غدي هو الطفل الذي صنع تاريخاً بقدومه إلى العالم.. فهو الطفل الأول الذي يولد في لبنان من دون طائفة دينية مدرجة في شهادة ميلاده كما نقلت صحيفة "هاف بست ريليجن".ولبنان هو البلد الأكثر اهتماماً بموضوع الطائفة الدينية للشخص في المسائل المهنية والسياسية والاجتماعية، حيث يشكل موضوع الطوائف والمذاهب العماد الأول في نظام الحصص في كل القطاعات العامة والعسكرية والمناصب الحكومية، بين الطوائف الدينية الثلاث الرئيسية في البلاد "الإسلام السنةـ الإسلام الشيعة، المسيحية".والدا غدي "خلود سكرية ونضال درويش" هما أول ثنائي لبناني يتزوج مدنياً، ويريدان أن يوصلا دعمهما إلى الهوية الوطنية اللبنانية، عوضاً عن الهوية الطائفية الدينية، إلى ابنهما المحبوب؛ غدي. أراد نضال وخلود أن يتركا "الطائفة الدينية" فارغة في شهادة ميلاد ابنهما، رغبة منهما في تجنيبه الهوية الطائفية التي تعقد الحياة في لبنان.غدي.. الطفل المولود حديثاً جذب انتباه الرئيس اللبناني، حيث هنأ ميشال سليمان بتغريدة على التويتر "خلود سكرية" بعد أن نشرت الأخيرة صورة من شهادة ميلاد ابنها على الإنترنت. قالت والدة غدي في تصريحات صحافية "إنه أول شخص لا يرتبط بأي طائفة، فهو نقي من النظام الطائفي".وتدرك سكرية أنها ربما تحمله الكثير للتعامل مع مستقبله، ولكنها تتابع قائلة "أنا متأكدة من أنه سيكون قادرا على التعامل معها، لأنه سيكبر بيننا أنا ونضال، وسنعلمه كيف يحترم الناس، وأن يحترم اختيارات الناس وأن يقبلها كما هي".