تحول تاريخ بعض الدول إلى عبء يشدها إلى الخلف بقوة، ويضع حواجز بينها وبين المستقبل، لكن الصين تجاوزت معاكسات التاريخ حين أعادت إنتاج جزء من ماضيها عبر مشروع طريق الحرير الجديد، لخلق نفس التأثير الكبير للطريق القديم على ازدهار الحضارات القديمة مثل الحضارة الصينية والمصرية والهندية والرومانية. حيث تعتزم الصين إنشاءه ليربط بين قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا، عبر تأسيس صندوق برأسمال 40 مليار دولار، والبنك الآسيوي للاستثمار برأسمال 500 مليار دولار. ومفتاح الإغراء هو جعل قطع المسافة بين الصين وأوروبا 48 ساعة فقط فيما تحتاج السفن إلى حوالي شهر.
ولن تخطئ عين من يعرف القليل عن الإستراتيجيات أن طريق الحرير هو إستراتيجية بكين الناعمة لمنافسة أمريكا على الأسواق، وهو مشروع لن يمكن الصين من فك الحصار الأمريكي عليها فحسب بل يمثل ما تعنيه الكلمة لمفهوم «الانفتاح الاقتصادي والحضاري» فقد أحبطت أمريكا إنشاء خط أنابيب غاز كان سيربط إيران وباكستان والهند ليصل إلى الصين، لأنه كان سيشكل تهديداً حقيقياً للمصالح الأمريكية في آسيا وعلى مستوى العالم كله. وجاء الرد الصيني 2013 معلناً مشروع القرن «إحياء طريق الحرير». صحيح أن واشنطن وبكين تريدان إعادة أمجادهما، الصين بطريق الحرير الجديد، وواشنطن بإعادة الصناعات وتقليص بطالة الداخل عبر بناء سور يمنع العمالة المكسيكية الرخيصة من السوق الأمريكية، لكن المتابع يصل قسراً إلى أن إستراتيجية واشنطن جعلتها تبدو في مرحلة بناء أسوار حقيقية ونفسية حولها، فيما تشق بكين أكبر طريق في التاريخ ليصب فيها خيرات العالم!
وبما أن بنادر الخليج ذاكرتها اقتصادية في المقام الأول، لذا كان ترحيبها خطوة إيجابية. فحرب الإستراتيجيات هذه ستخلق فرصة تاريخية للخليج. حيث سيفعل المشروع السكة الحديدية الخليجية. وسيخلق إمكانية تصدير النفط الخليجي بطرق غير بحرية. كما إن لإسهام دول الخليج في البنك الآسيوي جدوى اقتصادية. وستكون دول الخليج لاعباً كبير في المشروع فهي تملك موقعاً جغرافياً مهماً ففي ثنايا المشروع نقل للمنافسة بين القوى العظمى من السيطرة على المضايق البحرية إلى المنافسة على المناطق الصحراوية الجيوإستراتيجية الرابطة بين الكتل المصدرة والمستهلكة، بل سنكون لاعباً كبيراً لامتلاكنا لطاقة العالم، كما تتمتع دول الخليج باستقرار يقلل المخاطر، كما إن الخليج كتلة اقتصادية قوية ذراعها المفتوح مرحباً بالمشروع هو المناطق الاقتصادية الحرة الكثيرة.
بالعجمي الفصيح
لن يكون من اللائق لدول الخليج أن تسلك طريق الحرير الجديد على قوافل من الجمال، بل عليها الاستعداد الجاد له. وألا تنصاع لضغوط خارجية ترى في المشروع مساساً بمصالحها في الخليج، فلسنا معنيين بدفع فاتورة ضيق الأفق والتقدير الإستراتيجي للغير.
ولن تخطئ عين من يعرف القليل عن الإستراتيجيات أن طريق الحرير هو إستراتيجية بكين الناعمة لمنافسة أمريكا على الأسواق، وهو مشروع لن يمكن الصين من فك الحصار الأمريكي عليها فحسب بل يمثل ما تعنيه الكلمة لمفهوم «الانفتاح الاقتصادي والحضاري» فقد أحبطت أمريكا إنشاء خط أنابيب غاز كان سيربط إيران وباكستان والهند ليصل إلى الصين، لأنه كان سيشكل تهديداً حقيقياً للمصالح الأمريكية في آسيا وعلى مستوى العالم كله. وجاء الرد الصيني 2013 معلناً مشروع القرن «إحياء طريق الحرير». صحيح أن واشنطن وبكين تريدان إعادة أمجادهما، الصين بطريق الحرير الجديد، وواشنطن بإعادة الصناعات وتقليص بطالة الداخل عبر بناء سور يمنع العمالة المكسيكية الرخيصة من السوق الأمريكية، لكن المتابع يصل قسراً إلى أن إستراتيجية واشنطن جعلتها تبدو في مرحلة بناء أسوار حقيقية ونفسية حولها، فيما تشق بكين أكبر طريق في التاريخ ليصب فيها خيرات العالم!
وبما أن بنادر الخليج ذاكرتها اقتصادية في المقام الأول، لذا كان ترحيبها خطوة إيجابية. فحرب الإستراتيجيات هذه ستخلق فرصة تاريخية للخليج. حيث سيفعل المشروع السكة الحديدية الخليجية. وسيخلق إمكانية تصدير النفط الخليجي بطرق غير بحرية. كما إن لإسهام دول الخليج في البنك الآسيوي جدوى اقتصادية. وستكون دول الخليج لاعباً كبير في المشروع فهي تملك موقعاً جغرافياً مهماً ففي ثنايا المشروع نقل للمنافسة بين القوى العظمى من السيطرة على المضايق البحرية إلى المنافسة على المناطق الصحراوية الجيوإستراتيجية الرابطة بين الكتل المصدرة والمستهلكة، بل سنكون لاعباً كبيراً لامتلاكنا لطاقة العالم، كما تتمتع دول الخليج باستقرار يقلل المخاطر، كما إن الخليج كتلة اقتصادية قوية ذراعها المفتوح مرحباً بالمشروع هو المناطق الاقتصادية الحرة الكثيرة.
بالعجمي الفصيح
لن يكون من اللائق لدول الخليج أن تسلك طريق الحرير الجديد على قوافل من الجمال، بل عليها الاستعداد الجاد له. وألا تنصاع لضغوط خارجية ترى في المشروع مساساً بمصالحها في الخليج، فلسنا معنيين بدفع فاتورة ضيق الأفق والتقدير الإستراتيجي للغير.