بعد عامين ونصف العام من وقوعه تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية صار كل ما تبقى من متحف الموصل هو آثار للنهب والدمار. وداخل المبنى الذي تناثر فيه الحطام وحيث صور متشددون أنفسهم وهم يحطمون القطع الأثرية يرقد تمثال ضخم لثور مجنح معروف باسم لاماسو على الأرض وسط بقايا لآثار أخرى محطمة. وكانت الثيران المجنحة ذات الوجوه الآدمية توضع عند مداخل قصر آشور ناصر بال الثاني ملك الإمبراطورية الآشورية في القرن التاسع قبل الميلاد ومعابد قريبة من الموقع. وبالقرب من لاماسو كانت كتلة منقوشة بالخط العربي الإسلامي وبعض المخطوطات الإسلامية ملقاة دون أن يلحق بها ضرر . ولكن فيما عدا ذلك كل شيء تقريبا تم تدميره. وقال المقدم عبد الأمير المحمداوي من قوة الرد السريع التي سيطرت على مبنى المتحف قبل أيام إن ما لم يتم سرقته تم تدميره. وقال "عشرات القطع الأثرية من الحضارة الآشورية والأكادية والبابلية والسومرية وحضارة الإمبراطورية الفارسية والرومانية وكذلك حضارة وادي النيل ... تم سرقة هذه القطع وتدمير الكبيرة منها التي يصعب حملها وتهريبها إلى خارج العراق." وأضاف أن "المكتبة التاريخية تم حرقها بالكامل ... وسرقة المخطوطات المهمة بالكامل ... والباقي تم تدميره." وصور أعضاء التنظيم المتشدد أنفسهم بالفيديو وهم يدمرون بعض محتويات المبنى بما في ذلك تماثيل لا تقدر بثمن بمطارق ثقيلة عام 2015 في إطار حملتهم الإعلامية الكبرى لمحو التاريخ الثقافي الذي يتناقض مع تفسيرهم لتعاليم الإسلام . * مصدر دخل لكنهم أيضا استخدموا الآثار كمصدر للدخل. فأعمال التنقيب التي اكتشفت بعد تقهقرهم في الآونة الأخيرة تحت مسجد في منطقة أخرى من الموصل أظهرت أنهم اهتموا بنهب القطع الأثرية. وتتناقض جهودهم لتجنب الإضرار ببعض القطع الأثرية مع تدمير المواقع الأثرية في أنحاء ما سمته الدولة الإسلامية دولة الخلافة في سوريا والعراق بدءا من مدينة تدمر الصحراوية وانتهاء بالعاصمة الآشورية نمرود جنوبي الموصل. وقالت الولايات المتحدة إن نهب وتهريب القطع الأثرية كان مصدر دخل مهم للمتشددين. وفي يوليو تموز 2015 سلمت السلطات الأمريكية حكومة العراق مجموعة كبيرة من القطع الأثرية التي قالت إنها صادرتها من عناصر الدولة الإسلامية في سوريا. وطردت حملة عراقية مدعومة من الولايات المتحدة التنظيم المتشدد من معظم المدن العراقية في عامي 2014 و2015. وتقاتل الدولة الإسلامية حاليا في آخر معاقلها الحضرية الكبرى في الشطر الغربي من الموصل حيث يوجد المتحف. وغطى السواد الواجهة الخارجية للمبنى، ذي الأعمدة ذات الطراز الروماني، بفعل القصف والتفجيرات الصاروخية ووابل طلقات الرصاص. كما تم نهب الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية المجاورة تقريبا بالكامل وتصدع مذبح الكنيسة من منتصفه إلى أسفله. وكانت جثة أحد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ملقاة أمام الكنيسة اليوم السبت بعد مرور أيام على بدء تقدم آخر إلى الأمام. وأزال جنود عراقيون الغبار من فوق ألواح حجرية تاريخية ملقاة على أرض المتحف الذي يقع على مشارف مدينة الموصل القديمة.
العرب - الشرق الأوسط
جراح النهب والدمار الباقية في متحف الموصل بالعراق
11 مارس 2017