عهدنا الممثلة المتميزة ندى أبو فرحات جريئة جداً في اختيار أدوارها ومخلصة في تفانيها الكبير في سبيل عملها، لكننا لم نخل يوماً أن تصل بها درجة تضحيتها المهنية لأن تحلق شعرها على الزيرو، دون أن يفرض عليها أحد ذلك.

شاهد هنا بالصور: نجمات تنازلن عن تاج جمالهن

هذه الممثلة المبدعة، المتصالحة من نفسها، والتي لا تحد شخصيتها الفنية حدوداً، تحدثت في هذا اللقاء عن كافة التفاصيل والمشاعر التي رافقت أداء دورها في مسرحية "مجنون يحكي" التي تؤديها إلى جانب كل من الكبيرين زياد الرحباني وغابريال يميين. 

 تؤدين دور نهاد نون في مسرحية "مجنون يحكي" أخبرينا عنها؟ 

  "نهاد نون" صحافية عاقلة تناضل في وجه كل من يقمع حرية الرأي وحقوق الإنسان، تتطور حالتها خلال المسرحية لتصبح بين المجانين. 

 

 كيف عرضوا عليك العمل وما الذي دفعك لقبوله؟

أعتبر نفسي محظوظة جداً، لأن هذا الدور في الأصل كان مخصصاً لرجل وليس لإمرأة، لكن عندما لم يجدوا CAST الرجل المناسب ليؤديه، قررت المخرجة لينا خوري تحويله ليصبح مناسباً لإمرأة وعندها اتصلت بي. 

 

 كم وجدت صعوبة في تأديته وكيف أقدمت على"حلق" شعرك؟

 في المسرحية "نهاد نون" تتعرض لأقصى أنواع الذل والتعذيب، لدرجة أنهم أنكرواعليها كيانها كإمرأة واعتبروها رجلاً... لذا كان من الطبيعي أن يقدموا على حرمانها من شعرها. 

 فكرة من كانت أن تتخلصي من شعرك؟ 

 ندى الممثلة التي في داخلي والتي لا يمكن أن أرفض لها طلباً في سبيل الفن، هي من أخرجت الفكرة. ففي لقائي الأول مع المخرجة لينا خوري، كنا يومها في طور الحديث المبدئي عن الشخصية أخبرتها بأنني سأحلق شعري!! للوهلة الأولى خالتي أمازحها لكن بعدما لمست جديتي صدمتها كانت كبيرة "وطلعت الصرخة ودب الولي".

 

 أنضع هذا في خانة الجنون أم الفنون؟ 

لنعتبره احتراماً لمهنتي، إذ لا يمكنني إلا أن أكون حقيقية وصادقة إلى أبعد الحدود في تجسيد الشخصية التي أوديها شكلاً ومضموناً. 

 

 أيستحق الدور هذه التضحية منك؟ 

 لنقل أن التمثيل يستحق أكثر من هذا. مهنتي تخرج من صميم قلبي ولا يمكنني أبداً أن أستخف بالجمهور!! ما أقدمت عليه اعتبره احتراماً لجمهور المسرح الذي بات نادراً في أيامنا هذه.

 

 إلى أين قد تصل جرأة ندى الفنية وما هي حدود خطوطها الحمراء؟

 (ضاحكة) لا أحب أن أقيد نفسي بحدود!! كل خطوة أقدم عليها تعتمد على الشخصية التي ألعبها وفريق العمل ومتطلبات الدور. لكن لم يخطر ببالي أبداً أن أقدم على مثل هذه الخطوة الجريئة.  

 الشَعر عنوان أنوثة المرأة ومهم جداً بالنسبة لمظهرها، فكم كان سهلاً عليك التخلي عنه؟ 

 أنوثة المرأة بالنسبة لي ليست في شعرها بل في إحساسها وطريقة تفكيرها وفهمها للأنوثة. أشعر اليوم بأنوثة أكثر مما كنت أشعر بها مع شَعري. بالطبع الموضوع لم يكن سهلاً وترددت قبل يوم من ذهابي إلى مصفف الشعر، لكني لم أتراجع.

 

 بما شعرت وأنت تحلقينه؟ 

 بفخر كبير.. أعرف أن الممثلين في الخارج يقدمون على ذلك مقابل ملاين الدولارات، أما أنا أقدمت عليها حباً لمهنتي وللمسرح الذي يستحق منا كل التشجيع. 

 

 أتستحق هذه المهنة هذا الكم من الحب من قبلك، علماً أن الممثل في لبنان يعاني صعوبات كثيرة في سبيلها؟ 

 بالتأكيد!! لو لم تكن تستحق، لما أقدمت على هذه التضحية. أنتِ أكثر شخص عالمٌ بما مررت به مهنياً، وكم تضايقت في أوقات سابقة وكيف عدت لأقف على قدمي من جديد. 

 هل احتفظت بشعرك؟ وكيف كانت ردة المقربين منك؟  

 بالطبع صنعت منه "باروكة"... الأصداء كانت رائعة والتشجيع كان كبيراً خصوصاً من زملائي الممثلين لكن، أمي بدأت بالبكاء في البداية لكن بعد أن اكتشفت سعادتي بما فعلت تحسنت حالها وقالت لي (ضاحكة)"لم ننجب ولداً في العائلة لكننا كنا نتخيل كيف يمكن أن يكون شكل الصبي لو رزقنا به!! أنت اليوم جعلتني أكتشف الأمر على ارض الواقع". 

 

 تقفين إلى جانب شخصات فنية مرموقة كزياد الرحباني غابريال يمين أخبرينا عن هذه التجربة؟

 سعيدة جداً بهذه الهامات المسرحية الكبيرة التي أقف إلى جانبها والتي أشعرتني باكتفاء ذاتي كممثلة مسرح، إذ أخرجت مني كل ما في داخلي من فن، كذلك اختبرت مع هذه الشخصيات أمور جديدة وتطورت كمملثة. فزياد الرحباني الذي يتمتع بهالة كبيرة مطبوع في قلبي وعقلي وذاكرتي وأن أقف أمامه فذلك مدعاة للفخر، كذلك الأمر فيما يتعلق بغابريال يمين أستاذي وسندي الذي يقوم بتوجيهي مسرحياً، إضافة إلى المخرجة لينا خوري. 

 أين ومتى يتم عرض المسرحية وإلى متى ستستمر؟ 

 تعرض على خشبة مسرح المدينة كل يوم خميس وجمعة وسبت وأحد، ومن المفترض أن تستمر حتى السابع عشر من تشرين الثاني، وأن يمدد عرضها لأسبوع واحد فقط. 

بالصور: ندى بو فرحات تتخلى عن تاج رأسها لأجل عمل مسرحي

أعجبك هذا اللقاء؟ للمزيد من اللقاءات، اشترك في نشرة ليالينا الإلكترونية