أعلنت هيئات وجمعيات الهلال الأحمر بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تحديد الثالث والعشرين من أكتوبر من كل عام يوما للهلال الأحمر الخليجي، وهو اليوم الذي يصادف انعقاد أول اجتماع لجمعيات الهلال الأحمر الخليجية في العام 1984 في العاصمة الاماراتية أبو ظبي.

جاء ذلك خلال أعمال اجتماعات اللجنة الرئيسية لرؤساء هيئات وجمعيات الهلال الأحمر بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والتي استضافتها جمعية الهلال الأحمر البحرينية.

وناقش الاجتماع توصيات لجنة كبار المسؤولين في هيئات وجمعيات الهلال الأحمر بدول مجلس التعاون، والتي عقدت آخر اجتماع لها في الرياض في أكتوبر الماضي، وتتعلق تلك التوصيات بشكل أساسي بمسيرة العمل الخليجي المشترك في مجال الهلال الاحمر، وتخصيص يوم للهلال الاحمر الخليجي يوافق 23 أكتوبر من كل عام.

كما ناقشت اللجنة، في اجتماعها اليوم، تنسيق وتوحيد المواقف مع المنظمات الإقليمية والدولية، وتعزيز العلاقة بين الأمانة العامة والمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، إضافة إلى المادة الإعلامية لإبراز جهود هيئات وجمعيات الهلال الأحمر بدول المجلس، والتنسيق وتبادل المعلومات مع مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية لإغاثة الجمهورية اليمنية، واستعراض المشاريع الإنسانية المشتركة.

وعلى هامش الاجتماع، أكد مستشار المساعدات الدولية لهيئة الهلال الأحمر الاماراتي حميد الشامسي، مواصلة الجهود بين الأهلة الخليجية للتنسيق والخروج بقرارات تخدم المجتمع الخليجي ككل، مشيراً إلى أنه تم سابقا القيام بمشاريع مشتركة بين الأهلة الخليجية.

وقال إن الاجتماع سيناقش أيضا الجهود الإغاثية والاستشارات الإعلامية وعمل المتطوعين، حيث سيتم رفع التوصيات الى رؤساء الهيئات لإقراره واعتماد آليات العمل فيه.

وعن تعامل الهلال الأحمر الاماراتي مع النداء الذي أطلق لمساعدة الشعب اليمني، أشار الشامسي إلى أن الدول الخليجية تعمل منذ سنوات على أرض اليمن، وهناك تنسيق كامل فيما بينها بالتعاون والتنسيق مع مركز الملك سلمان للإغاثة للوصول إلى أكبر شريحة من المحتاجين في كل أنحاء اليمن الشقيق.

وعن آليات العمل، خصوصا في ظل وجود تهديدات على حياة الأفراد العاملين في المجالات الإغاثية، أوضح الشامسي أن هناك تعاونا وتنسيقا مع دول التحالف، والتي تقوم بدورها بتأمين الطرق الآمنة، حيث أن الهدف الأسمى هو الوصول إلى المحتاج للإغاثة أينما كان.

وعن جهود الهلال الأحمر الاماراتي في سوريا، أشار الشامي إلى أن الجهود الخليجية والاماراتية متواصلة في إغاثة الاهل في سوريا، حيث تم عقد اجتماع تنسيقي في الأردن مؤخراً وقام مندوبو جمعيات الهلال الخليجية الى زيارات ميدانية للمخيمات التابعة للدول الخليجية ولمخيمات الأمم المتحدة.

وأوضح أن الامارات أقامت عددا من المخيمات للاجئين السوريين في الأردن والعراق، وتمت توسعتها نظراً للتزايد الكبير في أعداد اللاجئين، إلى جانب الدعم المستمر لمخيمات الزعتري والأزرق في شمالي الأردن، من الامارات ومن كل دول الخليج، خصوصا في المجالات التعليمية والصحية والاغاثية والغذائية.

وبشأن ضرورات توفر الحماية للعاملين في المجالات الاغاثية، أوضح الشامسي أن الاستهداف مستمر للفرق الاغاثية في كل مكان، "وهذا الأمر يزيدنا اصرارا على مواصلة رسالتنا والوصول الى المحتاجين بشتى الطرق"، منوها إلى أنه تم اتخاد تدابير حماية للفرق الاغاثية، خصوصا في اليمن، والتي تعتبر من أخطر مناطق الصراع في العالم.

فيما قدم مدير العلاقات العامة والاعلام في جمعية الهلال الأحمر الكويتي،خالد الزايد، الشكر الجزيل لمملكة البحرين على استضافة هذا الاجتماع الهام، والذي يأتي في مرحلة ملحة تستدعي المزيد من التنسيق والتعاون بين جمعيات الهلال الخليجية، وبالتنسيق مع الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي.

وقال ان توحيد المواقف الخليجية في الساحة الدولية، خصوصا في الاتحاد الدولي للصليب الأحمر، سيكون على رأس أولويات الاجتماعات، والتأكيد على اعتماد اليوم الخليجي للهلال الأحمر، مؤكداً ضرورة توعية الشباب الخليجي وتعزيز دور المرأة في الأعمال التطوعية، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، إلى جانب توحيد الجهود الإنسانية والإغاثية الخليجية في مساعدة الدول المنكوبة.

وأشار الزايد إلى الدور الكبير الذي تلعبه الكويت في دعم الشعب السوري الشقيق، حيث تم مؤخرا عقد اجتماع في الكويت للمنظمات غير الحكومية، أكد فيه المجتمعون ضرورة مواصلة دعم الأهل في سوريا، وهو ما أكده صاحب السمو أمير الكويت في أكثر من مناسبة، إلى جانب دعم سموه المتواصل لجهود الهلال الأحمر الكويتي منذ تفجر الأزمة في سوريا، حيث ارتكز العمل على تدعيم النواحي الصحية والتعليمية للاجئين والنازحين السوريين.

وبشأن جهود الاغاثة في الموصل، أوضح الزايد أن سمو أمير الكويت قدم دعماً بقيمة 200 مليون دولار لأهل الموصل، إلى جانب المبادرات الأهلية للعديد من المؤسسات الكويتية والتي قدمت للنازحين في أربيل والبصرة وبغداد، والذين يقدر عددهم بحوالي 3 ملايين نازح، حيث ساهمت الكويت في دعم المستشفيات وبناء المدارس وتقديم الاغاثات الغذائية وتوفير سيارات الاسعاف، الى جانب وجود فريق ميداني في كردستان لتوفير الخدمات الاغاثية للاجئين، مشيرا الى ان الهلال الأحمر الكويتي يعمل في اليمن هناك بالتنسيق مع مركز الملك سلمان للإغاثة.

في حين قال مدير إدارة الاتصال بالهلال الأحمر القطري عيسى آل اسحاق، إنه تم الاتفاق في اجتماع اليوم على رفع مستوى التنسيق والتعاون بين جمعيات الهلال الخليجية سواء من خلال العمل داخليا أو خارجياً.

وأضاف أن جمعيات الهلال الخليجية قامت بتكثيف الجهود فيما بينها ورفع مستوى التنسيق والتعاون للتخفيف من معاناة اللاجئين والنازحين في سوريا والعراق واليمن والعديد من المناطق المنكوبة حول العالم، مشيرا الى ان التنسيق يتم بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وأوضح آل اسحاق ان هناك تعاونا وتنسيقا بين جمعيات الهلال الخليجية في إغاثة الشعب اليمني من خلال التنسيق مع اللجنة العليا للاغاثة في اليمن ومركز الملك سلمان، وهو عمل تنسيقي مكثف يشمل القطاعات الصحية والغذائية والإغاثية، حيث تم التنسيق بين الدول الخليجية لتوزيع نطاقات العمل، حيث اهتمت قطر بالجانب الصحي وانشأت مستشفى والعديد من المراكز الصحية الميدانية في محاولة للتخفيف من معاناة الشعب اليمني وضمان الحد المعقول من الخدمة الصحية العامة ومداواة الجرحى والمصابين.

وأشار إلى العمل التكاملي الذي يتم في هذا الإطار بالتعاون مع الهلال الأحمر في كل من الإمارات والكويت والجمعيات الخليجية الأخرى، موضحا أنه رغم تفاقم الأزمة هناك ووجود العديد من المعوقات، خصوصا الناحية الأمنية، إلا أن ذلك لم يمنع من مواصلة العمل حتى في المناطق التي تقع تحت سيطرة الانقلابيين، وقال إن "ما يهمنا في الاول والاخير هو الوصول الى الانسان اليمني وتقديم الدعم والاغاثة له".

وبشأن النازحين من المواصل، أوضح آل اسحاق أن الهلال الأحمر القطري انشأ مكتباً في اربيل، إلى جانب وجود جمعيات خليجية أخرى تعمل بشكل مكثف لتقديم الدعم والاغاثة للنازحين من الموصل والمناطق العراقية الأخرى، على الرغم من تزايد أعداد النازحين وبشكل يومي، حيث يصل إلى المخيمات يوميا حوالي 6 آلاف نازح جديد.

وأوضح عيسى آل اسحاق انه ورغم كل التحديات فإن الهلال الاحمر القطري استطاع تقديم أقصى ما يمكن، إلى جانب وصوله إلى مدينة الموصل ذاتها واقامة عيادات فيها، اضافة الى انشاء وادارة عدد من العيادات والمستشفيات الميدانية، كذلك اقامة مستشفيات في مخيمات الجارج وحسن باشا وداخل داهوك، عدا عن ما يقدم من مساعدات غذائية وإيوائية للنازحين.

وحول التحرك لمعالجة أزمة المجاعة في جنوب السودان، أشار آل اسحاق إلى عقد غرفة طوارئ عاجلة لدراسة الوضع وتم تحديد المبالغ المالية وتم التحرك الميداني الأولي، حيث سيقوم فريق متخصص بزيارة ميدانية لتقييم الوضع وتحديد الاحتياجات هناك ومن ثم تقديم الاغاثة العاجلة للحد من هذه الكارثة الانسانية.