حذرت الأمم المتحدة من أن جماعات متطرفة تنشط بشكل متزايد عبر الحدود السورية العراقية وتؤجج التوتر الطائفي في المنطقة. وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى العراق إن الصراع الدائر في سوريا أخذ بُعداً إقليمياً ويعطي لشبكات تتبع القاعدة الفرصة لإقامة روابط عبر الحدود وتوسيع قاعدة دعمها.هذه ليست المرة الأولى التي تحذر فيها الأمم المتحدة من امتداد نفوذ الجماعات المتشددة عبر حدود سوريا والعراق، ما قد يؤجج التوتر المذهبي في منطقة عانت أصلاً من إراقة الدماء لسنوات بسبب المسلحين.من جانبه، أبلغ نيكولاي ملادينوف، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى العراق، مجلس الأمن بأن الصراع في سوريا أضاف بُعداً إقليمياً إلى التوترات المذهبية ويعطي للجماعات الإرهابية الفرصة لإقامة روابط عبر الحدود وتوسيع قاعدة دعمها.ويذكر بعض الخبراء أن الجماعات المتشددة، وعلى رأسها تنظيم "داعش"، استغلت الفراغ السياسي في بعض المناطق في البلدين لتوسيع نفوذها وفرض سيطرتها، هذا بالإضافة إلى استغلال ظروف سكانها.وتحاول "داعش" فرض سيطرتها على المناطق الحدودية بين العراق وسوريا. فهي تسيطر على مدينة الرقة وريفها الحدودية وأجزاء من دير الزور القريبة كذلك من الحدود مع العراق.وعززت من وجودها في محافظة الأنبار العراقية بعد تغللها في مدينتي الرمادي والفلوجة بسبب الفراغ السياسي. كما اتخذوا من مدن الصحراء ملجأ لهم وبالطبع هذه الصحراء تمتد على طول الحدود بين البلدين.وتعمل هذه الجماعات بشكل منظّم للتنسيق فيما بينها. وقد أثارت شكوك الخبراء بإمكان تشجيع جهات حكومية عراقية وسورية لتكوين ما يسمى جماعات "دولة العراق والشام".وقد أصبح تنقل مسلحي "داعش" عبر الحدود التي تفتقر إلى الرقابة الأمنية من أسهل الطرق، ونجح تنظيم "القاعدة" في تحرير حوالي 600 شخص من أتباعه من السجون العراقية بعمليات مريبة زادت الشكوك بإمكانية تواطؤ حكومة بغداد ودمشق وتغذيتها هذه الجماعات لينتقل هؤلاء لاحقاً للقتال في سوريا.وبحسب بعض المصادر فإن عدد مقاتلي "داعش" وصل إلى أكثر من 10 آلاف مقاتل في العراق وسوريا ينفذون أكثر الأعمال دموية من خطف وتعذيب وتصفيات، ويصيبون ثورة الشعب السوري ضد نظامهم بمقتل.فبعد أن انخفض عدد قتلى العنف في العراق في فترة ما، عاد العنف من جديد إلى مستويات قياسية في العراق عام 2013 إذ قتل فيه نحو 8000 مدني.