كتب – إبراهيم الزياني: أكد المفكر السياسي د.عبدالله النفيسي أن “إيران لا تهتم بشيعة البحرين، وأن ما يهمها تطبيق المشروع الفارسي”، محذراً من “مخطط إيراني أمريكي يعمل بالخفاء لتمكين إيران من السيطرة على المنطقة”. وأشار إلى أن “إيران استطاعت التغلغل في أوساط الشيعة عبر ما أسماهم “رجال إيران في البحرين” عيسى قاسم وعلي سلمان”. ورفض وجود ما يسمى قضية شيعة البحرين، وأن ما يدور في البحرين قضية إيران، نافياً أن تكون مطالبهم معيشية أو ذات علاقة بالحريات ، كونها متاحة للجميع في البحرين”، لافتاً إلى “وجود رافضين من الشيعة لتطبيق ولاية الفقيه، إلا أنهم لايجرؤون على التعبير عن رأيهم للإرهاب الممارس عليهم”. وأوضح النفيسي أن “الشيعة في البحرين يعانون من مشكلة، هي أن الصفويين المتطرفين الذين يتبعون إيران هم من يسوق جمهور الشيعة في البحرين”، مؤكداً “رفض المواطنين مخلصي الشيعة في الذين لايحسبون على الولي الفقيه لما يقوم به أتباع الولي الفقيه في البحرين”، مشيراً إلى أنه “يعيشون حالة خوف وإرهاب تضطرهم للسكوت، عما يدور من عنف بسبب التهديدات المستمرة من أتباع إيران”. وانتقد النفيسي في برنامج “لقاء الجمعة “على قناة الخليجية ما يقوم به شيعة البحرين التابعون لإيران، قائلاً “ليس ثمة قضية لشيعة البحرين، القضية في البحرين قضية إيران، والشيعة في البحرين يعيشون مئات السنين لم يخرجوا في مظاهرات، فلماذا الآن يخرجون في مظاهرات يرددون شعارات تؤيد ولاية الفقيه ويحملون صوراً لرموزها”. ونفى النفيسي أن “تكون مطالبهم معيشية أو ذات علاقة بالحريات، كونها متاحة للجميع في البحرين بدليل خروجهم في مظاهرات تحمل شعارات دينية تحمل صوراً وشعارات ترمز للولي الفقيه”، متسائلاً “ما الجديد في البحرين الذي يدعو هؤلاء للخروج؟”. كذلك نفى النفيسي أن “يكون ما يحدث في البحرين من أعمال تخريب وشغب أمراً عفوياً”، مشدداً على أن “ما يدور بالمنطقة من أحداث بداية للخطة الخمسينية التي وضعتها إيران للاستحواذ على الخليج”، لافتاً إلى أن “الخطة الخمسينية التي وضعها محمد جواد لارجاني تهدف للسيطرة على منطقة الخليج من خلال عمل سياسي إعلامي”. وفى السياق نفسه، أكد النفيسي أن “خير دليل على حديثه مذابح الشيعة في العراق التي تقف إيران وراءها”، لافتاً إلى أن “إيران زودت تنظيم القاعدة الممثل في أبي مصعب الزرقاوي بالسلاح، ليطلب شيعة العراق نجدة إيران ويتاح لها الفرصة للسيطرة على العراق، ولذلك فإن إيران تحاول توريط من يستغني عنها من الشيعة بأي شكل ممكن”. وبين أن “إيران مستعدة للتخلي عن أي شيء لتحقيق أهدافها، فطهران عرضت على أمريكا في 2003 صفقة مقايضة لتمنح واشنطن الحرية في تصرفاتها بمنطقة الخليج مقابل أن تتخلى طهران عن حزب الله وحماس، بل أبدت إيران استعدادها للاعتراف بإسرائيل وهو أمر طرح في الكونغرس الأمريكي وتولته الصحف بالولايات المتحدة”. وعن السر في الارتباط الأمريكي الإيراني، قال إن “ولاية الفقيه تخضع لقيادة دينية واحدة يلتزم الجميع أمرها”، مشيراً إلى “ما قاله وليام انغدال في كتابه “السيطرة الشاملة” عن وجود صفقة وتحالف بين أمريكا وإيران ووجود شبه بين دولتي إسرائيل وإيران، كذلك وجود أصوات أمريكية بالكونغرس تدعو إلى جعل إيران حليفاً استراتيجياً يستعمل في ضرب العرب”. وعن السبب وراء تغير النفيسي رأيه بعد أن كان يعتبر “مبشر بالدور الإيراني” ويدعو للتحالف مع إيران، قال “أتردد على إيران منذ 1975 قبل الثورة الإيرانية، والتقيت بالقيادات السياسية، بل كنت عضو شرف في مؤسسة التقريب بين المذاهب الإسلامية الذي يرأسها آية الله محمد علي التسخيري، وكنت دائماً أقول يجب أن يكون هناك تفاهم إيراني خليجي لأمن المنطقة”، مضيفاً أن “ما لمسته طوال هذه الفترة هو ذات الأمر الذي لمسه الشيخ يوسف القرضاوي في محاولات التقريب، فاقتنعت أنه لانية من الطرف الآخر للتقريب، وأن المؤسسة إحدى المحاولات لاختراق العرب ونشر أفكارهم، الأمر الذي غير قناعتي تجاه التقريب”. ونفى النفيسي “وجود ما يطلق عليه “صراع طائفي بالمنطقة”، ويرى أن الصراع الطائفي بدعة غربية على حد وصفه تهدف إلى إشغال الأمة الإسلامية عما يحيط بها من مؤمرات”، مشيراً إلى أن “اتحاد دول مجلس التعاون، وخصوصاً في المجال الأمني والدفاع المشترك لإيقاف المخطط الذي يستهدف المنطقة”، داعياً إلى “الإسراع في تنفيذه”.