عواصم - (وكالات): ذكرت تقارير أن المعارك استؤنفت بين المجموعات المسلحة قرب مدينة زوارة غرب طرابلس حيث قتل شخصان، وهي المنطقة نفسها التي شهدت معارك ضارية الإثنين الماضي أودت بحياة 18 شخصاً، فيما أكدت مصادر رسمية فرار الآلاف من الليبيين إلى تونس بسبب تدهور الأوضاع الأمنية نتيجة المواجهات المسلحة بين الثوار. وأفاد المصدر عن سماع طلقات متقطعة من الأسلحة الخفيفة والثقيلة في المنطقة الواقعة على بعد 60 كيلومتراً من الحدود مع تونس، ومشاهدة أعمدة من الدخان تتصاعد في أجواء مدينتي الجميل وريقدالين حيث يتواجه منذ الإثنين الماضي ثوار سابقون ومجموعات مسلحة أخرى. وأفاد مدير المستشفى الوحيد في زوارة شكري العربي أن مقاتلين من زوارة قتلا وأصيب أخرون بجروح. وتعذر الحصول على حصيلة في المدينتين الأخريين على الفور. وتقع المدينتان على بعد 100 كلم غرب طرابلس، وعلى بعد كيلومترات جنوب زوارة الساحلية. وتجري المواجهات بشكل خاص على جبهتين، في جنوب غرب زوارة حيث تتركز القوة الرئيسية التابعة للمدينة، وفي جنوبها على تلة تشرف على الجميل وريقدالين. واستخدمت أسلحة خفيفة ومضادات جوية مثبتة على شاحنات "بيك أب” وقاذفات صواريخ ودبابات في المعارك. ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في أكتوبر الماضي مازال التوتر سيد الموقف بين سكان زوارة ذوي الأصول الأمازيغية من جهة، وبين سكان مدينتي الجميل وريقدالين من جهة ثانية المتهمين بأنهم بقوا على ولائهم للقذافي حتى سقوط نظامه. وأوضح المجلس الوطني أنه أرسل وفوداً إلى المنطقة "لتهدئة الوضع وحل المشكلة”. موضحاً أن المواجهات بدأت عندما اعتقل ثوار سابقون من زوارة لدى مرورهم في مدينة الجميل. وبعد تدخل المجلس الانتقالي أطلق سراح الثوار السابقين وتم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين. إلا أن ثواراً سابقين من زوارة عادوا وأشعلوا الوضع، حسب بيان المجلس الانتقالي. وتأتي المواجهات بعد معارك جرت الأسبوع الماضي في سبها أوقعت أكثر من 147 قتيلاً و395 جريحاً. من ناحية أخرى، يرى خبراء أن الدول الغربية أفسحت المجال أمام انتشار أعمال العنف والتمرد بتدخلها في ليبيا وتسببها في فرار مقاتلين طوارق مسلحين ومدربين إلى منطقة الساحل. وأكد الخبراء أن سيطرة المتمردين الطوارق وحلفائهم مقاتلي الجماعات المسلحة المحلية وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، على نصف شمال مالي، هي نتيجة مباشرة لتدفق مئات السيارات الرباعية الدفع وعلى متنها رجال مجهزون ومدربون طيلة سنوات في صفوف قوات معمر القذافي في الربيع الماضي على المنطقة.