لا تزال الثورة السورية مستمرة بزخمها الذي بدأت به، ولا يزال النظام السوري يتجاهل الثورة ويتعامل معها على قاعدته المعروفة "خلصت"، ويبدو اقتراب موعد انتخابات مجلس الشعب الذي حدده الرئيس الأسد في السابع من شهر أيار القادم، وكأنه نكتة سمجة بالنسبة للشارع المنتفض، ومما يزيد الاستفزاز لدى هذا الشارع أن يتم الإعلان عن 7195 كرقم يمثل عدد المرشحين لانتخابات مجلس الشعب، ليصبح الرقم مثار سخرية واستهزاء من الموالين والمعارضين على حد سواء، ولكل أسبابه.وذكرت العربية نت اليوم الخميس أن آخر تقليعات انتخابات مجلس الشعب بالنسبة للمتظاهرين ورافضي نظام الأسد هو ترشيح (شريف شحادة) نفسه عن مدينة دمشق، خصوصاً أنه من وجهة نظر المؤيدين (بطل قومي)، وبالنسبة للمعارضين (أكبر شبيح إعلامي).ولعل مقابلات شحادة على القنوات الفضائية والتي تفنن فيها في شتم المتظاهرين، وكيل المديح للرئيس الأسد، جعلت من هؤلاء الهاتفين ضد نظام بشار الأسد ينشؤون صفحات على الفيس بوك للرد عليه، معتمدين تسمية التصقت به هي (بوق النظام).واستخدام شحادة للكلمات النابية في وصف المتظاهرين وضيوف أي برنامج يستضيفه جعل شباب الانترنت يطلقون عليه أسماء قد تحمل الشتيمة على مبدأ (العين بالعين)، ومن الصفحات التي أنشئت لهذا الغرض "طالب إبراهيم و شريف شحادة صرتو أهم من توم وجيري" وصفحة تحت اسم "أهبل متل العادة يا شريف شحادة"، وصفحة أخرى "مليون تفووو مع صرماية على البوق الشبيح شريف شحادة الأهبل".وإن كان اللسان الطويل جالباً للنقمة على صاحبه كما هو متعارف، فإن هذا القول لا ينطبق على شحادة، إذ أن لسانه جلب له الكثير من المؤيدين على اعتبار أن كل من يعارض النظام السوري هو عدو مبين بالنسبة لشحادة، ولتسقط مقولة "لسانك حصانك إذا صنته صانك" بالكلمة القاضية لتصبح لسانك باب رزقك (انطلاقاً من معلومة أن كل ظهور له أو لغيره على القنوات الفضائية "المغرضة" أو الوطنية يقبض عليها حفنة من الدولارات).ولسان شريف شحادة أيضاً ينطبق عليه المثل المصري الشهير "طوّل لسانك تاكل ملبن"، والملبن الذي سيأكله هو زيادة عدد الناخبين مع اقتصار الانتخاب في سوريا على مؤيدي النظام والذين يشكلون مؤيدي شريف شحادة لاقتناعهم أنه الأقدر على إدارة أمورهم بما يسمى مجلس الشعب رسمياً و"مجلس الدمى" شعبياً .وإن كان الشعب السوري المعارض والموالي على حد سواء لا يعرف بعد ما هي خطة شريف شحادة الانتخابية، فإن الفئتين تستطيعان أن تتوقعا الخطوط العامة لها.فالمؤيد مقتنع أن شحادة هو الأكثر كرهاً للمتظاهرين وهو ما يريده ويتمناه، والمتظاهر يعتقد أن انتصار الثورة محقق ومؤكد وبالتالي فإن نجاح أو فشل شحادة بالانتخابات ليست أكثر من نكتة سمجة لا تضحكه.ومجلس الشعب بالنسبة للكثير من السوريين الذين أجبروا على الخروج من منازلهم واضطروا إلى دفن أبنائهم "ضحايا وحشية النظام" على عجل، ليس أكثر من برستيج يحاول النظام الحفاظ عليه فيعطي أوامره "لأبواقه" بشحذ ألسنتهم ليصلوا للقدرة على قول 150 كلمة بالدقيقة مثلاً، واعتماد استراتيجية الصوت العالي والسب والشتم والسخرية من آلام الآخرين، ووفقاً لهذه الشروط فقط يصبح الفائز منهم باستخدام أكثر العبارات الجارحة عضواً في مجلس الشعب الجديد.