تفقدت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة أمس مشروع ترميم وإعادة تأهيل أجزاء من سوق القيصرية بالمحرق الذي يعد مشروعاً رائداً في كيفية الارتقاء بالأسواق التاريخية، استعداداً لاستقبال حضرة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء. ويضم المشروع 14 دكاناً تاريخياً معظمها مسجل على مشروع مسار اللؤلؤ المقترح تسجيله في قائمة التراث العالمي، من خلال مخطط طموح لإحياء السوق وأنشطته التجارية وترميم الدكاكين التاريخية والترويج له تجارياً وسياحياً.. حيث تأمل وزارة الثقافة التعاون مع الوزارات المعنية والمجلس البلدي لتوسيع مجال المشروع الرائد ليضم جميع حدود السوق ويصبح علامة ومزاراً كجميع الأسواق التقليدية العالمية.وبدأ العمل على المشروع منذ ديسمبر 2010 بترميم وإعادة تأهيل شريحة في سوق القيصرية لإحياء محلات تاريخية كانت مقفلة ومهملة وذلك لبث الأنشطة التجارية التقليدية من جديد في هذه المحلات من ناحية، والحفاظ على نسيجها المعماري والعمراني التراثي من الناحية الأخرى، بما في ذلك العناصر التي اكتشفت في باطن الأرض من جدران تاريخية أو مدابس للتمر، والتي تم الكشف عنها خلال أعمال التنقيب التي قامت بها الوزارة، ما يوضح أن الخصوصية التاريخية لهذه المناطق تفرض نوعية خاصة من الدراسات والتعامل معها حتى لا تطمس البقايا التاريخية أو يعبث بها.وتتمثل فكرة المشروع الرئيسة في الحفاظ على كل ما تبقى من نسيج معماري قديم دون تغيير هويته بما في ذلك ما قد تم ردمه سابقاً وما يزال موجوداً في باطن الأرض، مع ترميم الدكاكين القديمة وإعادة النشاط التجاري لبيع منتجات محلية تقليدية مع الأفضلية للمنتجات المتعلقة بصناعة اللؤلـؤ لتدعيم ملف المملكة لتسجيل جزء من مدينة المحرق على قائمة التراث العالمي، بالإضافة إلى استغلال بعض الأراضي الفضاء لطرح قهوة تقليدية وهي أحد مميزات الأسواق القديمة لتكون بمثابة نقطة جذب للسوق التاريخي، مع توفير مراحيض عامة يفتقر إليها السوق والمنطقة ككل.واهتمت مي بنت محمد بالحفاظ على هوية الملكيات للدكاكين في السوق، حيث يعتبر استمرار ارتباط أسماء الدكاكين بأسماء العائلات التي كانت تملكها من أهم القيم التراثية التي يلزم الحفاظ عليها ضمن ذاكرة المكان، كعائلة عبد الوهاب آل خليفة، والسيادي، وفخرو، والدوي، وغيرها من العائلات البحرينية الأصيلة التي ساهمت في تسطير تاريخ المنطقة.وتواصلت وزارة الثقافة مع جميع ملاك الدكاكين والأراضي الواقعة في نطاق المشروع الرائد للوصول لاتفاق يمَكّن الوزارة من الترميم والبناء حسب المخطط المعماري العام للمشروع، ومن ثم إتاحة الفرصة للملاك لإعادة فتح هذه الدكاكين مرة أخرى بشرط استغلالها في أنشطة تجارية مناسبة لطابع السوق التراثي والقيام بأعمال الصيانة المستقبلية اللازمة دون تشويه وعلى أن يكون لوزارة الثقافة الحق في الاشتراك مع المالك لتحديد طبيعة النشاط التجاري ومتابعة أعمال الصيانة المستقبلية.الجدير بالذكر أنه خلال تنفيذ الأعمال تم اكتشاف العديد من مدابس التمر في الأرض الفضاء الواقعة في جنوب أرض المشروع، وتم تعديل التصميمات حتى لا تؤثر الأساسات الجديدة بالسلب على هذه المدابس التاريخية، والعمل على عرض بعض أجزاء هذه المدابس للمارة في السوق لربط تاريخ وأنشطة المنطقة بواقعها المعاصر، بجانب عرض فيلم وثائقي بشكل مستمر في القهوة لتذكير رواد السوق بتاريخ المكان، وتوضيح مراحل تطور المشروع وتوثيق الاكتشافات الأركيولوجية التي تمت خلال فترة تنفيذ المشروع. وقام مكتب العالي للهندسة بالتصميم المعماري بالتعاون مع المكتب الفني لوزارة الثقافة، وقامت شركة أوروبا للمقاولات والصيانة بالتنفيذ بالتعاون مع فريق الترميم الدقيق التابع لوزارة الثقافة، وشركة حبيب أسوشيتز بعمل التصميمات الداخلية وذلك بكلفة إجمالية تبلغ حوالي 150 ألف دينار، وقام طاقم الإشراف الفني المتكون من الدكتور عبد الله سليطي، سلمان المحاري، عبد الكريم العريض، مروة نبيل، أحمد الجشي، فاطمة السعد، راشد مطوع والمهندس غسان شمالي، والدكتور علاء الحبشي من قبل وزارة الثقافة بمتابعة وإدارة الأعمال.
وزيرة الثقافة تتفقد مشروع ترميم وإحياء سوق القيصرية
15 أبريل 2012