لم يخرج روما بأي فائدة إيجابية من هذه المباراة سوى أنه أثبت قدرته على مواجهة هجوم نابولي ووضعه في صعوبات كبيرة عكس مباراة الكأس التي خسرها بثلاثية، فقد أذى نفسه بنفسه وأضاع فرص عديدة للفوز بينما استغل نابولي ذلك بدهاء وقتي في بعض الفترات من الشوط الثاني مع تراجع نقاط قوة وسر تنظيم روما بمرور الوقت..نابولي بداية ولا أسوأ، ولكنه التوفيق والدهاء انتصر نابولي وتحقق له ما أراد "النتيجة" والنتيجة فقط لكن الأداء وتفاصيل المباراة لا أعتقد أنها ستكون مريحة للمدرب الإسباني رافائيل بينيتيز الذي شعر بإحراج كبير من طريقة لعب روما وتفوقه الواضح خاصة خلال الشوط الأول وذلك بسبب خمول تحركات كاييخون وميرتنس طوال الشوط الاول بكامله وربما عالج ذلك بتعليمات واضحة بعدم التمسك بالمركزية ومحاولة مباغتة دفاع روما بالكرات العرضية العالية وقد نجح في ذلك عبر كرة!. تحسن نابولي نوعًا ما في الشوط الثاني كما أوضحنا واستغل أخطاء روما سواء في رعونته وفشله في حسم كراته أو في وجود بعض التضارب في بناء هجماته وتأخر جارسيا في التغييرات فوجد نابولي بعض المساحات وغياب التركيز الدفاعي لروما في الربع ساعة الأخيرة ونجح في أن يحرز الهدف الوحيد واليتيم في اللقاء، بل وكان بإمكانه إحراز المزيد خاصة في ظل تراجع روما البدني ووجود مساحات كما أوضحنا في قلب دفاع فريق الذئاب. من سلبيات نابولي اليوم وهى عديدة المساحات الواسعة التي تركها خلفه في أول 45 دقيقة للاعبي وسط روما الهجوميين والتي إن كان هناك من يستغلها لاختلف السيناريو تمامًا، فهامسيك لم يُقدم الدعم الكافي للاعبي الوسط وكان بيراليم دزيمايلي في أسوأ حالاته مما جعل هجمات روما المضادة في غاية الخطورة عليه وكان عليه إضافة ثقل أكبر لخط الوسط ولاعب يملك مجهود بدني أقوى كهينريكي في خط الوسط لأول مرة ومع إدخال انسينيي بدت الهجمات أكثر سرعة عند نابولي وهو ما لم يكن موجودًا في وجود هامسيك اللغز المحير للغاية!.روما يا لها من دراسة، غير مكتملة يا جارسيا ربما لم يحقق روما المُراد منه في مباراة اليوم وخسر النقاط الثلاث التي كان الأكثر أحقية بها، ولكنه مع ذلك قدم مباراة تكتيكية على أعلى مستوى من ناحية دراسة فريق نابولي واللعب بطريقة جديدة "4-2-3-1" والتحكم بوسط الميدان لفترات طويلة ولكنه آسفًا فشل في أن يستغل هذا التفوق في وسط الميدان وهجماته المضادة بسبب فشل جيرفينيو، بيانيتش وغيرهما من استغلال الفرص المتاحة لهما وكذلك فلورينزي، في ظل عدم وجود رأس حربة افتقد الجيالوروسي وخسر ما يستحقه وهو التقدم في النتيجة في أكثر من مناسبة. ربما ما يؤخذ على رودي جارسيا الذي أدار مباراة شبه ممتازة هو تأخره في إدخال ماتيا ديسترو، فريقه كان ممتازًا بالفعل في تسيير المباراة وإغلاق بل وإلغاء نقاط قوة نابولي على مدى 80 دقيقة على الأقل -قبل هدف كاييخون- ولكن الأداء الذي أداه فريقه على المستوى الدفاعي وكذلك الهجومي فإنه كان يستحق اللاعب صاحب اللمسة الحاسمة وللأسف لم توجد عند جيرفينيو الذي هو ممتاز كخادم وصانع للعب وليس كلاعب يعول عليه في إنهاء الكرات. اضطرب روما كثيرًا بسبب الغيابات التي لديه "توتي، دي روسي وكذلك إصابة كيفن ستروتمان بعد بداية المباراة بدقائق" حيث اضطر جارسيا لإشراك رودريجو تادي في وسط الميدان واضطر كذلك للإبقاء على بعض اللاعبين الذين لا يحافظون على مستواهم لفترات طويلة كباستوس ومايكون والذين لم يكونوا ممتازين على الجبهة اليمنى اليوم وفشلا في استغلال تواجد فوزي غلام بمفرده على هذه الجهة. إذا نظرنا بدقة لأداء روما علينا أن نصفه بالممتاز الغير مُكتمل، فالجيالوروسي بدأ المباراة بمثالية ونجح في أن يغلق كل المساحات بشكلٍ ممتاز ولكنه لم يُكمل هذا العمل في الشوط الثاني لأكثر من سبب أولها التراجع البدني وقلة التركيز الدفاعي في آخر المباراة وكذلك تأخر التغييرات كما سبق وأوضحنا وعدم إعادة توظيف جيرفينيو كجناح وإدخال ديسترو في وقت مُبكر أكثر.
Watan Sports
ما بعد المباراة .. أجاد روما وجارسيا، وانتصر نابولي بالدهاء وجيرفينيو!
10 مارس 2014