فرض الذكاء الاصطناعي وجوده اليوم في الكثير من الآلات والأدوات التي نستخدمها اليوم كالسيارات والغسالات والتلفاز. فالسيارات صارت مجهزة بالذكاء اللازم كي تنصح السائق وتحذره حال خروجه من مساره، كما تساعد السائق على إيقاف سيارته في المواقف. ومثل السيارات، تستخدم الغسالات الذكاء الصناعي لضبط نسبة الماء اللازم وسرعة الدوران المثلى لتحقيق أفضل النتائج لإزالة الأوساخ من الملابس. التلفاز لا يقل في ذكائه عن غيره من الأجهزة، فأجهزة التلفاز صارت قادرة على الإحساس بوجود المشاهد وتستطيع إغلاق نفسها بنفسها توفيراً للطاقة، كما تقوم بتعديل الصورة والصوت حسب مكان التلفاز وإضاءة الغرفة كي ينعم المشاهد بأفضل وقت عند مشاهدة التلفاز.
هذا الذكاء الاصطناعي يعتمد بكل بساطة على عدد من اللوغاريتمات الأساسية والتي تمد الأجهزة بالذكاء وإن صح التعبير بالروح. هذه اللوغاريتمات تحسب بسرعة خاطفة الاحتمالات الواردة وتختار الاحتمال الأرجح للحصول. بالطبع يزداد الذكاء مع زيادة قدرة اللوغاريتمات على توقع حصول الشيء بالاعتماد على أقل نسبة من المعلومات. تحويل هذه المعلومات إلى نتائج تنعكس في كفاءة وذكاء الآلات والأجهزة ويجعلها في نهاية المطاف السلع الأكثر طلباً وإقبالاً من الزبائن.
اعتمادنا على هذه الأجهزة والآلات يجعلنا نعيش في عالم مبني على الاحتمالات بدل من الحقائق. الآلات والأجهزة باتت تسيطر على قدرتنا على اتخاذ القرار. صار الإنسان يعتمد على الذكاء الاصطناعي حتى في الأمور البسيطة من اختيار فيلم مناسب ليقضي وقته إلى اختيار أرخص تذكرة للسفر واختيار الطريق الذي سوف يسلكه للعمل. الأعمال والمهن صارت تعتمد على هذه اللوغاريتمات، فعند طلبك قرض من أي بنك يقوم محلل القروض بإدخال بعض البيانات ويحولها لاحتساب مخاطر القرض ويقوم اللوغاريتم بإعطاء المحلل الإذن بإعطاء القرض أو رفض الطلب. من منا لم يرَ نتيجة تحليل المختبر، تلك الأرقام يستخدمها الطبيب ليحتسب نسبة احتمال المرض. مجرد خلل بسيط في اللوغاريتمات التي توفر لنا هذه الخيارات والقرارات سوف يؤثر في مجمل القرارات المصيرية والحياتية التي سنتخذها. اليوم مصيرنا ومستقبلنا مرهون في أيادي مبرمجي هذه الآلات والأجهزة. لا نحتاج للانتظار طويلاً، فاليوم الذي سوف يقوم أحدهم بتغيير تصرفات ونتائج هذه اللوغاريتمات ربما يحدث قريباً. نتائج البحث باتت مصدراً للشك إذ يظن الكثير متيقنين بأن نتائج بحثهم في محركات البحث قد تم دفعها لتأتي بنتيجة معينه في صالح أحد المنتجات. الحل الأبسط للوقوف ضد هذا الاستغلال هو بأن نستخدم نعمة العقل التي أنعم الله عز وجل علينا بها للتأكد من النتائج واتخاذ القرار الأنسب لنا.
* باحث في مجالات إنترنت المستقبل - جامعة البحرين
هذا الذكاء الاصطناعي يعتمد بكل بساطة على عدد من اللوغاريتمات الأساسية والتي تمد الأجهزة بالذكاء وإن صح التعبير بالروح. هذه اللوغاريتمات تحسب بسرعة خاطفة الاحتمالات الواردة وتختار الاحتمال الأرجح للحصول. بالطبع يزداد الذكاء مع زيادة قدرة اللوغاريتمات على توقع حصول الشيء بالاعتماد على أقل نسبة من المعلومات. تحويل هذه المعلومات إلى نتائج تنعكس في كفاءة وذكاء الآلات والأجهزة ويجعلها في نهاية المطاف السلع الأكثر طلباً وإقبالاً من الزبائن.
اعتمادنا على هذه الأجهزة والآلات يجعلنا نعيش في عالم مبني على الاحتمالات بدل من الحقائق. الآلات والأجهزة باتت تسيطر على قدرتنا على اتخاذ القرار. صار الإنسان يعتمد على الذكاء الاصطناعي حتى في الأمور البسيطة من اختيار فيلم مناسب ليقضي وقته إلى اختيار أرخص تذكرة للسفر واختيار الطريق الذي سوف يسلكه للعمل. الأعمال والمهن صارت تعتمد على هذه اللوغاريتمات، فعند طلبك قرض من أي بنك يقوم محلل القروض بإدخال بعض البيانات ويحولها لاحتساب مخاطر القرض ويقوم اللوغاريتم بإعطاء المحلل الإذن بإعطاء القرض أو رفض الطلب. من منا لم يرَ نتيجة تحليل المختبر، تلك الأرقام يستخدمها الطبيب ليحتسب نسبة احتمال المرض. مجرد خلل بسيط في اللوغاريتمات التي توفر لنا هذه الخيارات والقرارات سوف يؤثر في مجمل القرارات المصيرية والحياتية التي سنتخذها. اليوم مصيرنا ومستقبلنا مرهون في أيادي مبرمجي هذه الآلات والأجهزة. لا نحتاج للانتظار طويلاً، فاليوم الذي سوف يقوم أحدهم بتغيير تصرفات ونتائج هذه اللوغاريتمات ربما يحدث قريباً. نتائج البحث باتت مصدراً للشك إذ يظن الكثير متيقنين بأن نتائج بحثهم في محركات البحث قد تم دفعها لتأتي بنتيجة معينه في صالح أحد المنتجات. الحل الأبسط للوقوف ضد هذا الاستغلال هو بأن نستخدم نعمة العقل التي أنعم الله عز وجل علينا بها للتأكد من النتائج واتخاذ القرار الأنسب لنا.
* باحث في مجالات إنترنت المستقبل - جامعة البحرين