هناك أفراد محبطون، لديهم القدرة الخارقة على الاستخفاف بأي منجز أو حدث، هؤلاء «المحبطون» دائمو التذمر والشكوى وعقد المقارنات غير المنطقية، يريدون أن ينعموا بكل المزايا، وفي ذات الوقت يريدون أن يشوهوا أي منجز أو حدث.
وللأسف فإن بعض هؤلاء المحبطين نصبوا من أنفسهم قادة رأي وأصبحوا قادة للإحباط وكثير للأسف هم التابعون لهم.
ولأقرب الصورة أكثر دعني أضرب مثالاً على ما أعنيه، تقوم مؤسسة في الدولة بعمل مسابقة رياضية على المستوى الدولي، من شأن هذه المسابقة أن ترفع اسم البحرين في المحافل الدولية، فيظهر أحد المحبطين ويعلق «ما عندهم سالفة» بمعنى أن لا جدوى من هذه المسابقات!! فيكسب تأييده نفر من المحبطين ويشاركونه «التسطيح» من أثر هذه الفعالية.
أو أن تقوم إحدى المؤسسات باحدى الفعاليات الثقافية، الرامية إلى إظهار الوجه الثقافي للبحرين للعالم، فيظهر لنا أحد المحبطين ليسخر من الفعالية، والقائمين عليها، والمشاركين فيها.
أو أن تقوم الدولة برعاية حدث معين وتدعمه، وتطلب من مؤسسات الدولة المساهمة فيه من أجل رفع مستوى التوعية بأهمية هذا الحدث، فيظهر لنا «محبطون» ولا يبالون بالفعالية، ويبدؤون في تسطيحها.
أو أن يقام حفل غنائي وتكون التذاكر مرتفعة الثمن «قليلاً» فيثور هؤلاء المحبطون ويقودون حملة سباب على الفنان أو الفرقة من جهة وعلى الجهة المنظمة، وإذا ما رجعنا للموضوع سنجد أن قائد الرأي المحبط وسائر المحبطين لن يشاركوا في هذا الحفل حتى وإن كان الحفل مجانياً!! ولكن فكرهم المعاق المحبط يجعلهم يستصغرون كل حدث تستضيفه البحرين بينما يعظمونه إذا ما حدث في أي دولة أخرى، ويعقدون المقارنات غير المنصفة. فلو أقيمت الفعالية في أي دولة أخرى سيقول هؤلاء المحبطون «انظروا إلى تلك الدول التي تهتم بمواطنيها»، ولو أقيمت المسابقة الرياضية العالمية في أي دولة أخرى سيقولون «هذه الدولة متطورة رياضياً، تهتم بالرياضيين وتشجعهم لتزدهر رياضياً»، أما إذا كررنا نفس الفعالية في البحرين سيقولون «تقليد أعمى»، «هدر أموال على الفاضي» وأعذار كثيرة مليئة بعبارات التحبيط. وإذا ما سافروا ودفعوا مئات الدولارات أو اليوروات – جمع يورو- لحضور حفل موسيقي أو عرض رياضي سيكون الوضع مختلفاً، وإذا ما حدثتهم بمنطق عن أن الأسعار التي تدفعها في البحرين أقل بكثير من تلك التي تدفعها في أوروبا مثلاً سيكون ردهم «تقارن البحرين بأوروبا»!!
لا مانع من المقارنة، فلنقارن، ولكن قبل أن نقوم بعملية المقارنة فلنكن منصفين، وليكن تحليلنا شاملاً وعاماً، لا يستثني أي ركن من أركان التحليل، البحرين تقوم بالعديد من المبادرات التي تستحق الإشادة، وتستحق الدعم لتستمر وتتطور، والاستثمار في الرياضة والاستثمار في الثقافة والفن هو «استثمار» شأنه كشأن باقي الاستثمارات، وإذا ما قفز لي أحد المحبطين قائلاً بإحباط «لم تحقق فعالية (....) على سبيل المثال الجدوى الاقتصادية منها»، سأقول بإيجابية «فلنفكر كيف نستغل وجود تلك الفعالية في البحرين، وكيف نسوق لها، فلنفكر في حجم الاستثمارات المصاحبة لتلك الفعالية الدولية، فلنفكر في عدد السياح الذين يدخلون البحرين خلال تلك الفعالية، وكم ينفقون في البحرين لتنشيط السياحة، فلنفكر في تطور المنطقة القريبة من تلك الفعالية وكيف يمكن الاستفادة منها اقتصادياً».
الاستثمار لا تجنى ثماره دفعة واحدة، بل الاستثمار ينهض بمجموعة من الأنشطة الاقتصادية الأخرى، كقطاع البيع بالتجزئة، والقطاع العقاري، وقطاع الفندقة، والتحويلات المالية، وغيرها من القطاعات. وقبل هذا كله الاستثمار يحتاج إلى «دعم» والدعم لا يكون بكلمات «التحبيط» بل يكون بالمشاركة الفاعله في هذه الأنشطة.
وللأسف فإن بعض هؤلاء المحبطين نصبوا من أنفسهم قادة رأي وأصبحوا قادة للإحباط وكثير للأسف هم التابعون لهم.
ولأقرب الصورة أكثر دعني أضرب مثالاً على ما أعنيه، تقوم مؤسسة في الدولة بعمل مسابقة رياضية على المستوى الدولي، من شأن هذه المسابقة أن ترفع اسم البحرين في المحافل الدولية، فيظهر أحد المحبطين ويعلق «ما عندهم سالفة» بمعنى أن لا جدوى من هذه المسابقات!! فيكسب تأييده نفر من المحبطين ويشاركونه «التسطيح» من أثر هذه الفعالية.
أو أن تقوم إحدى المؤسسات باحدى الفعاليات الثقافية، الرامية إلى إظهار الوجه الثقافي للبحرين للعالم، فيظهر لنا أحد المحبطين ليسخر من الفعالية، والقائمين عليها، والمشاركين فيها.
أو أن تقوم الدولة برعاية حدث معين وتدعمه، وتطلب من مؤسسات الدولة المساهمة فيه من أجل رفع مستوى التوعية بأهمية هذا الحدث، فيظهر لنا «محبطون» ولا يبالون بالفعالية، ويبدؤون في تسطيحها.
أو أن يقام حفل غنائي وتكون التذاكر مرتفعة الثمن «قليلاً» فيثور هؤلاء المحبطون ويقودون حملة سباب على الفنان أو الفرقة من جهة وعلى الجهة المنظمة، وإذا ما رجعنا للموضوع سنجد أن قائد الرأي المحبط وسائر المحبطين لن يشاركوا في هذا الحفل حتى وإن كان الحفل مجانياً!! ولكن فكرهم المعاق المحبط يجعلهم يستصغرون كل حدث تستضيفه البحرين بينما يعظمونه إذا ما حدث في أي دولة أخرى، ويعقدون المقارنات غير المنصفة. فلو أقيمت الفعالية في أي دولة أخرى سيقول هؤلاء المحبطون «انظروا إلى تلك الدول التي تهتم بمواطنيها»، ولو أقيمت المسابقة الرياضية العالمية في أي دولة أخرى سيقولون «هذه الدولة متطورة رياضياً، تهتم بالرياضيين وتشجعهم لتزدهر رياضياً»، أما إذا كررنا نفس الفعالية في البحرين سيقولون «تقليد أعمى»، «هدر أموال على الفاضي» وأعذار كثيرة مليئة بعبارات التحبيط. وإذا ما سافروا ودفعوا مئات الدولارات أو اليوروات – جمع يورو- لحضور حفل موسيقي أو عرض رياضي سيكون الوضع مختلفاً، وإذا ما حدثتهم بمنطق عن أن الأسعار التي تدفعها في البحرين أقل بكثير من تلك التي تدفعها في أوروبا مثلاً سيكون ردهم «تقارن البحرين بأوروبا»!!
لا مانع من المقارنة، فلنقارن، ولكن قبل أن نقوم بعملية المقارنة فلنكن منصفين، وليكن تحليلنا شاملاً وعاماً، لا يستثني أي ركن من أركان التحليل، البحرين تقوم بالعديد من المبادرات التي تستحق الإشادة، وتستحق الدعم لتستمر وتتطور، والاستثمار في الرياضة والاستثمار في الثقافة والفن هو «استثمار» شأنه كشأن باقي الاستثمارات، وإذا ما قفز لي أحد المحبطين قائلاً بإحباط «لم تحقق فعالية (....) على سبيل المثال الجدوى الاقتصادية منها»، سأقول بإيجابية «فلنفكر كيف نستغل وجود تلك الفعالية في البحرين، وكيف نسوق لها، فلنفكر في حجم الاستثمارات المصاحبة لتلك الفعالية الدولية، فلنفكر في عدد السياح الذين يدخلون البحرين خلال تلك الفعالية، وكم ينفقون في البحرين لتنشيط السياحة، فلنفكر في تطور المنطقة القريبة من تلك الفعالية وكيف يمكن الاستفادة منها اقتصادياً».
الاستثمار لا تجنى ثماره دفعة واحدة، بل الاستثمار ينهض بمجموعة من الأنشطة الاقتصادية الأخرى، كقطاع البيع بالتجزئة، والقطاع العقاري، وقطاع الفندقة، والتحويلات المالية، وغيرها من القطاعات. وقبل هذا كله الاستثمار يحتاج إلى «دعم» والدعم لا يكون بكلمات «التحبيط» بل يكون بالمشاركة الفاعله في هذه الأنشطة.