تباهى الرئيس التنفيذي لـ"تويتر" جاك دورسي، اثناء تقديم تقريره المالي الفصلي عن اداء الشركة، بالقول إن "العالم كله يتابع تويتر".

فالسياسيون ومدراء الشركات والناشطون والمواطنون الاعتياديون يتوجهون الى الموقع للاطلاع على كل تغريدة من الرئيس الاميركي الجديد، الذي أصبح من الناحية الفعلية ناطقًا باسم الموقع.

ولكن دونالد ترامب لم يعط تويتر الدفعة التي تحتاجها الشركة للخروج من وضعها المأزوم، كما يتضح من تقريرها الذي يبين تباطؤ نمو الايرادات وخسائر قدرها 167 مليون دولار. وكان نمو عدد المستخدمين بطيئًا ايضًا. فالموقع لم يضف خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي سوى مليوني مستخدم جديد بالمقارنة مع 72 مليون مستخدم اضافهم فايسبوك في الفترة نفسها. وهبطت اسهم تويتر يوم اعلان هذه النتائج بنسبة 12 في المئة.

وبسبب منافذ الاخبار التي تتناقل تغريدات ترامب المثيرة في انحاء العالم فان كثيرين لا يشعرون بالحاجة الى فتح حساب على تويتر للاطلاع على هذه التغريدات. ويعزف آخرون عن الموقع بسبب افواج المتصيدين وسيل المعلومات الكاذبة.

ويرى مراقبون انه حتى ترامب لا يتمكن من تغيير الحقيقة المرّة بأن تويتر لن يكون فايسبوك. صحيح ان تويتر اصبح من أهم الخدمات في التواصل الجماهيري والسياسي بين مستخدميه البالغ عددهم 319 مليون شخص، وقام بدور مهم في الربيع العربي وحركات مماثلة، ولكن طبيعة منصته المنفتحة تجعل من الصعب تحقيق ايرادات مالية من هذه الخدمة. وفي الحقيقة ان محاولة تحقيق ايرادات بنشر اعلانات مع تغذية تويتر الاخبارية ستبعد المستخدمين عنه.

ويُرجح ان تشجع نتائج تويتر المالية الأخيرة اولئك الذين يرون ان تويتر ما كان يجب ان تتحول الى شركة مسجلة في البورصة، حيث يجري تداول اسهمها، ويريدونها ان تعتمد اشكال ملكية بديلة، مثل الملكية التعاونية. وهم ينظرون الى تويتر على انه خدمة عامة، بل منبر شعبي، وادارة الشركة يجب ان تهتم بالمصلحة العامة أكثر من اهتمامها بالمصالح التجارية.

وتنقل مجلة الايكونومست عن الناشط ساشا كوستانزا، الذي يعمل استاذا في معهد ماسيشوسيتس للتكنولوجيا، قوله إن مستخدمي تويتر يمكن ان يطلعوا بسمات تنقذ الموقع من عناصره الضارة، مثل المضايقات وخطاب الكراهية. ويقترح آخرون بدلائل أخرى، بينها التحول الى تعاونية. ولكن من المستبعد ان تتحول شركة تويتر الى تعاونية، لأن رسملتها السوقية ما زالت تربو على 12 مليار دولار، وهو رقم من الصعب على المستخدمين جمعه للمشاركة في ملكية تويتر تعاونيًا.

وأجج وضع تويتر نقاشاً آخر يدور في عالم الشركات الناشئة، وهو ما إذا كان يجب على هذه الشركات أن تلجأ دائماً الى تعويم نفسها. ويشير خبراء الى ان شركات ناشئة أكثر فأكثر تضع اعتماد اشكال الملكية التقليدية موضع تساؤل. وتطرح المنافذ الاعلامية القديمة خبراتها في هذا المجال، فالكثير من المطبوعات الاوروبية، بما فيها مجلة الايكونومست، تعتمد اشكال ملكية تعزلها الى حد ما عن المصالح التجارية.

اما شركة تويتر، فالمرجح ان تُشترى بسرعة حين تكون قيمتها منخفضة بما فيه الكفاية. ورغم ان المشتري الأرجح هو شركة تكنولوجيا أخرى، فإن المفاجآت لا يمكن ان تُستبعد.