زهراء حبيب

أجلت المحكمة الكبرى الجنائية الرابعة، قضية بحرينيين متهمين بالتدرب على السلاح في معسكرات تابعة للحرس الثوري في إيران، لاستهداف المناطق الحساسة في البلاد من ضمنها وزارة الداخلية، إلى جلسة 15 مارس المقبل للاطلاع والرد.

وكشف المتهم الأول تفاصيل تدريبه في تلك المعسكرات على مختلف الأسلحة، وكيفية نقلهم من معسكر إلى آخر بحافلة بها ستائر وحاجب للرؤية، وأخذت منهم هواتفهم النقالة وجوازات سفرهم، وتلقوا تدريبات نظرية عن الجهاد وأنواعه، وعملية عن التصويب واقتحام المباني، وتمت تلك العمليات من خلال المتهم الثاني الملقب "بولد روكي"، بيد أن يقظة الجهات الأمنية كانت لهم بالمرصاد.

وقبل تنفيذ المتهمين لمخططاتهم، وردت معلومات إلى الجهات الأمنية عن تلقي المتهم الأول تدريبات عسكرية في إيران وهو يعد من أبرز العناصر المشاركة في أعمال الشغب والتخريب والمسيرات غير المرخصة بالبلاد القديم، ثم هو على تواصل مع عناصر إرهابية متواجدة في الخارج، وسافر إلى إيران بتنسيق ودعم من القيادات الإرهابية المتواجدة هناك.

وأكدت المعلومات تلقيه تدريبات على يد عناصر من الحرس الثوري الإيراني على عدد من أنواع الأسلحة، وكيفية فكها وتركيبها وطرق الرماية بها، بهدف تجهيز المتهم ليقوم بعمليات إرهابية مستقبلية في البحرين، وتم تكليفه بمراقبة الأماكن الحساسة ومن ضمنها وزارة الداخلية، وبعد إلقاء القبض عليه ضبط على معدات مجهزة للاعتداء على رجال الشرطة ومبالغ مالية.

واعترف المتهم الأول بأنه شارك في أعمال الشغب بالبلاد القديم، ويقود المجموعة المتهم الثاني الملقب "بولد روكي" وتوطدت علاقتهما حتى أصبح مطلوباً أمنياً، وسافر عام 2014 إلى إيران لأداء مناسبة الأربعين، وكان في استقباله المتهم الثاني، وأخذه إلى مسكن خاص بالمطلوبين والهاربين من البحرين ومكثا فيه لمدة خمسة أيام ثم عادا إلى البحرين براً عن طريق الكويت.

وظل على تواصل مع المتهم الثاني عبر البلاك بيري والواتساب، إذ طلب منه الأخير السفر إلى إيران لتلقي التدريبات العسكرية، كما طلب منه إيجاد شخص ثقة للحضور معه لكنه لم يتمكن من إيجاد شخص آخر.

وتكفل المتهم الثاني بمصاريف سفره، إذ ترك له ظرفاً بداخله 200 دينار في أحد المساجد حتى يقوم بشراء تذكرة السفر من خلال مكتب للسفريات وبالفعل تمت العملية وسافر إلى مشهد مباشرة.

وتواصل مع المتهم الثاني الذي أعطاه عنوان إقامته هناك، وأخبره بأن الهدف من دعوته لزيارة إيران هو تلقي تدريبات عسكرية في منطقة طهران بأحد المعسكرات التابعة للحرس الثوري، وأنه سيتم تدريبه على الأسلحة النارية بمختلف أنواعها.

وأشار إلى استقباله من قبل أحد الأشخاص البحرينيين الذي أخذ منه هاتفه وهواتف من معه، وجوازات سفرهم، وجميع متعلقاتهم الشخصية، وتم نقلهم بواسطة حافلة مزودة بستائر وحاجب رؤية إلى مبنى من طابق واحد وطلب منه الاستراحة لليوم التالي لبدء برنامج التدريب العسكري.

وفي اليوم الأول حضر لهم شخص إيراني الجنسية وأخبرهم بأنه مدرس للشريعة الإسلامية وحاضرهم عن الجهاد وأنواعه وأحكامه، ووجوبه، وتفسير الآيات القرآنية، وبعدها حضر شخص آخر عرف نفسه بأنه مدرب للأسلحة، وزودهم بمعلومات عن السلاح الناري الفردي وكيفية فكه وتركيبه.

وتلقوا تدريبات على استخدام نوع آخر من الأسلحة وهو "pkc"، وحضر مدرب آخر لتدريبهم على سلاح الكلاشنكوف، كما تطرق تدريبهم خلال تلك الفترة على كيفية مسك الأسلحة والتصويب والوضعيات الخاصة بالرماية، وتعبئتها بالذخيرة.

وفي اليوم الخامس تم تزويدهم بالملابس والأحذية العسكرية لارتدائها والتوجه للرماية، وتم أخذهم إلى معكسر آخر في منطقة جبلية وتم التدرب لمدة ساعتين على التصويب والرماية.

وتدرب المتهم الأول والثاني على كيفية اقتحام مبنى باستخدام سلاح الكلاشنكوف، وبعد مضي نحو 11 يوماً في إيران عاد إلى البحرين، وطلب منه المتهم الثاني رصد السيارات الأمنية، كما طلب منه في أحد الأيام التوجه لمقبرة سترة وتحديداً لأحد القبور لاستلام سلاح فرد وأرجعه لذات المكان بعد 3 أيام بناءً على طلب من المتهم الثاني.

وأقر المتهمان أنهما في عامي 2015 و2016، المتهم الأول تدرب على استعمال السلاح والمفرقعات بمعسكر الحرس الثوري في جمهورية إيران بقصد ارتكاب جرائم إرهابية وحاز وأحرز سلاحاً نارياً بغير ترخيص من وزير الداخلية وكان ذلك تنفيذاً لغرض إرهابي.

المتهم الثاني اشترك بطريق التحريض والاتفاق والمساعدة مع المتهم الأول في ارتكاب الجريمة بأن حرضه على تلقي تدريبات واتحدت إرادته معه على ذلك وساعده بأن تولى تسهيل سفره إلى إيران لإتمام أعمال التدريب العسكري في أحد المعسكرات.

ويملك المتهم الثاني المدان في عدة قضايا جنائية تتعلق بالتجمهر واستهداف رجال الشرطة، 41 أسبقية وهو لا يتعدى 28 سنة.

وعقدت الجلسة، برئاسة القاضي علي الظهراني وعضوية القاضيين، أسامة الشاذلي ووائل إبراهيم وأمانة سر أحمد سليمان



=

المختار