أكد عضو الكونغرس الأمريكي دان بورتون أن البحرين محظوظة بقيادة تفتح أبواب الحوار، وتفرد مجالات للإصلاح والمراجعة، لأنها تدرك أن التحديات السياسية التي تواجهها عنصر طبيعي يتواجد في كل الأمم والشعوب، وتجب معالجته بمخاطبة كافة أطياف المجتمع ومكوناته.جاء ذلك خلال لقاء مفتوح جمعه وحرمه الدكتورة سامية بورتون، بطلبة جامعة البحرين اليوم الأربعاء بمركز تسهيلات البحرين الإعلامي بمقر الجامعة بالصخير، ونظم اللقاء بالتعاون مع المجلس البحريني الأمريكي.وعبر بورتون في اللقاء الذي تناول فترة الأحداث المؤسفة عن إعجابه الشديد بالمجهودات التي يقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى، وسعيه الدائم لفتح أبواب الحوار، وصون مبدأ الاستقرار الأمني في المنطقة عبر سياسات منفتحة وحضارية.وقال إن البحرين كانت ولا زالت أرض سلام، وحليفاً ساعياً للأمن في المنطقة، وأن قيادتها حرصت على أن تحافظ على هذا المبدأ، مشيراً إلى الالتزام الذي لمسه العالم من عاهل البلاد تجاه معالجة الوضع في مملكة البحرين بالشكل الأمثل الذي يضمن احترام القانون.وتناقش الطلبة مع دان بورتون عن انعكاسات الأحداث المؤسفة على مملكة البحرين وصورتها في العالم، وجاء في طرحهم مقارنة أحداث مملكة البحرين بأحداث (وول ستريت) في مدينة نيويورك التي شهدت تظاهرات واحتجاجات، وعلق بورتون على هذا الموضوع بقوله :"كل دولة في العالم تواجه بشكل أو بآخر صعوبات مع فئات معينة في الشعب، وبالتأكيد فإن معالجة هذا الأمر يجب ألا تكون بالعنف، لأن العنف لا يولد إلا العنف، ولا يوصل إلا إلى طريق مسدود".وقالت الدكتورة سامية بورتون في إجابة عن سؤال حول دور المرأة والأم على وجه الخصوص في حالات عدم الاستقرار، أن الأم هي المربية للأجيال، ومثلما تربي أبناءها على الحاجات الأساسية للحياة، تزرع فيهم احترام القانون وتقدير الآخر.وطرح الطلبة أيضاً موضوع استمرار العنف من بعض المحتجين، التي قال بورتون بخصوصها إن القيادة في المملكة فعلت الكثير للتقليل من وتيرة الأحداث وانعكاساتها، وبالأخص عملت على عدم استخدام العنف، كما أن الدول الصديقة –مثل الولايات المتحدة الأمريكية- تفتح باب المحادثات لإيجاد حلول.وتطرق بورتون إلى التهويل الإعلامي، ووجوب أن تسعى البحرين دائماً إلى رسم صورتها الحقيقية لدى السفارات ومندوبي الدول، وامتدح مباردة جلالة الملك بتأسيس المحكمة العربية لحقوق الإنسان، إذ أنها تدل على رغبة في التسامح والشفافية. ونصح بورتون الطلبة بالحوار الحضاري فيما بينهم، إذ معهم يبدأ اللاعنف، ومعهم يتأسس الاستقرار.وتحدثت الدكتورة سامية بورتون عن تجربتها زوجةً لعضو الكونغرس، وما تعلمته من هذه التجربة التي أثرت لديها الجانب الاجتماعي، إذ تعرفت بمرافقة عضو الكونغرس على فعاليات مختلفة، وتنوعات ثقافية متعددة، مما مثل إضافة لها.من جانبه، أكد رئيس جامعة البحرين الدكتور إبراهيم محمد جناحي أن التواصل والتبادل الثقافي والأكاديمي مع الولايات المتحدة الأمريكية يمثل أهمية كبرى حرصت الجامعة على الحفاظ عليها، إذ أنها تمثل ارتباط الجامعة بالثقافة والمتغيرات على المستوى العالمي، مشيراً إلى أن متطلبات بناء المستقبل تحتم على الجامعة فتح مزيد من آفاق التعاون مع الثقافات المؤثرة عالمياً، خاصة وأن مملكة البحرين تواجه تحديات عدة تستلزم منها العمل الجاد على ترسيخ صورتها بلداً متنوعاً ووطناً متآلفاً.وقال د.جناحي: "لقاء الطلبة بعضو الكونغرس كان حيوياً وتفاعلياً، وعبر جو اللقاء عن انفتاح الشباب البحريني ورغبته في مناقشة أمور الوطن بموضوعية وحضارية".وعضو الكونغرس دان بورتون هو ممثل ولاية إنديانا، خدم في الجيش الأمريكي من 1956 إلى 1957 و بقى في قوات الاحتياط حتى 1962 ، وخلال عضويته في الكونغرس، تم تعيينه في اللجان التالية: لجنة الشؤون الخارجية، اللجنة الفرعية لآسيا والمحيط الهادئ، اللجنة الفرعية لأوروبا وأوراسيا (رئيسا)، لجنة المراقبة والإصلاح الحكومي، اللجنة الفرعية للرعاية الصحية والتعداد والمحفوظات الوطنية في مقاطعة كولومبيا، واللجنة الفرعية للأمن القومي والدفاع عن الوطن والعمليات الخارجية.والدكتورة سامية تمارس الطب في ولاية إنديانا، درست الطب بداية في دمشق بسوريا، ثم واصلت دراساتها العليا في باريس – فرنسا، وهي عضوة بهيئات وجمعيات ومؤسسات خيرية معنية بالمرأة وحقوقها، والأعمال الخيرية.