بقلم: الدكتور عزيز الخطيبيمثل كتاب "الطرق التربوية وعلم النفس من القرآن” جملة من المباحث التي كان يلقيها المؤلف على طلبته بمختلف المراكز التعليمية التي اشتغل فيها بالتدريس، كان المؤلف قد اعتنى بطبعها قبل وفاته -رحمه الله-.أراد الحبابي في هذا الكتاب أن يثير اهتمام المدرسين والتربويين والدارسين عموماً إلى طريقة القرآن المثلى في بناء الفرد والأُسرة والمجتمع بناءً تربوياً علمياً يشعّ نوره في آفاق الأقطار كلها لتستضئ بهديه قلوب الأنام المنفتحة جميعها.وقد شغف المؤلف بالطرق التربوية الحديثة وأساليب التدريس العصرية، فمضى يطالع ما جادت به قرائح الغربيين في هذا الميدان لاستثمارها بين صفوف طلابه، لكنه وجد ما في ظلال القرآن الوارفة معاني سامية وأساليب فنية متنوعة تراعي المقامات بدقة بالغة يفوق ويسبق ما أشاعته أقلام البيداغوجيين الغربيين بين مستويات التعليم، وشايعته الكثير من أقلام نظرائهم في أقطارنا العربية والإسلامية.ومعتمد العلامة أحمد الحبابي في ذلك هو علم البلاغة والأساليب البيانية؛ ومن ثمّ فقد انطوى الكتاب على مباحث مثل: الاستفهام، الحوار الممزوج بالقصة والخالي منها، وضرب الأمثال والالتفات.وقد عرضها -رحمه الله- بأسلوب سهل، وتحليل مسترسل عميق في كثير من الأحيان، مع ربطه لكل ذلك بالأهداف التربوية النبيلة للقرآن الكريم.والكتاب من الحجم المتوسط من مائة وواحد وثمانين (181) صفحة، وهو اليوم يروج في طبعته الرابعة (سنة 1430هـ - 2009م ر د م ك: 9-985-20-9954-978) لاشك أنّ نفعه على من يطلع عليه من تلاميذ وطلاب وأساتذة سيكون عظيماً.أثاب الله الفقيد وجعل ما تركه في ميزان حسناته، آمين.? أستاذ بدار الحديث الحسنية - الرباط