لا شكّ أنّ الرغبة في إثارة الإعجاب مرسّخة في داخلنا، أما الانجذاب القوي فيحدث في اللاوعي في أغلب الأحيان من خلال تبادلات كيماوية بين الطرفين.

تتخطى القدرة على الجذب الدور الإيجابي حين تتحوّل الى أداة للتحكّم بالآخرين ووسيلة لفرض السيطرة عليهم. ويرى علم النفس أن "الإغواء لطالما اعتُبر وسيلة لخداع الآخر، ولو جاء بشكلٍ لاشعوريّ. فكلّ من يجهد ليبدو جذاباً، يغشّ الآخر إذ لن يكون مطلقاً كما يوحي به الآخر".

أما أبرز مفاتيح عامل الجذب فتتجلى في عدم الاكتراث الى أحدهم ولا يهتمّ لرؤية الآخر تجاهه، فرض الشخصية بصدقٍ وعفوية، التمتع بالثقة بالنفس والانفتاح على الآخر ناهيك عن أهمية وجود التناغم بين الطرفين في الأفكار والأفعال.

ننصحك بقراءة: تعلمي كيف تتقنين فن الحب في كل مناسبة

يكمن أكثر سلاح للإنسان تأثيراً بالآخر في نظراته التي تخطف القلوب فتجعله يرتعش مراراً. مع تلك النظرات الخاطفة تبدأ مرحلة الإعجاب، حيث تعجز الألسنة عن إيجاد ما تفضحه العيون، فهي مرآة للحقيقة المطلقة. كثيرون لا يمتلكون جرأة الإعتراف بإعجابهم بالآخر، فيتركون المهمّة لنظراتهمتساهم عناصر عدة في تكوين حالة الإعجاب الأولى، إنما تختلف معاييرها بين المرأة والرجل. ففي حين يرى البعض أنّ الإعجاب من النظرة الأولى قد يولّد الحبّ، يتفاجأ كثيرون من أنّ مرحلة إعجابهم بشخصٍ ما تحوّلت مع الوقت الى حالة حبّ لامتناهية.

إن سرّ بروز حالة الإعجاب تعتمد في المرة الأولى على شعورٍ متبادل بين الطرفين، أي إظهار الاهتمام بشخصية كلّ منهما، خصوصاً أن إبداء الاهتمام يعني تقديره وبالتالي سيزيد ذلك من الثقة بالنفس. ليس من الصعب إثارة إعجاب الآخر خصوصاً لدى معرفتنا بالامور التي تجذب المرأة في الرجل والعكس صحيح.

لكنّ الواقع عادة ما يختلف عن القصص الخيالية إذ إن الأحاسيس الجياشة قد تضعف وتتلاشى بعد عدة لقاءات حيث يكتشف أحد الطرفين أن لا انسجام بينهما فتسقط الهالة التي رسمها كلّ منهما

بعيداً عن الجمال، من الامور التي قد تخيف الشاب في اللقاء الاول المبالغة في وضع الماكياج. وكذلك التحدث بكثرة عن الذات. فسرّ النجاح في المرة الاولى هو اعتماد نوع من التبادل مع الآخر. أي إظهار الاهتمام بشخصيته.أما الجزء الاكبر من النساء فينجذبن للناحية الذكورية التي يتمتع بها الرجل أكثر من جمال تكاوين وجهه. ولا داعي للتذكير بلباقته وإظهاره الاحترام تجاه المرأة خصوصاً في الاوقات الحميمة. أما روح الفكاهة، فهي من الامور الاساسية التي تبحث عنها المرأة في الرجل. فجميع النساء ينجذبن الى الذي يفاجئهن بسرعة بديهته وبفرادته.

هل التنازلات تطفئ شمعة الحب؟ التفاصيل هنا...

وتشير إحدى الدراسات الى أن الانطباع القوي الناجم عن اللقاء الأول بين الفتاة والشاب والذي يطلق عليه الكثيرون اسم الحب من أول نظرة، يكون خداعاً في أغلب الأحوال.فقد يكون هذا الإحساس ناجماً عن ولع أحدهما بفكرة الحب نفسها أو لأن أحدهما حاول تجسيد صورة أو صفات المحبوب الموجودة في الخيال عند الآخر، ثم يتكشف له أن الخيال مخالف للواقع كما أن الإعجاب القائم على الشكل الخارجي وليس الجوهر الداخلي سرعان ما يتلاشى.ويبقى أننا لا نستطيع العيش من دون إعجاب، إذ إنه يزوّدنا بالإحساس بالوجود، فبمجرد ما تفكرين أنك أنت من اختارها قلب حبيبك، تسعين الى استثمار هذا الكمّ الهائل من المشاعر الجياشة والشعور بالتالي بعدم القدرة على الاستغناء عنه. فهو شعور يوازي اكتشافنا كنزا ثمينا سيكسر هاجس الخوف من الوحدة في المستقبل. نشعر بالأمان لأنه عرف كيف يكتشفنا. نشعر بعمق بأننا حقاً على قيد الحياة. 

اشتركوا في نشرة ليالينا الإلكترونية لتصلكم آخر مقاالات ونصائح العلاقات على البريد الإلكتروني.