استقبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى في قصر الصخير اليوم السبت صاحب السمو الملكي الأمير أندرو دوق يورك وذلك بمناسبة زيارته لمملكة البحرين ، حيث نقل إلى جلالته تحيات صاحبة الجلالة الملكة اليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة وشمال ايرلندا وصاحب السمو الملكي الأمير تشارلز ولي العهد وخالص تمنياتهما للبحرين المزيد من الازدهار والتقدم. وفي بداية اللقاء رحب جلالة الملك المفدى بصاحب السمو الملكي الأمير أندرو، وكلفه جلالته بنقل تحياته وتقديره إلى صاحبة الجلالة الملكة اليزابيث الثانية وصاحب السمو الملكي الأمير تشارلز. مشيدا بعلاقات الصداقة والتعاون التاريخية المتنامية التي تربط البلدين ، مؤكدا جلالته تطلع مملكة البحرين وحرصها على توثيق هذه العلاقات وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين. كما استقبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى بحضور صاحب السمو الملكي الأمير أندرو دوق يورك في قصر الصخير ، عدداً من ممثلي الجاليات الأجنبية والمقيمين في مملكة البحرين.و في بداية اللقاء رحب جلالة الملك المفدى بالجميع ، بعدها ألقى صاحب السمو الملكي الأمير أندرو دوق يورك كلمة أمام جلالة العاهل المفدى : جلالة الملك ... أصحاب السمو ... السيدات والسادة أنه من دواعي الشرف أن أتواجد معكم اليوم وذلك لعدة أسباب منها إن العائلة المالكة في بريطانيا والعائلة المالكة في البحرين تربطهما علاقة وطيدة وأنا سعيد لاستطاعتي زيارة البحرين بشكل منتظم وأن أحظى بفرصة أن أناقش عددا من مجريات الأمور هنا وفي المملكة المتحدة أيضا. إن البحرين تمر بعملية إصلاح أخذ جلالة الملك المفدى على عاتقه من خلالها زيادة وتطوير العمل السياسي في المملكة. ولطالما وصفت الديمقراطية بأنها عبارة عن مجموعة من المتغيرات يتم تطبيقها وممارستها على عدد من المواقف المختلفة. وإن أحد العناصر الهامة لممارسة الديمقراطية هو بناء مؤسسات وأنشطة يمكن من خلالها التحكم أكثر بهذه المتغيرات. في المملكة المتحدة قد يكون كثير منكم سمع بجائزة دوق أدنبرة وبوسام الأمير، في البحرين هناك جائزة الملك حمد، هذه الجوائز وجدت لتستثمر في شعب البحرين الفتي ، إنها تتعلق بتطوير الفرص للشباب البحريني ليتمكن ليس فقط من تحمل المسئولية لبلده ولكن لتطويع هذا الشباب ليكونوا ذوي نفع لمجتمعهم . هذه التشريفات لا تقتصر على قطاع واحد بل هي لجميع أفراد المجتمع وسوف نعطي تفاصيل أوفى حولها لاحقاً. ولكن إضافة إلى ذلك فأنه في وقت لاحق من شهر مايو سيكون هناك فعالية في لندن لنستعرض للعالم ولبعض الأشخاص الذين لم يتعرفوا على التطورات والإصلاحات في البحرين وأنا أؤمن أن ما يجري هنا ليس فقط مصدر أمل للعديد من الأشخاص حول العالم ولكن شئ يجب أن تفخر به البحرين ويجب أن تتحدث به على الملأ. فقط خلال الأسبوع الماضي في لندن البارونة فارسي والحكومة البريطانية نظمت مؤتمراً حول الصيرفة الإسلامية مع البحرين . وهذه أمثلة صغيرة على أوجه التعاون بين البحرين وبريطانيا ، وإن القيادتين في البلدين تعملان بشكل مشترك لخلق فرص للجميع . فهو شرف كبير أن أتواجد هنا اليوم وأن أتوجه بالشكر للجالية البريطانية الكبيرة هنا التي كانت جزءً من ذلك وأنا سعيد بسبب التعاون المشترك حول الجوائز المختلفة لدينا في المملكة المتحدة أن أتواجد هنا. فإنه شرف كبير أن أكون هنا وأن أرحب بهذه المبادرة لأنها أمر مهم جداً للجميع ليس فقط هنا ولكن للعمل المشترك بين الناس. ثم ألقت بيتسي ماثيسون الأمين العام لاتحاد الجاليات الأجنبية كلمة بالنيابة عن ممثلي الجاليات المقيمة في البحرين : صاحب الجلالة اصحاب السمو الملكي اصحاب السعادة السيدات والسادة الاولاد والبنات اننا نشعر بسعادة غامرة وشرف عظيم ان يتم استقبالنا اليوم من قبل جلالة الملك اود ان ارحب بصاحب السمو الملكي الامير اندرو دوق يورك ، واشكر الجاليات الاجنبية على قدومهم اليوم بعد اذن جلالة الملك .اود ان اشكر كل البحرينيين الذين التحقوا بنا اليوم لكي نستطيع معا ان نحيي جلالة الملك كعائلة واحدة -- العائلة البحرينية -- ان ضيوفنا البحرينيين هم اولئك الذين ساعدونا دائما ودعموا انشطة جالياتنا في كل الاوقات خاصة في الاحتفالية التي اقامها اتحاد الجاليات الاجنبية يوم السادس من ديسمبر بعنوان / شكرا البحرين / للاحتفال بالعيد الوطني . لقد كنا فخورين جدا كوننا ساهمنا في شكر البحرين وان شاء الله سيكون احتفالنا اكبر هذه السنة . صاحب الجلالة أود ان ارفع جدير الشكر والتقدير لهم جميعا .أود ان اشكر كذلك صاحب السمو الملكي الامير خليفة بن سلمان ال خليفة رئيس الوزراء الذي قدر عاليا مساهمات الجاليات الاجنبية في مسار التنمية الشاملة والذي دائما يجد الوقت للاستماع لمشاغلهم ويؤكد حرصه الشديد على توفير العيش الكريم لهم . لقد اكد لنا اننا سنبقى دائما افرادا من العائلة البحرينية الواحدة .كما نتوجه بعظيم الامتنان والشكر لصاحب السمو الملكي الامير سلمان بن حمد ال خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء الذي وضع تطلعات الجاليات الاجنبية في الرؤية الاقتصادية للبحرين 2030 وهو ما يجعلنا بسعادة اكبر للمساهمة في تحقيق رؤيته . كما أود ان اتوجه بجزيل الشكر لسمو الشيخ ناصر بن حمد ال خليفة وسمو الشيخ خالد بن حمد ال خليفة اللذين كانا دائما يدعمان كل الانشطة التي يقوم بها اتحاد الجاليات الاجنبية . لقد اقيمت فعالية / شكرا البحرين / تحت اشراف سمو الشيخ ناصر بن حمد الذى كان دائما معنا وشجعنا و ألهمنا . لقد كان الشيخ ناصر والشيخ خالد مستعدين للوقوف بجانب الجاليات الاجنبية واود ان اشكرهما من صميم قلبنا لان تفانيهما في خدمتنا جعلنا نشعر حقا باننا جزء لا يتجزأ من العائلة البحرينية الواحدة . صاحب الجلالة ، ان الحضور اليوم - اجانب وبحرينيين - ننتمي للعائلة البحرينية الواحدة وفخورين ان نحييكم كأب لهذا الوطن ... وطننا ... مملكة البحرين .ان هذه المملكة استقبلتنا بالأحضان واعطتنا الحب والاحترام والحقوق والحرية كما لم تفعل اي دولة اخرى في المنطقة .كأجانب نعتبر ان الحريات ونمط الحياة الذين نتمتع به هنا يفوق كثيرا ما توفره بلداننا الاصلية صاحب الجلالة لقد اعطيتم الكثير لجاليتنا ونود ان نرد بالمثل لمملكة البحرين كونها عائلتنا لقد حاولنا ان نقوي اواصر الحب والتسامح والاحترام المتبادل لكي نتمكن من العيش في جو من السلام والانسجام . لقد اردنا ان يتمكن ابنائنا ان يتعلموا من بعضهم البعض وينمو ابنائنا من اجل الحصول على مستقبل ناجح ومزدهر .ان احلامنا ورغبتنا الكبيرة في النجاح دعمت بالتزام ونصائح صاحب السمو الامير اندرو الذي التحق بالجالية الاجنبية ليقدم هدية للناشئة في البحرين .اننا فخورون بالإعلان عن جوائز الملك حمد ، و ان برنامج جوائز الملك حمد ، الاول من نوعه في المنطقة ، يمثل بادرة اخرى تتميز بها البحرين التي دائما ما كانت الاولى في مجالات التعليم ومشاريع التنمية ان جوائز الملك حمد سوف لن تبق في البحرين فقط بل ستكون عالمية وستنشر روح العائلة البحرينية الواحدة سوف تمنح هذه الجوائز للبحرينيين والاجانب كأخوة واخوات ان جوائز الملك ستساعد في تدريب وتحفيز ابنائنا وتنمي مهاراتهم ومعارفهم وثقتهم بأنفسهم لكي يستطيعوا ان ينجعوا في هذا المجتمع الكوني اننا سعداء بالإعلان ان صاحب السمو الامير اندرو دوق يورك سيبقى الرئيس العالمي لجوائز الملك حمد ونحن ممتنون بدعمه هذا .. ان هذه الخطوة سوف تقوي العلاقات الخاصة والتاريخية بين مملكة البحرين والمملكة المتحدة وهو المشروع المثالي للاحتفال بمرور 200 سنة منذ انطلاق العلاقات الثنائية. صاحب الجلالة كما قال السير ونستون تشرشل ان "امبراطوريات المستقبل هي امبراطوريات العقل" ونعتقد ان جوائز الملك حمد تمثل امبراطوريات لبناء مستقبلنا .اننا نعيش في البحرين التي هي مجتمع متعدد الثقافات وديمقراطي . لقد ولد الكثير من افراد الجاليات الاجنبية في مجتمعات ديمقراطية ولذلك هم يفهمون انهم مع الحقوق الديمقراطية هناك مسئوليات . صاحب الجلالة اننا مستعدون ان نتحمل مسؤولياتنا ونقوم بواجباتنا نحو هذا الوطن من اجل المصلحة العامة للمجتمع . نود ان نتقدم بطلب التمتع بحقنا ان نكون ممثلين رسميا في البرلمان ومجلس الشورى ، مثل ما هو الامر في المملكة المتحدة ذات المجتمع المتعدد الذى تتمتع فيه الاقليات بالتمثيل في مجلس اللوردات والبرلمان الاوروبي ومؤسسات اخرى وهناك اعتراف بحقوقهم . ان الجاليات الاجنبية في البحرين تمثل نسبة كبيرة من السكان ونعتقد ان الوقت قد حان للاعتراف بحقوقنا بهذه الطريقة اننا يا جلالة الملك نتقدم بهذا الطلب ليس رغبة منا في المشاركة في المسائل السياسية المحلية بل لأننا اضطررنا احيانا لذلك بسبب اولئك النشطاء السياسيين المتطرفين واستمرارهم في ارتكاب اعمال العنف والتخريب . ان اطفالنا يشاهدون اعمال العنف والتخريب يوميا وهم في غدوهم ورواحهم الى مدارسهم . يجب ان نكون واضحين ونقول ان هذا الذي يحدث غير منطقي كما يجب حماية كل اطفالنا على حد سواء ، بحرينيين و مقيمين على حد سواء من مثل هذه الاعمال الشنيعة حيث ان اطفالنا يكبرون وهم يعتقدون ان العنف عمل عادي وهو ما قد يرسخ فيهم هذه الذهنية ويجعلهم يمارسون العنف عندما يكبرون . والمؤسف حقا ان اطفالنا يسافرون الى الخارج ويروون قصص العنف التي يعيشونها وهو ما يعطي انطباعا خاطئا وسلبيا عن الحياة في مملكة البحرين. اننا يا جلالة الملك انما نطالب بكل بساطة بحقنا في حماية كل اطفالنا وخدمة المجتمع وحماية صورة مملكة البحرين . اننا لنتألم كثيرا ونشعر بكثير من الغضب عندما نسمع ما يسمى برموز المعارضة وهم يقدمون للعالم صورة خاطئة ومعلومات لا اساس لها من الصحة عن الحياة في البحرين . لقد كانت مملكة البحرين على مر تاريخها العريق رائدة في المنطقة على مختلف الاصعدة كما ان حكامها وشعبها قد عرفوا بمناقبهم الراسخة من طيبة وكرم الضيافة وحسن وفادة الاجانب بل ان كرم الضيافة يكاد يكون طبيعة ثانية في شعب البحرين حتى انه يصعب على المرء مفارقة مملكة البحرين لما تتسم به من طيب العيش ودفء المعاملة . اننا نسمع اليوم الكثير عن " الحرية " و " حقوق الانسان " في مختلف انحاء العالم غير ان هذه المفاهيم غير جديدة بالمرة على مملكة البحرين . ففي سنة 1900 تقريبا شيدت اول كنيسة على مستوى الخليج في مملكة البحرين فقد انشأها القساوسة الامريكيون ما مثل اضافة الى النسيج الديني من مسلمين ويهود وهندوس وبوذيين وسيخ حيث كانت كل هذه الجاليات تتعايش في كنف السلام وتتعبد وتقيم شعائرها بكل حرية على مدى قرون . لم يكتشف بقية العالم مفاهيم الحرية والمساواة إلا في سنة 1948م عندما اطلق الاعلان العالمي لحقوق الانسان . لقد حصلت الكثير من الشعوب في العالم الان على حقوقها التي كانت فيما مضى حلما صعب المنال غير ان مملكة البحرين - هذه الجزيرة الصغيرة في منطقة الخليج العربي - ظلت تعيش هذا الحلم على ارض الواقع على مدى قرون كاملة . لقد قامت مملكة البحرين على اساس التسامح والاحترام المتبادل في وقت كانت فيه اغلب دول وشعوب العالم الاخرى تكافح من اجل نيل ابسط حقوقها الاساسية علما وان الكثير من مناطق العالم لا تزال الشعوب فيها تكافح حتى اليوم من اجل ابسط حقوقها وحرياتها اما في البحرين فان مثل هذه الحقوق والحريات باتت من الامور المسلم بها . لا تزال البحرين اليوم برؤيتها التقدمية والليبرالية المنفتحة تقود المنطقة في النهوض بواقع حقوق الانسان التي لا تشمل المواطنين فقط بل انها تمتد لتشمل كل من يعيش على ارضها . ان مملكة البحرين تقول لنا جميعا اليوم " نحن جميعا سواسية " . لقد منحتنا مملكة البحرين العديد من الحقوق والحريات وقد سعينا لإيجاد طريقة نعبر فيها لمملكة البحرين عن عظيم امتناننا واعترافنا بالجميل وهو ما دعانا الى اطلاق فعاليات " شكرا البحرين "والتي اثبتت نجاحها وشعبيتها حيث ان ما يناهز 40 الف بحريني ومقيم قد تجمعوا للمشاركة والاحتفال معا . مع ذلك لم تصل فعاليات " شكرا البحرين إلى العالم " لذلك فإننا يا جلالة الملك قد اطلقنا مبادرة اسميناها " هذه البحرين " وهى عبارة عن معرض ومؤتمر سيتم تدشينهما في لندن في مركز الملكة اليزابيث في وستمنستر . اننا سنروي من خلال هذه الفعالية المنتظرة في لندن للعالم قصتنا تحت شعار " عائلة واحدة ، بحرين واحدة " . لقد اشركنا كل المؤسسات الدينية من مختلف المذاهب والطوائف ، اضافة الى النوادي والجمعيات والمؤسسات حتى نصور واقع الحياة في مملكة البحرين - مملكة البحرين التي ننعم فيها جميعا بالحريات ونتعايش فيها في كنف السلام والانسجام والوئام والوحدة والاحترام المتبادل وهي ايضا المكان الذي يرتبط فيه البحرينيون وحكامهم ونحن المقيمون بوشائج الحب والود التي ستظل تجمعنا دائما كعائلة واحدة في بحرين واحدة .انه يسعدنا ان يكون دوق يورك الامير اندرو المتحدث الرئيسي في فعالية " حوار البحرين في مؤتمر لندن " حيث سنقول للعالم اجمع بكل فخر واعتزاز " هذه البحرين " - البحرين الحقيقية التي نفخر بها جميعا - صاحب الجلالة بقطع النظر عما عشناه وعن التحديات التي قد نواجهها في المستقبل فإننا نقول ما قاله القس مارتن لوثر كنج " سنتغلب على كل الصعاب " صاحب الجلالة اننا نقوم بهذا كعربون حب واعتراف بالجميل و الأهم من ذلك كله اننا اطلقنا مبادرة " هذه البحرين " لأننا نعتبر ان " البحرين تأتي اولا " كما اننا نعتقد ان " البحرين جديرة بما هو افضل . أود ان انهي بهذه الكلمات المأثورة عن المهاتما غاندي " كلما واجهت خصما لك فتغلب عليه بالحب " .جلالة الملك .. هذه البحرين . ثم القت الطالبتان جابي ولسون و جنيفر جلبيرت كلمة أمام جلالة الملك المفدى:صاحب الجلالة، أصحاب السمو الملكي، أصحاب السعادة، أيها السيدات و السادة، إسمي جابي ولسن و أنا إسمي جنيفر جلبيرت لقد مرت ثلاث سنوات تقريبا منذ أن حظينا بشرف مخاطبة جلالتكم و اليوم نشعر بشرف أكبر لدعوتكم لنا للحضور أمامكم مرة أخرى. في ذلك الخطاب، وصفنا رحلة حياة كلينا، نحن اللتان ولدنا في البحرين وكنا جد محظوظين بقضاء سنواتنا التكوينية في هذه الجزيرة الجميلة. إن العيش في البحرين غرس في نفوسنا شعورا قويا جدا من الانتماء لهذا المجتمع والحب لهذه الجزيرة التي نعتبرها 'الوطن'. لقد عشنا في البحرين حتى تخرجنا من مدرسة سانت كريستوفر، و في سن ال 18، انتقلنا إلى المملكة المتحدة لمتابعة دراستنا الجامعية. إن مغادرة الجزيرة التي نسميها وطننا للذهاب إلى الجامعة كان عاطفيا جدا لكلينا، ومع ذلك، و أينما كنا، لن ننسى أبدا الدروس التي تعلمناها من الشعب البحريني حول الانسجام والطيبة والوداعة. لذلك ليس من المستغرب أنه عند انتهاء فترة دراستنا، فإننا نقضي إجازتينا هنا في البحرين، أو بالأحرى نعود إلى "وطننا". لقد قدمت لنا النشأة في البحرين العديد من الفرص. كما كنا محظوظين للغاية أن تتاح لنا الفرصة للدراسة في البحرين وفي مدرسة سانت كريستوفر طوال حياتنا المهنية و الأكاديمية. لقد اندمجنا في بيئة أكاديمية قوية تتميز بمجموعة متنوعة غنية من الأنشطة اللاصفية؛ تنوع الطلبة المنتمين إلى أكثر من 70 جنسية، و هوما يعكس تنوع سكان البحرين. تستضيف البحرين العديد من المدارس ذات المناهج المختلفة، بما في ذلك البريطانية والأمريكية والآسيوية والعربية، و هذا ما يعزز كذلك تنوع سكان المملكة، و يؤكد الاستعداد الدائم لقبول مختلف العادات والثقافات والأديان في المملكة. نود أن نعرب عن امتناننا الكبير لحكومة وشعب البحرين لتوفير بيئة ودية، مرحبة وآمنة لكي نعيش و نزدهر. غالبا ما نُسأل: "من أين أنت؟" ونحن نجيب دون تردد " من البحرين"، - على الرغم من أننا بريطانيان وقضينا عامين تقريبا هناك للعيش و الدراسة. إننا فخوران للغاية أن نقول إن البحرين 'وطننا'. إننا نتطلع لكل إجازة من أجل العودة إلى 'الوطن" ! يتقاسم الكثيرون من الجاليات الأجنبية معنا هذا الشعور الراسخ بالانتماء والولاء لهذا الوطن – و لهذه الأسباب تعتبرالبحرين بلدا موحدا و فريدا من نوعه. نود أن نشيد بالدور الفعال الذي لعبه جلالة الملك حمد والحكومة البحرينية الموقرة في قيادة المملكة نحو مستقبل المملكة. لقد تم بناء هذا البلد على أسس التكافل الإجتماعي، والقوة والإيمان - وتحت قيادتكم، ستواصل البحرين هذا النهج الخير. إننا مدينون للبحرين كثيرا على إتاحة الفرصة لنا لقضاء طفولتنا، وسنواتنا التكوينية – و هي أفضل سنوات حياتنا - في هذه الجزيرة الرائعة. نحن نؤمن إيمانا راسخا بأن ما حققناه اليوم كان بفضل هذه الجزيرة التي تربينا فيها. لقد أكدنا في خطابنا السابق أنه بإمكانك أن تأخذ الشخص من البحرين ....... ولكن لا يمكنك أن تأخذ البحرين من قلبه، و اليوم نؤكد من جديد أن هذا جد صحيح. شكرا لك يا صاحب الجلالة، ولمملكة البحرين، على كل ما تعنونه بالنسبة لنا، وما قمتم به من أجلنا. سوف تبقون دائما في قلوبنا. بعدها تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى بتوجيه كلمة سامية هذا نصها : صاحب السمو الملكي الامير اندرو الضيوف الكرام انه من سعادتنا ان نستقبلكم اليوم في قصر الصخير وخاصة بحضور صاحب السمو الملكي الامير اندرو.لقد لعب صاحب السمو الملكي منذ وقت طويل دورا مهما في الارتقاء بالعلاقات الوثيقة التي تربط المملكة المتحدة بمملكة البحرين ونحن نقدر له عاليا جهوده المتواصلة في هذا المجال كما نود ان نشكر كل الذين ساهموا في تنظيم هذا اللقاء .لقد استقبلت البحرين منذ مئات السنين ، ان لم نقل الالاف كل الذين يأتونها ليعيشوا فيها كوطن لهم ويتقاسمون معنا حياتنا.ان الحجم الكبير للجاليات الاجنبية في البحرين تؤكد على تواصل هذه التقليد الحميد . وهم يعلبون دورا بناء في بناء اقتصادنا المتطور ويعملون جنبا الى جنب مع اصدقائهم وزملائهم البحرينيين من اجل مصالح مجتمعنا المشترك . لقد تعودنا على المستوى المتميز لتفاني الجاليات الاجنبية في مهنهم من اجل دعم مسيرة التقدم والتنمية في مملكة البحرين .لقد قدمتم مساهمات كبيرة في دعم علاقات البحرين ببلدانكم الاصلية الممتدة لقرون .. يواصل مجتمعنا الاستفادة من تواجدكم هنا ومساهماتكم . لكننا لا نهمل تفانيكم في العمل بل نقدره عاليا.وبما اننا نواصل تقدمنا في انجاز رؤيتنا في تقدم وتطور مملكة البحرين نعتبر ان مهاراتكم المتعددة وتجاربكم ومساهماتكم مهمة في دفع الاقتصاد البحريني لتحقيق نمو مستدام في القرن الحادي والعشرين من اجل الحفاظ على التنوع الثقافي الذي يتميز به المجتمع البحريني القائم على قيمنا ورؤانا المشتركة .سوف تبقى البحرين وفية لتقاليدها بتوفير مناخ ملائم لاستقبال شركائنا من كل ارجاء العالم ولدينا رغبة كبيرة ان تجد الاجيال القادمة من الجاليات الاجنبية البحرين بلدا يوفر الحفاوة و حسن الاستقبال.