حذّر نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، مما سماها سيناريوهات تقسيم سوريا؛ في حال فشلت التسويات السياسية للأزمات الإقليمية، لافتاً إلى أن بلاده تسعى لاستضافة بين الدول العربية وإيران خلال الفترة المقبلة.

وقال بوغدانوف لصحيفة "الحياة" اللندنية، الأحد، إن موسكو تسعى إلى تقريب المواقف بين الرياض وطهران، لافتاً إلى أن الحديث عن انسحاب إيران من سوريا سيكون مرتبطاً بالتوصل إلى تسوية نهائية للأزمة الدائرة فيها منذ ست سنوات.

ورفض المسؤول الروسي الاتهامات الموجهة لبلاده بالتحالف مع الشيعة ضد السنّة، مؤكداً أن التحالفات الروسية - الإيرانية لا تستهدف طرفاً ثالثاً.

حديث بوغدانوف -وهو أيضاً مبعوث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا- يأتي عقب انتهاء الجولة الرابعة من المفاوضات التي أجراها المبعوث الأممي، ستافان دي مستورا، مع المعارضة والنظام السوري في جنيف السويسرية على مدار تسعة أيام.

دي مستورا، أعلن، الجمعة التوصّل إلى جدول أعمال "واضح"، يتضمّن أهم العناوين التي تهم النظام والمعارضة، مؤكداً عزمه دعوة الأطراف السورية إلى جولة خامسة، في آذار/مارس الجاري.

وقال دي مستورا، بعد لقاءات جمعته بوفد النظام ووفود المعارضة الثلاثة؛ "أعتقد أن أمامنا الآن جدول أعمال واضحاً"، مشيراً إلى أنه يتضمّن "أربعة عناوين"؛ هي الحكم، والدستور، والانتخابات، ومكافحة الإرهاب، سيتم بحثها "بشكل متوازٍ".

وبدوره قال رئيس وفد المعارضة السورية إلى "جنيف 4"، نصر الحريري، إن هذه أول مرة ندخل فيها بعمق مقبول لنقاش مستقبل الانتقال السياسي في سوريا.

واعتبر بوغدانوف أن مسار التسوية في سوريا يجب أن يستند إلى المرجعية الدولية، واتفاقات مجموعة الدعم في فيينا (التي تحوّلت إلى قرار ملزم في مجلس الأمن)؛ لأنها تشكّل أساساً للتعامل مع المسارات الأمنية والإنسانية والسياسية والعسكرية في سوريا، بحسب بوغدانوف.

كما تسعى روسيا -بحسب نائب وزير خارجيتها- إلى المساعدة في بناء نظام علماني في سوريا، يأتي عن طريق انتخابات حرة ونزيهة وشفافة تجرى في الداخل والخارج، برعاية صارمة من الأمم المتحدة.

ومجدداً أكد المسؤول الروسي رفض بلاده وضع شروط مسبقة من بينها رحيل بشار الأسد عن السلطة، وتساءل عن "البديل المطروح"، معتبراً أن أي عملية انتقالية "ينبغي أن تكون على أساس دستوري وقانوني".

وبحسب بوغدانوف فإن الحديث عن انسحاب القوات الإيرانية من سوريا هو الآخر لا يمكن طرحه قبل التوصّل إلى تسوية نهائية؛ لأن "السلطة الشرعية التي ستنتخب على أساس دستوري هي صاحبة الحق في طلب انسحاب كل القوات الأجنبية من البلاد".

وشدد المسؤول الروسي على مبدأ السيادة ووحدة الأراضي، بالتوازي مع مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها، لكنه لفت أيضاً إلى أن "حق تقرير المصير ليس مدخلاً جيداً لحل المشكلة اليمنية"، مشيراً إلى التزام موسكو بوحدة الأراضي اليمنية.

ومن المقرّر أن تستضيف العاصمة الكازاخية، أستانة، اجتماعاً فنياً منتصف الشهر الجاري يغيب عنه النظام، في حين تحضره المعارضة وتركيا وإيران وسوريا، بحسب ما نقلته رويترز عن مصادر مقرّبة من المفاوضات قبل أيام.