احتلت قوات موالية لروسيا اليوم الاربعاء قاعدتين اوكرانيتين على الاقل في شبه جزيرة القرم، في وقت اكدت فيه السلطات الانفصالية رفضها استقبال وزير الدفاع الاوكراني، بعد موافقة المحكمة الدستورية الروسية على ضم القرم.اما مجموعة السبع، التي سيجتمع قادتها الاثنين المقبل في لاهاي، فستبحث في "اقصاء دائم" لروسيا من مجموعة الثماني، بحسب ما اعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاربعاء.في هذه الاثناء اعلنت الامم المتحدة ان الامين العام بان كي مون سيزور موسكو الخميس حيث سيلتقي بالرئيس فلاديمير بوتين، ثم سيتوجه الى اوكرانيا ليلتقي الجمعة الرئيس الانتقالي الكسندر تورتشينوف ورئيس الحكومة رسيني ياتسينيوك.وقال كاميرون امام مجلس العموم "اعتقد ان من المهم ان نتشاور مع حلفائنا وشركائنا وان ندرس ان كان يتعين اقصاء روسيا بشكل دائم من مجموعة الثماني في حال تبني خطوات اخرى".واضاف "انها الطريقة الامثل للتحرك".وروسيا عضو في مجموعة الدول الصناعية منذ 2002 واقصاؤها منها من بين العقوبات الدولية الجاري بحثها اثر اعلانها ضم شبه جزيرة القرم الثلاثاء.وفي ما يتعلق بالاحداث الامنية في القرم، اعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الاوكرانية ان القوات الموالية لروسيا حطمت بواسطة جرار بوابة القاعدة الجنوبية للبحرية الاوكرانية في نوفوزرن في غرب شبه جزيرة القرم، وسيطروا على مدخل القاعدة.واوضح فلاديسلاف سيليزنيف على صفحته على موقع فيسبوك ان "الجنود الروس" اوقفوا تقدمهم، مشيرا الى انهم يقفون في مواجهة جنود اوكرانيين مسلحين.كما اعلن ناشطون موالون لروسيا انهم حاصروا قائد البحرية الاوكرانية سيرغي غايدوك ثم اطلقوا سراحه واستولوا على مقر البحرية الرئيسي.وكانت مجموعة رجال لا يحملون شارات دخلوا صباح الاربعاء مقر البحرية في سيباستوبول حسب ما قال لفرانس برس المتحدث باسمها سيرغي بوغدانوف.وقال "انهم حوالي مئتين، بعضهم ملثم. ليسوا مسلحين ولم يتم اطلاق اي رصاصة من جانبنا".وبعد ساعات شاهد مراسلو فرانس برس الجنود الاوكرانيين يخرجون من المبنى.وفي كييف اعلنت الحكومة ان وزير الدفاع ايغور تينيوخ والنائب الاول لرئيس الوزراء فيتالي ياريما سيتوجهان الى القرم "لوضع حد لتصعيد النزاع" في شبه الجزيرة الانفصالية. ولم تحدد الحكومة ما اذا كانت هذه الخطوة تمت بموافقة موسكو او مع السلطات الانفصالية في القرم.وعلى الفور اعلن رئيس وزراء القرم سيرغي اكسيونوف من موسكو ان الوزيرين سيمنعان من دخول شبه الجزيرة. واكدت كييف في وقت لاحق رفض سلطات القرم تلك الزيارة.ووقع الرئيس فلاديمير بوتين الثلاثاء مع السلطات الانفصالية في القرم معاهدة تاريخية لضم شبه الجزيرة لروسيا، وتعاقبت الادانات عبر العالم ووصف الرئيس الاوكراني الموقت الكسندر تورتشينوف عمل موسكو بانه شبيه بممارسات المانيا النازية.وان انتهت الحرب الخاطفة الروسية بموافقة المحكمة الدستورية على ضم القرم وبتاكيد موافقة مجلسي البرلمان الروسي، لا تزال هناك عدة مشاكل عملية يجب تسويتها.واكثرها الحاحا مشكلة القواعد العسكرية الاوكرانية المحاصرة من الميليشيات الموالية لروسيا ويشتبه بانها قوات روسية غير معلنة.وامرت حكومة كييف جنودها بالبقاء في القرم الا ان القادة العسكريين يقرون بانه في نهاية المطاف سيعودون الى اوكرانيا.وامس اسفرت عملية ضد قاعدة عسكرية اوكرانية مماثلة لما جرى الاربعاء عن سقوط قتيلين -- عسكري وعنصر في قوات الدفاع الذاتي الموالية لروسيا -- واصابة جنديين في سيمفروبول بحسب الشرطة المحلية.وهذا الحادث حمل كييف على السماح رسميا لجنودها الموجودين في شبه الجزيرة بحمل السلاح دفاعا عن النفس.وبعد توقيع معاهدة ضم القرم لروسيا الثلاثاء في موسكو، عاد التوتر مجددا بين روسيا والغرب عشية قمة اوروبية جديدة في اليومين المقبلين في بروكسل.ورأى رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك ان النزاع في القرم يتنقل "من مرحلة سياسية الى مرحلة عسكرية".وفي الجانب الاميركي دعا الرئيس باراك اوباما قادة مجموعة السبع والاتحاد الاوروبي الى الاجتماع الاسبوع المقبل في لاهاي لمناقشة الوضع في اوكرانيا وحذر وزير الخارجية جون كيري من ان اي توغل روسي في شرق اوكرانيا "سيعتبر خطوة مشينة".ويواصل نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الاربعاء في فيلنيوس جولته في بولندا ودول البلطيق الرامية الى طمأنة هذه الدول الحليفة القلقة من عدوانية موسكو.واشار بايدن الى ان واشنطن تدرس خطوات اضافية لتعزيز تنسيقها العسكري مع دول البلطيق، ومن بينها ارسال قوات اميركية الى المنطقة للمشاركة في تدريبات عسكرية وبحرية.وفي موازاة ذلك ستكشف بروكسل الاربعاء تفاصيل خطة المساعدة لكييف بقيمة مليار يورو.واعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الثلاثاء ان باريس قد تعلق صفقة لبيع موسكو سفينتين من نوع ميسترال بموجب عقد وقع في 2011.من جهته اتصل رئيس الاركان الاوكراني هاتفيا بنظيره الروسي ليقترح عليه تشكيل لجنة مشتركة تفاديا لاي تصعيد على الارض.وتبحث الحكومة ايضا عن سبل للرد على "تأميم" الشركات الاوكرانية العامة في القرم واولها مجموعة تشورنومور نفط وغاز.