ترأس الفريق الركن معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، وفد مملكة البحرين المشارك في اجتماع الدورة الحادية والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب والذي عقد اليوم"الأربعاء"في مدينة مراكش بالمملكة المغربية الشقيقة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله.وقد ألقى الفريق الركن معالي الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة وزير الداخلية، خلال افتتاح الدورة، كلمة مملكة البحرين، قال فيها: يطيب لي في بداية هذا اللقاء المبارك أن أعرب لكم أيها الإخوة عن خالص التحية، ونحن نجتمع مجدداً في الدورة الحادية والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب بالمملكة المغربية الشقيقة ، مقدماً شكري وتقديري للرعاية الملكية السامية لهذا الاجتماع ودعم المملكة المغربية لمسيرة العمل العربي المشترك، والشكر موصول لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة على ما بذله من جهود طيبة خلال رئاسته للدورة الثلاثين لهذا المجلس ، كما أود الإشادة بجهود معالي السيد محمد حصاد وزير الداخلية بالمملكة المغربية الشقيقة وكافة العاملين في الوزارة على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وإعداد الترتيبات لإنجاح هذا الاجتماع. كما لا يفوتني الثناء على ما قدمه معالي الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية وجميع العاملين في الأمانة العامة من اهتمام ومتابعة وتنسيق لجميع اللقاءات والاجتماعات لكافة اللجان المنبثقة عن الاجتماعات الوزارية. لقد تمكنا في مملكة البحرين ولله الحمد من استيعاب التحديات الأمنية التي واجهتنا في الفترة الماضية ، واليوم نتعامل مع حوادث تتركز في استهداف رجال الأمن . وبعون من الله سبحانه وتعالى وتعاون الأجهزة الأمنية فإن عمليات كشف المتسببين في تلك الحوادث وسرعة القبض عليهم هي السمة الغالبة في التعامل معها. ومن المؤسف أن يتم استخدام أراضي نعتبرها شقيقة لتهديد أمن البحرين ، ونحن من المفترض في منظومة عربية أمنية واحدة. إن ما يجري في عالمنا العربي من أحداث يدفعنا إلى تنسيق المواقف وتوحيد الكلمة من أجل تحقيق الاستقرار والحفاظ على سيادة الدول ، ودفع الأخطار التي تهدد وحدتها . لأن الصراعات الداخلية بكافة أشكالها تؤدي إلى عواقب وخيمة تمس حياة الفرد والجماعة ، وما يصاحب ذلك من التشرد والفقر وتوقف الإنتاج ، وتراجع معدلات النمو وانعدام الخدمات الأساسية التي تتكفل الدولة عادة بتقديمها. بعد كل ما تعرض له الأمن العربي من إرهاب وتحديات خطيرة ، ألم يحن الوقت لكي نجتمع لتحديد تلك التهديدات المشتركة على أمننا الجماعي ؟ وإلا فإن المعالجة الأمنية الفردية تتأثر إلى حد كبير بالظروف المحيطة بها. وكما نرى فإن العنف والتطرف والارهاب هم من أبرز التحديات الأساسية التي نواجهها. إن استمرارية التواصل سواء من خلال هذا الاجتماع أو من خلال اللقاءات الثنائية التـي تعقد بين الحين والأخر ، أو ما تتوصل إليه اجتماعات اللجان المتخصصة من توصيات واقتراحات ؛ كلها تؤكد الرغبة والحاجة إلى بذل المزيد واتخاذ التدابير والإجراءات للحفاظ على الأمن العربي وبخاصة في هذا العصر الذي يشهد العديد من التحولات والأزمات . واستجابة للظروف الأمنية وما طرأ من مستجدات فإن الحاجة تدعو إلى إعادة صياغة الاتفاقية الأمنية بين دول الجامعة العربية لتكون شاملة لمجالات التعاون الأمنـي كافة ومعالجة الأوضاع الأمنية الطارئة والمتوقعة بعد أن يتم التوافق على بنودها ، وبما لا يتعارض مع التشريعات الوطنية وميثاق جامعة الدول العربية. أسال الله العلي القدير أن تجتمع كلمتنا على الحق والخير لما فيه صلاح أمتنا وأمن أوطاننا، إنه نعم المولى ونعم النصير.هذا وقد أصدر مجلس وزراء الداخلية العرب في ختام دورته الحادية والثلاثين، بيانا ختاميا بعنوان "بيان مراكش لمكافحة الإرهاب" تضمن إدانته الشديدة للعمليات الإرهابية التي يتعرض لها رجال الأمن في الدول العربية ومن ذلك ما حدث مؤخراً في مملكة البحرين ، حيث تم استهداف رجال الأمن وراح ضحية لذلك ثلاثة منهم من بينهم ضابط من دولة الإمارات العربية المتحدة متواجد بموجب الاتفاقية الأمنية الخليجية المشتركة، كما جدد رفضه الحازم للإرهاب مهما كانت دوافعه وأساليبه، وإدانته القاطعة لكل الأعمال الإرهابية التي تتعرض لها الدول الأعضاء، وتأكيد عزمه على مواصلة مكافحة الإرهاب ومعالجة أسبابه وحشد كل الجهود والإمكانيات لاستئصاله، وتأييد لكافة الإجراءات المتخذة من قبل الدول الأعضاء لضمان أمنها واستقرارها. كما تم الترحيب بعقد اجتماع مشترك بين مجلسي وزراء الداخلية والعدل العرب لتفعيل الاتفاقيات الأمنية والقضائية العربية على أن يسبقه اجتماع للخبراء المعنيين في هذا الشأن. وقد تم خلال الزيارة، التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون الأمني والتنسيق بين مملكة البحرين والمملكة المغربية الشقيقة، ووقع المذكرة الفريق الركن معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية ممثلاً عن حكومة مملكة البحرين، والسيد محمد حصاد وزير الداخلية ممثلا عن حكومة المملكة المغربية الشقيقة، وتشمل المذكرة التعاون في العديد من مجالات عمل وزارتي الداخلية في البلدين الشقيقين، ومنها البحث والأدلة الجنائية ومكافحة الإرهاب ومكافحة المخدرات والمرور والتعليم والتدريب الشرطي فضلا عن تطوير أنظمة الحماية المدنية والدفاع المدني، وتهدف المذكرة إلى تحقيق أكبر قدر من التعاون بين الطرفين في مجال الأمن والمساهمة الفعالة في مكافحة الجريمة بكافة أشكالها ورفع كفاءة الأجهزة الأمنية وتحسين أدائها للمهام المنوطة بها. وأكد معالي وزير الداخلية على أهمية هذه المذكرة ودورها في تنمية العلاقات الأخوية بين البلدين وتوسيع آفاق التعاون الأمني، فيما أشاد معالي السيد محمد حصاد بالمستوى المتميز للعلاقات بين البلدين في المجالات الأمنية، متمنياً لمملكة البحرين مزيداً من التقدم والازدهار ودوام الأمن والاستقرار.وعلى هامش اجتماع الدورة الحادية والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب، التقى الفريق الركن معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية الشقيقة، الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، كما التقى مع معالي الشيخ محمد خالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة الكويت الشقيقة ، وتم خلال هذه اللقاءات بحث سبل تطوير مجالات التعاون الأمني وتطوير آليات التنسيق بالإضافة إلى عدد من الموضوعات والمسائل الأمنية ذات الاهتمام المشترك والتطورات على الساحة الإقليمية.هذا وقد رافق معالي وزير الداخلية، خلال زيارته، وفد يضم وكيل وزارة الداخلية لشئون الجنسية والجوازات والإقامة الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة وسفير مملكة البحرين لدى المملكة المغربية السفير خالد المسلم، ووكيل وزارة الداخلية اللواء خالد سالم العبسي وعددا من ضباط وزارة الداخلية.