سيتوجه مختلف الفرقاء السوريين غداً الخميس إلى جنيف لبحث حل للأزمة السورية التي مزقت البلاد على مدى 7 أعوام. والسؤال هنا، ماذا بعد جنيف؟ خاصة أن مباحثات أستانة لم تثمر أية نتائج، وحتى الجولة الثانية منها لم تستطع أن تثبت وقف إطلاق النار. فطائرات النظام السوري أوقعت 20 قتيلاً في غارات امتدت قرابة أسبوعين قبل بدء محادثات جنيف. وحتى اليوم لم يفلح المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا في إيجاد آلية لمراقبة وتثبيت وقف إطلاق النار، وكيف يمكن للمحادثات السياسية أن تنجح طالما أن هناك معارك دائرة؟ فأساس أي حل سياسي هو وقف ثابت لإطلاق النار. هل يمكن أن تأتي الجولة الرابعة من المفاوضات في جنيف بحل ينهي الحرب ويرضي مختلف الأطراف؟ أم ستبوء هذه الجولة بالفشل كما باءت أخواتها. لنجاح أي حل فإن التوافق الروسي الأمريكي ضروري. وهنا ربما وجود دونالد ترامب كرئيس سيكون عاملاً في صالح الحل. فهيلاري كلينتون كان موقفها شديد العداء من روسيا بينما ترامب موقفه أكثر انفتاحاً على موسكو. حتى وزير خارجيته ريكس تيلرسون لديه علاقة جيدة مع روسيا. وهناك أسئلة تطرح نفسها منها، هل التوافق الروسي الأمريكي سيجعل روسيا تغير موقفها من مصير الأسد؟ فالمفاوضات السابقة فشلت بسبب تشبث روسيا بالأسد. وأيضاً هل يمكن أن تقنع الإدارة الأمريكية الروس بالتخلي عن الأسد وعن تحالفهم مع الإيرانيين؟ خاصة بعد أن طمأن تيلرسون حلفاءه وهم المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة، وتركيا وفرنسا أن الولايات المتحدة لم تغير موقفها من الأسد وذلك خلال اجتماع عقد في ألمانيا مع وزراء الدول الكبرى يوم الجمعة الماضي. وما هو الثمن الذي يمكن أن تتكبده أمريكا حتى تدفع روسيا باتجاه حلحلة؟ وبالرغم من تشعب الأزمة السورية وتشتت المعارضة وكثرة المتداخلين الدوليين والإقليميين، تبقى العثرة الأساسية في إيجاد أي حلحلة سياسية ألا وهي مصير الأسد. وإذا لم يتم الاتفاق بشكل أو بآخر على تحديد مصير الأسد فلن يكون هناك حل نهائي في سوريا وستفشل هذه الجولة من المحادثات كما فشلت سابقاتها.
الرأي
ماذا بعد جنيف؟
22 فبراير 2017