أفاد شهود عيان لمراسل "العربية" أن عدداً كبيراً من سكان الموصل عالقون تحت الأنقاض وجثث المدنيين في الشوارع، كما تحدثوا عن سماع صراخ من تحت ركام منازل وسط المدينة.
وأكد مراسل "العربية" أن أكثر من 50 مدنيا عالقون تحت الأنقاض في مناطق تل الرمان، وأفاد بأن القتال سيتوقف لإفساح المجال للبحث عن العالقين تحت الأنقاض في المناطق المحررة، لاسيما أن بعض المنازل دمرت بشكل كامل، إما بسبب الضربات الجوية أو بسبب مفخخات داعش.
وفي نفس السياق، أكد المرصد العراقي أن أعدادا كبيرة من المدنيين عالقون تحت الأنقاض في مناطق ما زالت تحت سيطرة داعش.
وأوضح "لقد كان في الموصل في مرحلة ما قبل الهجوم (...) وغادر قبل أن يتم عزل الموصل عن تلعفر" الواقعة غرب المدينة.
ونفذت القوات العراقية الخميس، حملة تفتيش في وسط الجانب الغربي من المدينة.
وقال عضو قوات الرد السريع المقدم عبد الامير المحمداوي لوكالة فرانس برس "اليوم لا تقدم أو فعاليات عسكرية. فقط تمشيط وسط المدينة ، وتفكيك الدور السكنية والمحلات (التجارية) والعمارات"، مضيفا انه يتم "البحث حاليا عن القناصين في وسط المدينة".
وتابع المحمدواي "حاليا ، لم يصدر امر من قيادة العمليات بالتقدم نحو المدينة القديمة"، مضيفا ان القوات ستتقدم فور صدور الامر.
وذكر عدد من الاهالي الذين تمكنوا من الهرب من المدينة، ان اليأس يسود بين الجهاديين. وقال عبد الرزاق احمد (25 عاما) موظف حكومي هرب مع مئات اخرين من المدينة باتجاه مواقع تواجد قوات الشرطة تنتظر خارج المدينة "كنا دورعا بشرية".
من جانبه، قال ريان محمد (18 عاما) الذي تعرض على يد الجهاديين الى 60 جلدة لعدم ادائه الصلاة ، ان "الجهاديين هربوا كالدجاج".
من جانبه، قال رئيس جهاز مكافحة الإرهاب بالعراق لرويترز الخميس إن القوات العراقية تهدف إلى طرد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية من غرب الموصل في غضون شهر رغم أنها تخوض قتالا صعبا في مناطق ذات كثافة سكانية عالية.
وقال الفريق الأول طالب شغاتي لرويترز في مؤتمر بالسليمانية "رغم القتال العنيف ... فنحن نمضي قدما بإصرار لإنهاء المعركة على الجانب الغربي خلال شهر."
وقال الفريق عبد الأمير رشيد يار الله قائد الحملة العسكرية إن قوات مكافحة الإرهاب استعادت حيي المعلمين والسايلو الخميس.
وداخل المدينة تقاتل قوات مكافحة الإرهاب إلى جانب الشرطة الاتحادية وقوة الرد السريع الخاصة التابعة لوزارة الداخلية والتي استعادت هذا الأسبوع السيطرة على منطقة المباني الحكومية ومتحف الموصل.
وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة الاتحادية يوم الخميس إن اشتباكات وقعت بالقرب من المتحف الذي سبق أن صور المتشددون أنفسهم فيه وهم يدمرون تماثيل ومنحوتات لا تقدر بثمن في عام 2015.
وقال المقدم حميد حبيب من قوات الرد السريع "الخط الأمامي يقع خلفه مباشرة. يوجد قناصة يرابطون في مباني الفنادق العالية على طريق خلف ذلك الخط."
وفي الموصل يفر المدنيون بأعداد أكبر مع اقتراب القتال من المدينة القديمة المكتظة بالسكان مما دق ناقوس الخطر من عدم قدرة المخيمات على استيعاب المزيد من النازحين بعد أن أصبحت شبه ممتلئة.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 40 ألف شخص فروا من القتال والمصاعب في الأيام العشرة الماضية مما رفع العدد الإجمالي للنازحين من الموصل منذ بدء الحملة إلى أكثر من 215 ألفا.
ودعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي السكان إلى البقاء في منازلهم وحث في الوقت نفسه المنظمات الإنسانية والوكالات الحكومية على تكثيف جهودها لمساعدة عشرات الآلاف من الفارين.