تبدو العلاقات البحرينية القطرية في أحسن أحوالها، مدفوعة بزخم الزيارات الرسمية التي شهدتها العلاقات الأيام القليلة الماضية وتوّجها السبت اتصال هاتفي بين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة عاهل البلاد المفدى وصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر بحث أوضاع المنطقة وأشاد بزيارتي سمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد لقطر، في وقت يزداد فيه الدور الخليجي أهمية في محاولة لإطفاء حرائق ملفات تشعل أكثر من بلد في المنطقة.
التقارب البحريني القطري حدد جلالة الملك المفدى هدفه بما " فيه خير ومصلحة البلدين وشعبيهما"، وعبر سمو رئيس الوزراء عن تطوره المستمر باعتباره "نموذجاً فاعل للتعاون في شتى القطاعات"، فيما فتح سمو ولي العهد خلال زيارته " أبواباً واعدة للعمل المشترك" مع الشقيقة قطر. في حين شدد سمو أمير قطر على أهمية "الإسراع بخطى التعاون والتنسيق الثنائي بين البلدين بمختلف المجالات".
زخم علاقات البحرين وقطر يأتي بعد أسابيع من جولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الخليجية التي شملت الإمارات وقطر والبحرين والكويت، ولا يفصله عن قمة دول مجلس التعاون الخليجي التي انعقدت بالمنامة سوى شهرين، ما يؤشر إلى مرحلة جديدة من التعاون مع قطر ضمن سياق التكامل الخليجي الذي يزداد تأثيره ويرتفع مستوى ضرورته يوماً بعد آخر، خصوصاً على المستوى الاقتصادي والسياسي.
وفي حين ينتظر البحرينيون والقطريون أن تكتمل الجغرافيا بإنشاء الجسر بين البلدين، يبدو التاريخ أكثر حضوراً بالتركيز على العلاقات "التاريخية الأخوية" بين القيادتين والشعبين، وهو ما انعكس في زيارتي سمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد، وفي الاهتمام الإعلامي القطري الذي قوبلت به الزيارتان، وعبر عن نفسه بشكل ملأ كل الصحف ووسائل الإعلام القطرية، فيما تداعى كتّاب قطر للتعبير عن حبهم للبحرين وقيادتها بشكل لافت للاهتمام.
خرجت الزيارتان بفرص حقيقية واعدة للتعاون، وإن كان الاهتمام الشعبي البحريني القطري بنتائج الزيارتين بالغاً، فإن اهتماماً آخر قد لا يقل مستوى تعبر عنه شعوب المنطقة بالنظر إلى الدور الخليجي كملاذ وحيد لحمايتها من فوضى أعم وأشمل.