واصلت جماعة الإخوان، التحريض على الجيش والشرطة، ومختلف أجهزة الدولة، في إطار المحاولة المزعومة للعودة للحكم مرة أخرى، والإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسي، وتحقيق حلم التمكين.ورغم تراجع شعبية الجماعة بالشارع المصري، والموقف الحكومي الرسمي منها، خاصة عقب قرار إدراجها جماعة إرهابية، إلا أن الجماعة ترفض الانخراط مرة أخرى في العمل العام، وتُصر على موقفها والرغبة في هدم الدولة - وفق وثائق منشورة -.وأصدر تنظيم الإخوان الإرهابي، كتابا بعنوان "تنظيم العمل المقاوم"، يتضمن تعليمات التنظيم حول خارطة التحركات ووسائل التدريب وطرق صناعة الأسلحة في إطار التجهيز للخطة الكبري لإسقاط الدولة.الكتاب - أول من نشره على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي، أحمد المغير، أحد الشباب المحسوبين على الجماعة، يتحدث عن كيفية تشكيل الميليشيات والتدريب، وأنواع الأسلحة، للوصول إلى تنفيذ مخططهم في إسقاط الدولة.ويبدأ الكتاب بمقدمة يحث فيها التنظيم شبابه وأنصاره، على ضرورة هدم الدولة المصرية باعتبارها كافرة، يرتكب نظامها آلاف الجرائم يوميا في حق الدين، من قتل وحرق وترويع وخطف وهدم للمنازل، وسرقة واغتصاب، وقصف للمساجد بالرصاص والصواريخ وغلق دور العبادة ومصادرة أموال اليتامي والأرامل واستهداف كل مظاهر الإسلام.وحدد الكتاب 6 أهداف لمرحلة المقاومة المسلحة - حسب ما جاء به - وهي، (ردع قوات الجيش والشرطة وإنهاكها وتحطيم معنوياتها، وتدمير أكبر قدر من المركبات والآليات والمباني التابعة للجيش والشرطة). ودعا الكتاب إلى استهداف مصالح حلفاء النظام من رجال الأعمال، وإفشال قدرة النظام علي إدارة الدولة وشل حركته وتصفية من وصفهم بـقتلة المتظاهرين، سواء من رجال الشرطة أو الجيش أو البلطجية أو الميليشيات الكنسية المساندة للنظام وتصفية عدد كبير من القضاة ووكلاء النيابة والإعلاميين.وأوضح الكتاب، أن المرحلة الأولى - من هذه المقاومة المزعومة - تتخذ من كل الوسائل السلمية لهدم أجهزة النظام, وأنه في حالة الفشل بالمرحلة الأولي من المقاومة، يتم الانتقال إلي حالة قتال ثم إلى الحرب.اشتمل الكتاب على 3 أقسام رئيسية، الأول الهيكلة والثاني خاص بالتدريب والثالث احتوى على وصفات وطرق منزلية لتصنيع وتجميع الأسلحة, علي أن تبدأ المرحلة الأولى من مقاومتهم المسلحة بـ 8 أسلحة هي المولوتوف، والمنجنيق، والقوس والتصدي للآليات، وسلاح المشاة، وسلاح القنابل، وسلاح الرصد، وأخيرا الإعلام.الهيكل الإداري لهذه الميليشيات العسكرية المسلحة عبارة عن تنظيم عنقودي يتكون من فرق وكتائب وسرايا، وذكر الكتاب أن هذه الهياكل سوف تكون منفصلة عن بعضها البعض ويربط بينها قيادات الفرق والكتائب على أن يكون السمع والطاعة للقيادات والقسم علي الولاء لهم هو المحرك الأساسي.وحدد أهداف المجموعات في:أ‌- المحافظة على البقاءب‌- التوسع في الانتشارت‌- تحقيق الأهدافوقال الكتاب، إن الوحدة المكانية لهذه المليشيات هي الأحياء والمناطق، لافتا إلى أن الدراسة مبنية علي مستوي منخفض من التواصل والتنسيق بين المناطق والأحياء والمحافظات نظرا لطبيعة التحديات الأمنية التي تواجههم، وأن هذا النموذج يصلح في هذه المرحلة كنموذج لـ حرب الشوارع وليس للمواجهة النظامية التي أكد استحالة تطبيقها في هذه المرحلة.وتابع، "أهدافنا ردع قوات النظام وإنهاكها، وتدمير مصالح حلفائه، وإفشال قدرة النظام على إدارة الدولة.وخصص الكتاب جزءا كبيرا للتدريب ووسائل التمويل المالي".وجاء في الكتاب، أن ميدان التدريب الأول للعناصر غير الجاهزة، سيكون هو نفسه ميدان المعركة، وأن مستوي الفرد المقاتل يتحسن تدريجيا من معركة الى أخرى, محذرا أنصاره من التدريب وسط المدينة ونصحهم بالتدريب في أماكن بعيدة عن الأنظار وفي الفترة التي تسبق صلاة الفجر وحتي قرب الشروق. وأوضح أنه يتم حاليا العمل علي تجهيز ميادين قتالية في المناطق الصحراوية التي يصعب علي قوات الأمن الوصول عليها على أن يتم ارسال المحاربين للتدريب لها حسب الإجراءات المتبعة في هذا الشأن.وأكد ان العضو لا بد ان أن يتخصص، ولا بد أن يكون عضوا فى هيكل إدارى يبدأ من الحي والمنطقة، وهذه دراسة مبنية على أسلوب حرب الشوارع، ووحدة الهيكل هي الفرقة السرية.وقال إن الفرقة تتكون من 10 افراد، والسرية من 10 فرق، مشيراً إلى أنه يمكن القفز على هذا الترتيب وفق الوضع الميدانى.وأوضح أن هناك سرية مختلطة بها جميع التخصصات، إذا كان عدد المقاومين في المنطقة قليل، والسرية المتخصصة إذا كان عدد المقاومين كثير.أما عن التدريب فأوضح أنه سيكون داخل المدينة ذاتها، وأثناء العمل والمظاهرات، محذراً من التدريب في المدينة، وحدد وقتاً هو بعد صلاة الفجر، وقال "إننا يمكن أن نكتشف المواهب أثناء التدريب".وقال إن "السرية" أسلوب ونمط تتبعه المنظمات أو الدولة، في كل أجهزتها ودوائرها أو في بعضها، وقد يكون مبدأ استراتيجي أو مرحلي نتيجة ظروف معينة، فالسرية في العمل هي أسلوب ووسيلة عمل تحقيق الغاية الأساسية وهي المحافظة على استمرار العمل وبالتالي تحقيق الأهداف.وأكد الكتاب أيضا، أن الأمور التي تدفع للسرية في العمل :1- مشروعيتها: كونها تعتبر من الأخذ بالأسباب ولحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود), والذي يستعرض سيرة النبي صلى الله عليه وسلم يجد الكثير من دروس السرية والكتمان( دعوته، وهجرته، السرايا، وغزواته...).2- طبيعة الواقع الذي نعيشه: وذلك لكثرة الأعداء الذين يتربصوا بنا ولكثرة الامكانات لديهم, فنحن لا نستطيع مواجهة قوتهم في جال أرادوا ضربنا أو اعتقالنا أو التجسس علينا إذا ما عرفوا هويتنا أو اماكننا أو توجهاتنا.3- لأن السرية تحقق لنا الحماية بإذن الله: (حماية التنظيم، حماية القيادات، منع الاختراق والتجسس..).4- إن المحافظة على السرية تجعلنا نحقق أهدافنا بأقل تكلفة: حيث لو أن دولة قوية أرادت قتل فرد من أفراد الدولة ضعيفة فإن هذا يتطلب منها تجهيز جيش وشن حرب على الدولة الضعيفة وذلك من أجل قتل فرد، فانظر كم ستكون التكاليف باهظة, ومع ذلك فإن الفرد المستهدف سيهرب ويختفي وبالتالي لن تحقق الدولة القوية هدفها رغم التكاليف الباهضة، وفي المقابل فإن تنظيم ضعيف يستطيع أن يقتل مسئول في دولة قوية بواسطة مجموعة صغيرة وباستخدام مسدس وكاتم صوت وبدان أي خسارة وذلك بإخفاء نية العمل واتباع السرية في الإعداد والتخطيط والتنفيذ, ويجب أن تستمر السرية بعد التنفيذ.5- طبيعة العمل الذي نمارسه حيث أن استراتيجيتنا هي المقاومة، وهذه العناصر يصعب تحقيقها بدون السرية.وواصل التنظيم افتراءاته مطالبا أنصاره بالانضمام الي الجناح العسكري من خلال التطوع للتدريب علي العمليات القتالية، على أن يكون ميدان التحرير، ومحيط أقسام الشرطة والسجون هي ساحات المعركة القادمة.كما تضمن الكتاب شروحا وافية عن كل سلاح من الأسلحة الثمانية وطرق تصنيعها في المنزل وكيفية شراء وجلب مكوناتها المتداولة بالأسواق, ووضع روابط إلكترونية لملفات مصورة بالفيديو لشرح التركيبات والنسب كلها لأشخاص يتحدثون باللهجة البدوية ومنهم من يرتدي الزي العسكري الذي يرتديه أعضاء حركة حماس بغزة.واللافت في هذا الكتاب، ردود تفاصيل التجهيزات اللازمة لأفراد سلاح المشاة في هذه المليشيات، حيث يواصل التنظيم الإرهابي الدفع بالنساء والفتيات في الصفوف الأولي حيث بيدو هذا الجزء من الكتاب وكأنه مخصص للنساء فقط حيث يحتوي علي عبارات موجهة للمرأة من نوعية قومي بتجهيز عبوات حارقة، وقومي بتجهيز هذه المقادير وغيرها.وقال إن سلاح المولوتوف هو أهم الأسلحة، لكنه لا ينفع للمنشآت بقدر ما ينفع للأفراد، وسلاح المنجنيق وسلاح قنابل الصوت والدخان، وسلاح التصدي للآلات والمدرعات، وتحدث عن سلاح المشاة وهم الفرق التي تتصدى للأمن ومهاجمي المسيرات الإخوانية، وقال إنه أخطر الأسلحة التي يجب أن نستخدمها.ووصف الكتاب ،الإعلام بالسلاح الذي يغفل عنه معظم المقاومين, وبأنه السلاح الذي يستنهض الهمم ويدمر معنويات من وصفهم بـ العدو, ومهمة جندي الإعلام هي توثيق وتصوير أفراد قوات الأمن المشاركين في صد هجماتهم الإرهابية وتصوير رد فعل القوات من جانب واحد, ثم يقوم جنود الإعلام المتخصصين في برامج المونتاج بعمل فديوهات يتم عرضها علي الشاشات المؤيدة للمقاومة الإخوانية المسلحة وفي مواقع التواصل الإجتماعي، علي أن يتوافر من3 إلى 5 مصورين في كل اشتباك بتنسيق يكفل تغطية أكبر عدد ممكن من الزوايا.وختم بأنه على الجميع الدعوة لتشكيل تلك المجموعات في الحي والمدرسة والشارع وفي الأندية، محذراً من اليأس من الفشل في أول الطريق، ومن المفارقات الكبيرة التي يحملها الكتاب هي أنه يختتم صفحاته بملاحظات للجنود والمجاهدين في سبيل الله أهمها تجديد النية قبل النزول للإشتباك وأنهم لا يقاتلون هؤلاء القوم من أجل ديمقراطية أو شرعية, وإنما يقاتلون كي تكون كلمة الله العليا وكلمة الذين كفروا هي السلفي, وبالحق الذي فرضه الله عليهم!وشدد على اتخاذ الاجراءات اللازمة من أجل الحفاظ على الأسرار (المعلومات الخاصة بالعمل) وعدم وصولها لغير المعنيين بها سواء كانوا داخل التنظيم أو خارجها.وأكد الكتاب أن المقاومة المسلحة ستكون اللبنة الأولي في بناء قوة ميدانية حقيقية قادرة علي هزيمة الدولة المصرية وما وصفوه بقوى الانقلاب والمتحالفين معه