مشروع طريق اللّؤلؤ الذي يضع في كلّ مرّة بيتًا تاريخيًّا على طريقه إلى حين اكتماله، يحكي هذه المرّة حكاية الغوّاصين وبداية الشّاطئ، من خلال افتتاح بيت الغوص بدعمٍ من عائلة الشّيخ راشد بن حسن آل خليفة، وذلك مساء يوم غد الخميس، الذي تدشّنه وزارة الثّقافة احتفاءً باستكمال مراحل ترميم هذا المعلَم التّراثيّ ضمن برنامج مهرجان ربيع الثّقافة قوس فرح. ويمثّل بيت الغوص واحدًا من 17 مبنى تراثيًّا في مدينة المحرّق والتي تكوّن في مجملها طريق اللّؤلؤ المسجّل على قائمة التّراث الإنسانيّ العالميّ لليونيسكو. بدأت عمليّات ترميم بيت الغوص منذ مارس 2013م، والآن وقد استكمل ترميمه، تعيد وزارة الثّقافة افتتاحه أمام الجمهور، ليكشف للزوّار تفاصيل نمط حياة الغوّاصين، ويمكّنهم من التّعرف إلى الظّروف المعيشيّة لطبقة ذوي الدّخل المحدود من المجتمع البحرينيّ أثناء عصر اللّؤلؤ المتأخّر. ويحمل هذا البيت قيمة استثنائيّة كونه أحد أبنية التّراث العالميّة التي تصوّر حياة الغوّاص الذي هو أوّل من يلمس اللّؤلؤة، والذي من خلاله تبدأ سيرة اقتصاديّة قائمة على استخراج اللّؤلؤ. ويمثّل بيت الغوص ثاني مشروع على الطّريق من بعد قلعة بو ماهر. بيت الغوص، هو آخر بيت من جهة الجنوب في جزيرة الحالة، وقد كان مطلّاً قبل أن تحدث التغييرات المدنيّة على القناة التي يستخدمها البحارة للوصول إلى قلعة بو ماهر أثناء فترة الجزر، ويُقال أن هذا البيت قد سُكِن واستُخدم من قِبَل العديد من الغوّاصين. كان بيت الغوص في البداية عبارة عن بناية بسيطة ذات طابق واحد، يحتوي على ثلاث غُرف ورواق مفتوح (ليوان) مُنسّق حول الفناء أو الباحة المركزية للبيت، وهو يعكس وسائل الرّاحة والرّفاهية الجديدة التي جلبتها تجارة اللؤلؤ خلال تسعينيات القرن التاسع عشر والعقد الأول من القرن العشرين. وتضفي الشّجرة وارفة الظّلال في الفناء عنصراً جماليّاً على هذا البناء البسيط، بالإضافة إلى كونها تساعد على تلطيف جوّ البيت قبل عصر الكهرباء وأنظمة تكييف الهواء العصريّة. يمثّل البيت نموذجاً لبيت عائلة بسيط ومتواضع بني في أوج عقود صيد اللّؤلؤ، إضافة إلى موقعه الاستراتيجيّ الذي يوثق العلاقة الجغرافية التي تربط بين الجزر الثلاثة.