المحافظة.ويذكر أنه أثناء سيطرة الجيش الحر على الرقة في أغسطس 2013، كان السبب في نفاد المواد الغذائية في الرقة هو سيطرة قوات الأسد على محافظة حلب لأكثر من عام باعتبارها المورد الرئيسي للرقة.وعلى الرغم من توقف رواتب موظفي الحكومة وتأثير ذلك على القوة الشرائية وتراجع حركة البيع والشراء في أسواق المدينة، إلا أن الحياة كانت تسير بشكل طبيعي، كما كان الثوار يوزعون السلال الغذائية على المحتاجين.أما الهاجس الوحيد الذي كان يقض مضجع أهالي الرقة وقتها، فهو هجوم طائرات النظام وتحليق مروحياته في سماء المحافظة.