توالت التقارير الأمريكية حول إجراء إيران اختباراً صاروخياً ثانياً، وسط نفي وزير الدفاع الإيراني، حسين دهقان، في تصريح للصحافيين في محافظة جيلان شمال إيران قائلاً إن "هذه مزاعم مزيفة تأتي في إطار التخويف من إيران"، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، الأمر الذي يفسر على أنه تراجع من إيران أمام التهديدات المتلاحقة لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة بعد فرض عقوبات أمريكية جديدة قاسية ضد طهران.

وبينفوكس نيوز" خبراً مفاده أن إيران أجرت اختباراً جديداً على صاروخ باليستي، قالت وسائل إعلام أمريكية إن الاختبار لم يكن على صاروخ باليستي، بل على "صاروخ أرض جو قصير المدى".

وهددت إيران خلال الأسبوعين الماضيين بتصعيد تجاربها الصاروخية رداً على العقوبات الأمريكية، لكنها تراجعت بشكل علني لأول مرة نافية تكرارها التجربة الصاروخية، ما يوضح مدى تراجع ساسة طهران عن تصريحاتهم النارية منذ فرض العقوبات الأمريكية الجديدة ضد عشرات الشخصيات والمؤسسات الإيرانية بسبب إطلاق صاروخ قادر على حمل رأس نووي.

وقال وزير الدفاع الإيراني، إن الأنباء الأمريكية حول تجربة صاروخية ثانية لطهران، لا أساس لها من الصحة، و"تهدف إلى خلق العدو وإيرانوفوبيا"، حسب تعبيره. وكرر دهقان ما صرح به المرشد الإيراني، علي خامنئي، حول أن الشعب الإيراني سيرد على التهديدات في المسيرات، التي ستنطلق اليوم في كافة أنحاء البلاد بمناسبة ذكرى الثورة.

وكان خطاب خامنئي الهجومي ضد الولايات المتحدة قد قلت حدته بشكل غير مسبوق، بعد تهديدات ترامب، حول طرح جميع الخيارات بما فيها العمل العسكري على الطاولة، لمنع استمرار إيران بإجراء التجارب الصاروخية المثيرة للجدل، وكذلك استمرارها في دعم الإرهاب بالمنطقة.

وهاجم خامنئي أوباما بدلاً من ترامب، واتهم الرئيس الأمريكي السابق بفرض أقسى العقوبات على بلاده، بينما شكر ترامب متهكماً، لأنه "أظهر الوجه الحقيقي لأمريكا"، على حد تعبيره.

وكان المرشد يهاجم الرؤساء الأمريكيين والولايات المتحدة بشكل مباشر وبأقسى وأفظع العبارات، لكنه تنازل هذه المرة عن الهجوم المباشر، وقال إن الشعب الإيراني هو من سيرد على أمريكا خلال مسيرات ذكرى انتصار الثورة".

من جهتها، حثت وسائل الإعلام والشخصيات المقربة من الإصلاحيين، وكذلك من المعتدلين المقربين من الرئيس الإيراني وعدد من أساتذة الجامعات إلى عدم رفع حدة الخطاب المعادي لأمريكا، وأن يكفوا عن استفزاز الرئيس دونالد ترامب، حفاظاً على المصالح القومية الإيرانية وعدم تعريض البلاد لضربة عسكرية، حسب تعبيرهم.

وكان نائب رئيس الولايات المتحدة، مايك بنس، دعا إيران إلى "عدم اختبار وتجربة صرامة وشدة الرئيس، دونالد ترامب"، وقال في مقابلة مع قناة "ايه بي سي" إن من الأفضل لإيران عدم اختبار ترامب، ويجب عليها التفكير في مراجعة إجراءاتها العدائية المستمرة في المنطقة".