من المشاهد المشوشة أن تجد اثنين ممن يعتبرون أنفسهم «معارضة» يتحدثان في برنامج واحد، الأول يقول إن على الحكومة أن توفر الظروف التي تؤدي إلى إجراء حوار بين الأطراف ذات العلاقة لإنهاء المشكلة وإن هذه مسؤولية الحكومة ودورها في مثل هذه الظروف، والثاني يقول طال الزمان أم قصر سنسقط النظام ولن نقبل بأقل من هذا! ترى كيف يمكن للحكومة أن تجري حواراً مع من يريد إبعادها عن السلطة والحلول مكانها؟ سؤال مهم يحتار ذلك البعض في الإجابة عنه لأنه منطقاً لا يمكن لنظام تعمل على إسقاطه أن يتحاور معك، فهذا الأمر لا يمكن أن يحدث حتى في الأفلام الخيالية، وهو يعني باختصار أن «المعارضة» لا تعرف بعد ما تريد، إذ إن من يريد أن تحل المشكلة عن طريق الحوار لا يطالب بإسقاط النظام، ومن يطالب بإسقاط النظام لن يقبل بالحوار، فأي الأمرين تريده «المعارضة»؟ وهل في حال كهذه تلام الحكومة على أنها لم تدعُ إلى الحوار؟ وهل تلام لو أنها مارست حقها في الدفاع عن نفسها واستخدمت المتاح من الأدوات المتوفرة وأولها القانون؟
إن كانت الغاية مما يجري هي الاستيلاء على السلطة فما قيمة دعوة الحكومة إلى إجراء حوار؟ وإن كانت الغاية حل المشكلة بالحوار فلماذا يدعو ويسعى بعض ذلك البعض إلى إسقاط النظام والقول إنه لا يرضيه سوى ذلك وأياً كانت الظروف والكلفة؟ انقسام من يعتبرون أنفسهم «معارضة» واختلافهم في الغاية من هذا الذي يقومون به منذ ست سنوات خطأ استراتيجي يمنعهم من تحقيق كلا الغايتين ويمنع الحكومة من التعامل بجدية مع من يدعو إلى الحوار والتفاهم وتقديم التنازلات، حيث السؤال الذي ستجده الحكومة ماثلاً أمامها هو أي الفريقين يمثل «المعارضة» وأي الغايتين تسعى إلى تحقيقها؟
الاتفاق على الغاية والهدف من شأنه أن يوفر الكثير على «المعارضة»، فإن كانت ترغب في التوصل إلى حل يرضي الجميع ويسمح لها بالدخول في حوار مع الحكومة فإن عليها أن تتوقف عن المطالبة بإسقاط النظام وتعلن بوضوح أن هذا الأمر ليس غايتها وأنها على استعداد للتواصل مع الحكومة، أما إن كانت الغاية هي الاستيلاء على السلطة فعليها أن تعلن ذلك أيضاً وتتوقف عن المطالبة بإجراء حوار لأنه من غير المنطقي أن تتحاور السلطة مع من يريد إسقاطها.
هو مأزق تعاني منه «المعارضة» اليوم ويبدو أنها لا تعرف كيف تخرج نفسها منه، والأكيد أنها ستظل في هذه الحالة طالما أنها لاتزال غير قادرة على تحديد الغاية من هذا الذي تقوم به ويتسبب في تعطيل حياة الناس وأذاهم وأذى الوطن، وبالتالي سيكون اعتيادياً مشاركة اثنين في برامج الفضائيات «السوسة» ليقول أحدهم إن الغاية هي كذا ويقول الثاني إنها كذاك، وسيكون ناتج كل هذا تعطل التوصل إلى نهاية للمشكلة.
كيف يمكن للحكومة أن تتعامل وتتفاعل مع من يدعو إلى الإصلاح ويطالبها بالحوار وأن تبادر بفعل ما يؤدي إلى وضع نقطة في نهاية السطر وهو يقف أمام لافتة كبيرة مكتوب عليها «الشعب يريد إسقاط النظام»؟ فعلى أي شيء يمكن للحكومة أن تتحاور معه؟ وكيف لها أن تفعل ذلك وهو يطالبها بذلك وخلفه تقف مجموعة تردد تلك العبارة؟
المطالبة بإسقاط النظام لن توصل إلى مفيد لسبب بسيط هو أنه لا يمكن إسقاط النظام، لا في ظل الظروف الحالية ولا المستقبلية، والمطالبة بأن تبادر الحكومة بالتفاهم مع «المعارضة» وتطرح الحلول وتقترح المخارج أمر غير قابل للتحقق طالما أن «المعارضة» لم تعرف كيف تتخذ قراراً بأن غايتها الإصلاح وليس إسقاط النظام.
إن كانت الغاية مما يجري هي الاستيلاء على السلطة فما قيمة دعوة الحكومة إلى إجراء حوار؟ وإن كانت الغاية حل المشكلة بالحوار فلماذا يدعو ويسعى بعض ذلك البعض إلى إسقاط النظام والقول إنه لا يرضيه سوى ذلك وأياً كانت الظروف والكلفة؟ انقسام من يعتبرون أنفسهم «معارضة» واختلافهم في الغاية من هذا الذي يقومون به منذ ست سنوات خطأ استراتيجي يمنعهم من تحقيق كلا الغايتين ويمنع الحكومة من التعامل بجدية مع من يدعو إلى الحوار والتفاهم وتقديم التنازلات، حيث السؤال الذي ستجده الحكومة ماثلاً أمامها هو أي الفريقين يمثل «المعارضة» وأي الغايتين تسعى إلى تحقيقها؟
الاتفاق على الغاية والهدف من شأنه أن يوفر الكثير على «المعارضة»، فإن كانت ترغب في التوصل إلى حل يرضي الجميع ويسمح لها بالدخول في حوار مع الحكومة فإن عليها أن تتوقف عن المطالبة بإسقاط النظام وتعلن بوضوح أن هذا الأمر ليس غايتها وأنها على استعداد للتواصل مع الحكومة، أما إن كانت الغاية هي الاستيلاء على السلطة فعليها أن تعلن ذلك أيضاً وتتوقف عن المطالبة بإجراء حوار لأنه من غير المنطقي أن تتحاور السلطة مع من يريد إسقاطها.
هو مأزق تعاني منه «المعارضة» اليوم ويبدو أنها لا تعرف كيف تخرج نفسها منه، والأكيد أنها ستظل في هذه الحالة طالما أنها لاتزال غير قادرة على تحديد الغاية من هذا الذي تقوم به ويتسبب في تعطيل حياة الناس وأذاهم وأذى الوطن، وبالتالي سيكون اعتيادياً مشاركة اثنين في برامج الفضائيات «السوسة» ليقول أحدهم إن الغاية هي كذا ويقول الثاني إنها كذاك، وسيكون ناتج كل هذا تعطل التوصل إلى نهاية للمشكلة.
كيف يمكن للحكومة أن تتعامل وتتفاعل مع من يدعو إلى الإصلاح ويطالبها بالحوار وأن تبادر بفعل ما يؤدي إلى وضع نقطة في نهاية السطر وهو يقف أمام لافتة كبيرة مكتوب عليها «الشعب يريد إسقاط النظام»؟ فعلى أي شيء يمكن للحكومة أن تتحاور معه؟ وكيف لها أن تفعل ذلك وهو يطالبها بذلك وخلفه تقف مجموعة تردد تلك العبارة؟
المطالبة بإسقاط النظام لن توصل إلى مفيد لسبب بسيط هو أنه لا يمكن إسقاط النظام، لا في ظل الظروف الحالية ولا المستقبلية، والمطالبة بأن تبادر الحكومة بالتفاهم مع «المعارضة» وتطرح الحلول وتقترح المخارج أمر غير قابل للتحقق طالما أن «المعارضة» لم تعرف كيف تتخذ قراراً بأن غايتها الإصلاح وليس إسقاط النظام.