تقدم ثلاثة طلبة في برنامج الهندسة المدنية في جامعة البحرين باقتراح إلى وزارة الأشغال، باستخدام الخرسانة النفاذة لتصريف المياه، مشيرين إلى هذه التقنية من شأنها أن تقلل الكلفة بنسبة 67%.وقدم الطلبة الثلاثة مقترحهم بعد إجراء تجارب استخدموا فيها مواد عدة في تصنيع الخرسانة ذات النفاذية، وذلك ضمن مقرر مشروع التخرج، إذ عرض الطلبة مشروعهم في معرض مشروعات تخرج كلية الهندسة مؤخراً. ويبحث الطالب في مقرر مشروع التخرج إشكالية في اختصاصه نظرياً وعملياً، ويضع لها الحلول خلال فصل أو فصلين دراسيين، وغالباً ما يكون المشروع في الفصل الأخير من الدراسة الأكاديمية.وانتهى الطلبة: خالد العوضي ويوسف البناي ومعاوية المطالقة، إلى اختيار أفضل صيغة للخرسانة بحسب ما أثبتته تسع تجارب أجروها.وقال الطالب العوضي: "يقوم المشروع على فكرة خلط مواد معينة مع بعضها البعض للحصول على خرسانة ذات نفاذية قادرة على امتصاص المياه، وذلك عن طريق زيادة المسامات في مواد الرصف للشوارع والطرقات لزيادة قدرت الخرسانة على الامتصاص".وأضاف العوضي "استخدمنا ثلاث مواد، هي: فولي فلوبرين فايبر، ومايكروسيلكا، وفلاي آش، لإجراء التجارب عليها للحصول على أفضل خرسانة قادرة على امتصاص المياه".وتابع قائلاً "لقد قمنا بعمل مزيج لتلك المواد بهدف الحصول على أكبر نفاذية ممكنة للمياه وأكبر قوة وتحمل للخرسانة من أجل استخدامها في أماكن معينة في الشارع كبديل لاستعمال نظام تصريف المياه التقليدي".وقال الطالب البناي "لقد قمنا بعمل تسع تجارب في الشركة الوطنية للخرسانة، ثلاث تجارب للفايبر، وثلاث تجارب للفايبر مع الميكروسيلكا، وثلاث أخرى للفايبر مع الفلاي آش، ومن خلال تلك التجارب وقفنا على أفضل النتائج التي توصلنا لها من خلال الدراسة".وعن التكلفة قال الطالب المطالقة "تكلفة الخرسانة ذات النفاذية 16 ديناراً للمتر المربع، بينما تكلفة نظام الصرف التقليدي نحو 46 ديناراً للمتر المربع، وذلك يعني خفض التكلفة بنحو 67%".ونوه إلى أن "عيب الخرسانة النفاذة أنها لا تستطيع تحمل أثقال عالية، ويُحمد استخدامها في أطراف الشارع، ومواقف السيارات، ومسار المشاة، وملاعب التنس، وما أشبه ذلك".وعن توصيات المشروع قال المطالقة: "نوصي وزارة الأشغال باستعمال نتائج التجربة لخفض تكاليف الإنشاء للطرقات واستخدام الميزانيات المتبقية في مشاريع أخرى"، مؤكدا أن "تلك المواد لا تغني عن الحاجة إلى استخدام أنظمة الصرف الصحي التقليدية".وكان عميد كلية الهندسة في جامعة البحرين الأستاذ الدكتور نادر البستكي الذي افتتح المعرض وتجول في أركانه أشاد بمشروعات الطلبة، ورأى أنها "مشحونة بالأفكار الإبداعية وملتصقة في غالبها بالقطاع الصناعي والمشكلات الحياتية".