انتهت الدورة الـ20 لمهرجان السينما الاوروبية ولكن العروض لم تتوقف بعد، مع استمرارعرض مجموعة من الافلام التي ضمّها البرنامج في عدد من المناطق اللبنانية. أما في "صوفيل"، فاختتم الحدث بـ"متروبوليس" لفريتز لانغ بنسخته المرممة مساء الاثنين، ضمن "سيني كونسير" بمرافقة موسيقى ربيع بعيني وتوماسو كابيلاتو.
الايام السابقة التي تمكنا خلالها من متابعة بعض ما جرى خلال مهرجان السينما الاوروبية بيّنت لنا أن الحدث ما زال بإمكانه تأمين فسحة مهمة لعشّاق الافلام، والهاربين من سخافة بعض ما يعرض في الصالات التجارية، إن كان على مستوى الانتاجات المحلية او الاجنبية. فنفدت بطاقات بعض الافلام قبل ساعات وأحياناً أيام من العروض، ما حثّ المنظمين على تحديد مواعيد إضافية لعرض أفلام معيّنة خصوصاً "حياة أديل" و"قطار ليلي الى لشبونة" بعد انتهاء المهرجان.
ولا شكّ في أن العرض الختامي شكّل حدثاً مهماً للمهتمين بالسينما. فـ"متروبوليس" (1927) الذي ينتمي الى السينما الألمانية التعبيرية، يعتبر من اول أفلام الخيال العلمي، وعاد الكثير من المخرجين الذين تطرقوا الى هذا النمط الى هذا الفيلم، واستعاروا بعضاً من عناصره. كانت تلك المرة الاولى التي نرى فيها امرأة آلية في فيلم، كما أن أسلوب التصوير اعتُبر آنذاك مبتكراً وكذلك رؤية المخرج لمدينة "متروبوليس". فهذه المدينة الفرضية تنقسم الى جزءين، الجزء الذي يعيش فوق الارض، في الرفاهية والراحة، وهم من الطبقة المفكّرة والثرية والتي تفعل أي شيء، والجزء الثاني العمال الذين يعيشون تحت الارض وهم مسؤولون عن تشغيل المدينة.
في العام 2012، عُرضت هذه النسخة المرممة للفيلم للمرة الاولى ضمن مهرجان برلين، علماً أنه يكاد يكون من أكثر الاعمال خضوعاً للتعديلات. الفيلم الذي وقّع نصّه لانغ وزوجته تيا فون هاربو كان يمتد على أكثر من 3 ساعات ونصف الساعة في نسخته الاصلية، كما خضع مجدداً في العام 2008 الى ورشة ترميم حيث أضيفت بعض المشاهد التي كانت قُطعت من النسخة الاصلية.
القلب هو من سيقرّب بين الطبقتين، عندما يقع ابن يوهان فريديرسن، اليد المسيطرة على المدينة، في حبّ فتاة من الطبقة العاملة فيصبح وسيط السلام. نبضات هذا القلب ترجمها ربيع بعيني إيقاعات في الموسيقى التي ألّفها خصيصاً من أجل عرض الفيلم في المهرجان وأجاد التعبير عنه بلغته الموسيقية الخاصة. كما عكس نبض المدينة وتحرّكات العمّال النمطية بإيقاعات خرجت من الآلة المولّدة للاصوات، وبمرافقة عازف الدرامز الايطالية كابيلاتو. في حين بدت الموسيقى مزعجة في بعض المقاطع، وذلك تلاؤماً مع سير الاحداث وقسوة الظروف المصوّرة، عمد بعيني كذلك الى لحظات صمت، بدت ضرورية، وأعطت اهمية أكثر للموسيقى المرافِقة.
غالباً ما نرى موقّعي موسيقى الافلام الصامتة يقعون في خطأ المبالغة في إغراق الصورة بالصوت وبالاكثار من الضجيج الذي لا يخدم الفيلم. بعيني معروف في مجال الموسيقى التجريبية، وخصوصاً في نمط الـ"إلكترو"، وكان أطلق اسطوانته الاولى خلال مهرجان "ارتجال" الاخير. أما كابيلاتو فعازف إيقاعات ومؤلف موهوب في المجالين.
شاهد المزيد من المهرجانات السينمائية:
بالصور.. ضيوف هوليوود في الدورة العاشرة لمهرجان دبي السينمائي الدولي
نجوم هوليوود وبوليوود والعالم العربي في مهرجان مراكش السينمائي 2013
اشتركوا في نشرة ليالينا الإلكترونية لتصلكم آخر صور المشاهير على البريد الإلكتروني