هناك قاعدة في ريادة الأعمال تقول إن على رائد الأعمال إنشاء مشروع ناشئ من أجل بيعه. هذه القاعدة تنطبق على بعض المشاريع الناشئة، فالكثير من رواد الأعمال يطمحون الى تأسيس مشروع ناشئ ومن ثم تطويره ليصل الى مرحلة يستطيعون بيعه لشركة كبيرة بمبلغ مالي كبير، في حين أن هناك مشاريع ناشئة من الأفضل أن يستمر رائد الأعمال بتطويرها بنفسه، ولذلك قد يقع رائد الأعمال في حيرة إذا تلقى عرضا جيدا للاستحواذ على شركته الناشئة. فهل يقبل العرض أم يستمر في تطوير مشروعه الناشئ بنفسه؟ هذه بعض المعايير التي تساعدك في اتخاذ قرار بيع مشروعك الناشئ أو الاستمرار في تطويره بنفسك: رؤية الشركة الناشئة: إذا كانت رؤية شركتك الناشئة ترتبط بأهداف كبيرة يصعب تحقيقها مع الرأسمال الحالي والإمكانيات الحالية لشركتك الناشئة ومن المحتمل أن تتطور شركتك الناشئة بشكل أكبر في حال تم الاستحواذ عليها من شركة كبيرة، عليك أن تقبل بعرض الاستحواذ وتبيع شركتك. قيمة صفقة الاستحواذ: إذا كانت قيمة صفقة الاستحواذ كبيرة وتعادل أضعاف الإيرادات المتوقعة لشركتك الناشئة لعشرات السنوات، عليك أن تقوم ببيعها. ففي النهاية المشروع الناشئ هو مشروع ربحي وعلى رائد الأعمال اختيار الاستراتيجية التي تحقق أكبر ربح ممكن. الاحتفاظ بك كمدير لشركتك الناشئة: أغلب صفقات الاستحواذ تتضمن بقاء مؤسس الشركة الناشئة وموظفيه في مناصبهم الوظيفية، فهم الأقدر على إدارة الشركة الناشئة وتحقيق نجاحها. إن كان عرض الاستحواذ يتضمن بقاءك كمدير للشركة الناشئة فعليك القبول ببيع الشركة لأنك ستستطيع تحقيق رؤية شركتك الناشئة بشكل أفضل نتيجة التمويل والدعم الإضافي الذي ستحصل عليه من الشركة المستحوذة على شركتك الناشئة. الوضع التنافسي لشركتك الناشئة في السوق: قد تعرض عليك بعض الشركات الكبيرة الاستحواذ على شركتك الناشئة فقط لأنك تسيطر على مجال معين في السوق ولا يوجد لديك منافس أقوى منك في السوق، في هذه الحالة لا تتسرع في بيع شركتك الناشئة فأنت قائد السوق وقد تتطور شركتك الناشئة وتحقق أرباحاً طائلة تعادل أضعاف قيمة صفقة الاستحواذ. مثلاً موقع يوتيوب لمشاركة الفيديو استحوذت عليه غوغل مقابل 1.6 مليار دولار، ولكن كان من الأفضل لمؤسسي الموقع أن يستمروا في تطوير موقعهم بأنفسهم لأن قيمة يوتيوب السوقية في الوقت الحالي تعادل أضعاف هذا المبلغ، فهو الموقع الأول عالمياً في مشاركة الفيديو بينما زوكربيرغ كان أكثر حكمة عندما رفض عرض ياهو الاستحواذ على فيسبوك بعد ثلاث سنوات من تأسيسه لأنه كان يرى في فيسبوك الشبكة الاجتماعية الأولى في العالم واستطاع تحقيق هذا الحلم. يمكنك متابعة محمد غريب على تويتر https://twitter.com/MhdGhareeb