تعتبر الخطوة التي أقدم عليها الشيف الكويتي عمر الملا بافتتاح مطعم "فابوكا"، كأول مطعم من نوعه يقدم أطباق أوروبا الشرقية، جريئة ومميزة، خاصة أن قائمة الطعام الموجودة في المطعم تنقسم إلى قسمين: الأول يختص بالأكل البلقاني والثاني ينفرد بتقديم الأكل الصحي والمثالي. الملا طالب بدعم المشاريع الصغيرة التي يقف وراءها الشباب الكويتي لمساعدته على إظهار إبداعاته وإمكانياته الداخلية الكبيرة.
حدثنا عن طبيعة مشروعك؟
"فابوكا" عبارة عن مطعم أوروبي يعتبر الوحيد من نوعه في الكويت، يقدم المطبخ البلقاني الشهير في أوروبا الشرقية، وتشمل قائمة الطعام كل ما من شأنه المحافظة على جسم سليم ومثالي باتباع نظام غذائي صحي بدرجة ممتازة. لا أخفيك، ولدت الفكرة من خلال دراستي في أوروبا وشغفي في الطبخ حتى وفقت والحمدلله بالتعرف إلى شريكتي من أصل مقدوني كان يراودها حلم هي الأخرى، فالتقت أحلامنا وعملنا معاً من أجل بلورتها وترجمتها على أرض الواقع.
معظم قائمة الطعام الكفيلة بتأمين غذاء صحي للرياضيين، تفتقر إلى المذاق الطيب واللذيذ، هل هذا صحيح؟
انطلاقاً من ذلك، قررنا أن نستبدل هذه الصورة بنمط وفكر جديدين، بحيث نجعل من قائمة الطعام شهية ومفيدة في آن، معتمداً في ذلك على ذكائي والخلفية الطبية التي اكتسبتها من خلال دراستي الجامعية للكيمياء الحيوية وكيفية مساعدة الآخر علمياً على الاستماع لجسده والتخلص من كل الأعراض الجانبية عن طريق إيجاد البدائل في المواد الغذائية المستخدمة ومنها على سبيل المثال زيت الزيتون وزيت جوز الهند والعسل الكشميري وهو بالمناسبة عسل صاف جداً يحتوي على نسبة سكريات قليلة وهو مفيد جداً للرياضيين.
عفواً، كيف اكتسبت الخبرة الكبيرة في المطعم البلقاني؟
بدايتي مع احتراف الطبخ كانت أثناء تواجدي للدراسة في لندن واشتهيت المجبوس الكويتي وهذا ما دفعني إلى الإتصال بوالدي في الكويت وهو بالمناسبة خريج بريطانيا وطباخ ماهر، وفعلاً أرشدني إلى ذلك عن طريق إرسال طريقة عمل المجبوس ومن حينها وجدت نفسي شغوفاً ومولعاً في تعلم الطبخ حتى وصلت إلى مستوى الإحترافية ومن ثم التحقت في السنة الثانية من الجامعة بأحد الأندية الصحية حتى أصبحت ذو خبرة في المطبخ واكتشفت العلاقة الحتمية بين الأكل والجسم المثالي، إلى جانب تقصي المعلومات الصحية السليمة من أصدقائي الذي يعملون في أعرق الوكالات العالمية ويحافظون على أجسامهم في أعلى درجات المثالية. ورويداً رويداً اتسعت دائرة خبرتي في هذا المجال.
كيف تتأكد أن ما حصلت عليه من معلومات مختلفة، هي معلومات سليمة وحقيقية؟
سؤال جميل:عندما أتقصى المعلومات أقوم بمقارنتها مع المعلومات الأخرى، كذلك أحرص على التعرف والاستماع بإصغاء تام إلى أهل التخصص للرد على كل ما يدور في ذهني من علامات استفهام، كما أن عشقي للسفر جعلني أتعرف على الأكل الأوروبي وتجربته في المنزل.
ما الذي يميز المطبخ البلقاني عن غيره من المطابخ؟
في الحقيقة يتميز بالمشويات ورائحته مستمدة من البحر المتوسط ويعتمد اعتماداً كبيراً على البدائل الصحية والسليمة بما يتناسب مع فكري في التعامل مع الجسم المثالي وغيرها الكثير من المميزات. إن الهدف من المشروع يفوق قيمته المادية للوصول إلى تقديم خدمة تثقيفية صحية للمجتمع.
هل واجهتك صعوبة في تنفيذ المشروع؟
في الحقيقة تواجهنا بعض المعوقات، منها التمويل المادي والدورة المستندية، ما يتسبب في عدم تنفيذ المشروع وتحقيقه على أرض الواقع، لذا أتمنى أن يكون لوزارة الشباب دور أكثر فاعلية في دعم هذه المشاريع الصغيرة ومساعدة الشباب الكويتي في تحريك الحركة الاقتصادية.
ماهي الطرق التي اتبعتها من أجل التسويق للمشروع؟
مشروع المطعم ليس أول مشروع بالنسبة لي أو لشريكتي، فكلانا يملك مشاريع تجارية خاصة، وكان من الطبيعي الإلتفات إلى الوسائل الحديثة في مواقع التواصل الاجتماعي واستثمارها استثماراً سليماً، فحرصنا في البداية على تجهيز المطعم وإعداد قائمة المطعم الأوروبي والحمدلله وفقنا في الخطوة الأولى وكانت ردود الفعل إيجابية جداً، الأمر الذي دفعني لإعداد قائمة الأكل " الفتنس" وقمت بأخذ رأي الرياضيين المتخصصين برياضة كمال الأجسام بها وكانت ردود الفعل جيدة عليها بعد تجربتهم لها.
كيف ترى ردود فعل الناس وهم يرونك تعمل بنفسك في المطبخ؟
للأمانة غالبية الشباب من الجنسين يلفت انتباههم ارتداء شاب كويتي لزي المطبخ ويبدأون يستفسرون عن تناسق جسمي وما إذا كان جسماً صحياً وهنا يأتي دوري في تقديم المعلومة السليمة والنصيحة المثلى في توعية المجتمع من مخاطر المواد الدخيلة على الجسم، الحمدلله الجميع يثق في المعلومات الطبية والصحية التي أقدمها لهم .ومن مسؤوليتي ردعهم ونهيهم عن كل ما يمكن أن يضر بأجسامهم.
على الصعيد الشخصي، ألا تشعر بالحرج من نظرات الناس إليك؟
الغربة وتحديداً لندن كانت مدرسة حياة حقيقية تعلمت فيها كافة أنواع الإعتماد على النفس وساهمت في صقل شخصيتي وجعلتني أعتمد كلياً على ذاتي على الرغم من قدرتي المادية في الاستعانة بفريق عمل يقوم بالمهمة عوضاً عني.
ألا توافقني الرأي، أن ظاهرة الشاب الكويتي الشيف لم تكن منتشرة من قبل وتتم بشكل سري بعيداً عن الأعين؟
إذا كان المعنى لسؤالك نظرة بعض أفراد المجتمع إلى الشيف الكويتي، فالإجابة ستكون مختصرة وتكمن في أن الثقة بالنفس هي مصدر الإبداع، في المقابل أعتقد أن وسائل الإعلام ساهمت في إبراز هؤلاء المبدعين كل في مجاله ومنهم الفنان سليمان القصار المتخصص بالأكل الكويتي والشرقي ومحمد الشيباني، في حين أنني تخصصت بنوع جديد من الطعام وتميزت بأفكاري الجديدة.
هل تخضع قائمة الطعام إلى التجديد باستمرار؟
قائمة الطعام المثالي تكون ثابتة ونحاول قدر المستطاع بين فترة وأخرى عمل طلبيات خاصة تحمل نوعاً من التحدي الشخصي مع النفس بتقديم تجارب جديدة في المطبخ.
ما هي خطتك المستقبلية؟
أعمل على تحضير بعض الأكلات الكويتية بنفس أوروبي، كما أتقدم بنصيحة لكل شاب أو شابة كويتية بعدم اليأس من أي معوقات قد تعترض طريقهما وأن يكونا على ثقة. ويحضرني مثل شعبي كان يردده والدي رحمه الله :" لي صار ودك محد يردك".
هل أعجبك اللقاء؟ يمكنك الاطلاع على المزيد من اللقاءات على موقعنا... والذي اخترنا لك منها:
منيرة الشرهان: تصاميمي تحمل روح الغرب مع التراث الكويتي
هنادي خزعل: مدرسة الاتيكيت والبروتوكول مهمة للمرأة
لكي تكون مع آخر الأخبار واللقاءات لمشاهير العالم اشترك بنشرة ليالينا الإلكترونية ليصلك كل جديد على بريدك الإلكتروني.