كتب – عبدالرحمن محمد أمين:يوسف نجم يوسف أحد أبناء المحرق. ولد العام 1942م. شهدت حياته الكثير من المحطات. بدءاً من الدراسة في مدرسة الهداية الخليفية الثانوية، مروراً بالحياة العملية، وحتى تقاعده عن العمل العام 2006 م بعد خدمة 46 عاماً. حقق نجم العديد من الإنجازات؛ وضع برنامجاً خاصاً برقابة المصروفات المتكررة، كما ساهم بوضع آلية الصرف على المكاتب، وعرض مشروعاً على الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي بالكويت أخذت به. وقد توج إنجازاته بالحصول على وسام الملك من الدرجة الثالثة نظير مشاريعه. كان لنجم نشاط رياضي واجتماعي، إذ انضم إلى فريق المريخ منذ تأسيسه وكان يضم أشهر اللاعبين. كما كان رئيساً لمجلس إدارة نادي مدينة عيسى، حيث ساهم في إنشاء محلات تجارية له عادت عليه بالخير. في هذا اللقاء مع الوطن، يتحدث نجم عن محطات حياته الغنية بالإنجارات... تركت الدراسة لمعاونة الوالديقول نجم: ولدت العام 1942م في فريق الشيوخ، بالقرب من منزل المرحوم الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة. وربيت في بيت أسرة بسيطة. وبدأت بالدراسة في مدرسة الهداية الخليفية العام 1948م، أسوة ببقية أطفال المحرق. ونتيجة ظروف عائلية تركت الدراسة بعد وصولي إلى الصف الرابع الابتدائي؛ لكي أساعد والدي الذي كان يعمل شرطياً في الأمن العام، بعد إصابته بحادث عمل. وبدأت حياتي العملية موظفاً في بلدية المحرق العام 1958م. وكنت أعمل مساءً لدى أحد تجار المحرق في بيع "الصل والفتيل” والمسامير. وأتذكر أن راتبي في البلدية كان 15 ديناراً شهرياً، وعند التاجر دينار ونصف شهرياً. افتتاح أول مشروع للمياهويضيف: كان من حسن حظي شروع الحكومة في مشروع توصيل المياه إلى المنازل. حيث كانت البيوت وقتها تعتمد على "السقاي” لجلب المياه لها. وقد حضرت حفل افتتاح أول مشروع للمياه تحت رعاية صاحب العظمة المغفور له الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين آنذاك. وقد تم نقلي من بلدية المحرق إلى إسالة المياه، فكنت مسؤولاً عن توصيل المياه إلى البيوت. وكنت أدور على المنازل وأملأ الاستمارات الخاصة بالتوصيل، وبعد عودتي إلى المكتب أقوم بتسجيل تلك المعلومات في سجلات خاصة. وفي نهاية كل شهر أكتب فواتير مصاريف المياه وتوزيعها على البيوت بنفسي. وكان سعر استهلاك المياه 8 روبيات شهرياً. وبعد جمع المبالغ المدفوعة أدون أرصدة الدفع في سجلات خاصة، بالإضافة إلى إرسال إنذارات للمتخلفين عن الدفع. وأطلب من القسم الفني قطع المياه عن البيوت المتخلفة عن التسديد. ومع زيادة الرقعة السكانية وارتفاع عدد المستهلكين ارتأت الحكومة زيادة عدد الموظفين، واستمر دخل المياه يدخل في موازنة البلدية كمساعدة لها لإنجاز أعمالها. حتى العام 1960م. عندما تم إنشاء إدارة رسالة المياه وتم تعيين مدير لها وكان المرحوم حسين بن مطر، وكانت هذه الإدارة تابعة لدائرة الأشغال، حيث تم تعيني مشرفاً على فرع مدينة المحرق. وبعد تعديل الوضع الحكومي ودمج بعض الإدارات تم إلحاق إدارة إسالة المياه بوزارة التنمية والخدمات الهندسية، وكان وزيرها المرحوم يوسف بن أحمد الشيراوي، فتم ترشيحي العام 1972م من بين الموظفين المجتهدين. حكاية الخبير الأمريكي ويتابع نجم: أتذكر أنني عملت إلى جانب خبير إنجليزي بعد الاستقلال يعمل على فصل المعدات التابعة للحكومة عن المعدات المملوكة للجيش البريطاني ليأخذ كل جانب ما يخصه. ومن خلال متابعتي له وزيارته في بيته وجدت صناديق كبيرة وكثيرة جاهزة للشحن باسمه شخصياً. وعندما استفسرت منه عنها قال: إنه سيقوم بإرجاعها للحكومة بعد ذلك. بعدها تم نقلي إلى إدارة الكهرباء كمشرف على إدارة الحسابات. فداخلني الطموح للدراسة أملاً بالوصول إلى مراكز إدارية كبيرة؛ فالتحقت بكلية الخليج للتكنولوجيا لمدة سنتين حصلت بعدها على شهادة في نظم المحاسبة، وتم تعييني بعدها مسؤولاً عن الموظفين، وتم تعيين خبير أمريكي من أصل فلسطيني وعينت أنا مساعداً له، وبعد أن رأيت تلاعبه في المصروفات قام بعزلي عن عملي كمساعد له، ونقلني إلى مكان آخر. وعندما لاحظ المرحوم جاسم المطوع وكان وكيلاً بوزارة المالية آنذاك عدم توقيعي على سندات الصرف، سألني عن ذلك فأوضحت له التلاعب الموجود، فقام بنقلي إلى وزارة المالية وكلفني بالتدقيق على كل مستندات الصرف الصادرة من وزارة الأشغال قبل أن تصل إلى الخبير الأمريكي لاعتمادها. بعدها تم إيقاف ذلك الخبير على العمل. وعندما وصل الأمر إلى وزير المالية حينها طلب من وزير الأشغال عدم حضور ذلك الخبير إلى دار الحكومة. الدراسة في أمريكا ويشير نجم إلى أنه أرسل بعد ذلك إلى الولايات المتحدة الأمريكية في دوره دراسية، عيّن بعدها رئيساً لقسم الموازنة العامة مسؤولاً عن المصروفات المتكررة. ويضيف: عملت هناك على وضع برنامج خاص برقابة المصروفات المتكررة، وساهمت في وضع آلية الصرف على المكاتب، وقد وفّر هذا البرنامج على موازنة الحكومة مبالغ كبيرة، حتى أنني حصلت على مكافأة قدرها 100 دينار بعد نجاح هذا النظام الذي أرسله بعد ذلك وزير المالية لجميع الوزارات للالتزام به. وبعد 23 سنة من الخدمة في الحكومة قررت الاستقالة وانتقلت إلى الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية في بداية تأسيسها، وعيّنت مديراً لإدارة الاشتراكات التأمينية والإحصاء، وقد بدأت عملي بوضع نظام الكمبيوتر لأداء الأعمال بدلاً من العمل اليدوي. وأثناء إحدى سفراتي العملية إلى الكويت عرضت عليهم مشروعي فأعجب به مسؤولي الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي هناك وأخذوا بالعمل به فوراً. وقد حصلت أثناء عملي على وسام الملك من الدرجة الثالثة. وقد عملت لمدة 23 سنة بوازرة المالية و23 سنة أخرى في التأمينات الاجتماعية، حتى تقاعدت عن العمل العام 2006م بعد خدمة استمرت 46 عاماً. علاقتي بالرياضة لا تزال قوية وحول علاقته بالرياضة يقول نجم: نشاطي الرياضي بدأ منذ طفولتي، فانضممت إلى فريق أشبال النهضة "البحرين” حالياً العام 1957م. بعدها انتقلت إلى فريق المريخ منذ تأسيسه، وكان من الفرق القوية، يضم أشهر اللاعبين أمثال المرحوم حمد الرويعي، إبراهيم علي إبراهيم، وفرحان مبارك. وكان قد فاز على فريق المحرق في إحدى الدورات الصيفية، وحصل على درع البطولة الذي كان يقدمه متجر كريم آغا للرياضة. وكان من أبرز لاعبيه الشيخ عيسى بن أحمد آل خليفة. وعندما طلبنا الانضمام لاتحاد الكرة، كان رد المرحوم سيف جبر المسلم وكان أمين سر الاتحاد: "أخاف أن تكونوا كالخيل الفارسية ترى نفسها سبّاقة وعندما تدخل السباق تطلع الأخير”. وتم قبولنا بالدرجة الثالثة، فأخذنا البطولة من أول سنة وانتقلنا إلى الدرجة الثانية. وبعدها بسنة أخذنا البطولة مرة أخرى وانتقلنا إلى الدرجة الأولى. وعندما جاءت فكرة دمج الأندية انضمت 5 فرق هي؛ فرق المريخ والنيل والوحدة وشط العرب والقاهرة تحت مسمى نادي الخليج. بعدها فقدت كل الكؤوس والدروع التي حصل عليها فريق المريخ، ولا نعرف إلى يومنا هذا من أخذها.نشاط اجتماعيوبشأن نشاطه الاجتماعي يقول نجم: بعد انتقالي للسكن في مدينة عيسى التحقت بنادي مدينة عيسى كسكرتير لمجلس الإدارة. بعدها صرت رئيساً لمجلس الإدارة. وكان لي دور كبير في انتشار محلات استثمارية لزيادة الدخل، إلا أنني لم استمر طويلاً في النادي ، إذ سرعان ما قدمت استقالتي. بعدها التحقت بمجلس جمعية مدينة عيسى التعاونية، وتم اختياري أميناً للسر، ورئيساً للجنة المباني. وكان لي دور بارز في بناء فرع الجمعية المؤجر حالياً على أسواق "آخر فرصة”، حيث أشرفت على البناء عندما كان عبدالعزيز فتح الله مديراً للجمعية. وكان أحمد مطر رئيساً للجمعية. وعندما فكرت الجمعية في إنشاء المبنى الرئيسي للجمعية، صادفتنا صعوبات كثيرة بسبب دخول أطراف قوية تريد استملاك تلك الأرض، وتأجيرها على الجمعية. إلا أنه وبسبب علاقاتي مع كبار المسؤولين في وزارة الإسكان ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية سابقاً استطعت الحصول على الأرض وبدأنا مشروع التنفيذ بعد سفرنا إلى الإمارات العربية المتحدة وقطر للاطلاع على مشاريعهم والاستفادة من خبراتهم.