أغلقت المدارس العربية في القدس المحتلة أبوابها، صباح الثلاثاء، احتجاجاً على نية بلدية الاحتلال في المدينة المقدسة فرض إجازة عيد الفصح اليهودي على المدارس.

وإجازة "الفصح" اليهودي لا تتلاءم واحتياجات المدارس العربية، فقررت لجنة أولياء الأمور في القدس إغلاق المدارس بمختلف صفاتها الرسمية في المدينة، ولقي ذلك استجابة من الطلبة.

وتحاول إسرائيل فرض منهاج "يهودي" على الطلبة في المدينة، يعتبر الفلسطينيون أن فيه "كثيراً من الأسطر المسمومة". وأوضح زياد الشمالي، رئيس اتحاد أولياء الأمور، أن تهويد المناهج يجري بشكل تدريجي حالياً في القدس، وهناك مدارس تعتمد النشيد الإسرائيلي مكان النشيد الوطني الفلسطيني، وتستخدم تعبير الاستقلال مكان النكبة.

واعتبر الشمالي أن "هناك محاولة لخلق جيل جديد بدون هوية ولا انتماء. الاعتداء بدأ بتهويد المناهج وانتقل إلى اعتقال المعلمين وقرار إغلاق مدرسة النخبة".

فرض وتمييز

مع أن إسرائيل تريد فرض مناهجها على المدارس في القدس المحتلة، إلا أنها ماضية في التفرقة العنصرية ضد المؤسسات التعليمية، فهي تخصص للمدارس العربية خمس ما تخصصه للمدارس اليهودية، علماً أن عدد الطلاب الفلسطينيين في مدينة القدس هو الأكبر.

ويدرس في القدس الشرقية المحتلة 104567 طالباً فلسطينياً، وهناك 22631 طالباً إضافياً يفترض أن يكونوا على مقاعد الدراسة إلا أنهم غير موجودين أو مسجلين.

وتنقص مدارس القدس حوالي ألفي غرفة، وتصل نسبة تسرب الطلاب حتى المرحلة الثانوية إلى 40 بالمئة.

إلى ذلك، أوضحت الدكتورة ليئورا فيرتون، عضوة بلدية الاحتلال بالمدينة، لكنها معارضة من حزب "ميريتس"، في حديث لـ"العربية.نت" أن "البلدية تعطي خمس الميزانيات للطلاب العرب فقط في التعليم والمباني".

واعترضت فيرتون، وهي يهودية، على فرض "إجازة دينية" على مدارس الفلسطينيين بالقدس، معتبرة "الإجازة لا تتلاءم مع الأعياد الإسلامية ولا مع حاجات الطلاب ليتأهلوا للامتحانات النهائية. هذا أمر سخيف سأحاربه في البلدية"، وفق ما قالت.

يذكر أن التعليم في القدس إما حكومي إسرائيلي، وإما أهلي فلسطيني، وإما أردني، بينما هناك مدارس خاصة لا تستطيع أغلب عائلات القدس تحمل تكاليفها، كما أن هناك مدارس وقفية ومدارس أممية تتبع إلى "أنوروا".

قصة الأسطر المسمومة

ويدرس الطلبة الفلسطينيون في القدس مناهج إسرائيلية مفروضة عليهم فرضاً، فيها الكثير من الأسطر "المسمومة" التي تخدم الرواية الإسرائيلية.

ففي أحد الكتب جاء أن القدس هي عاصمة إسرائيل، في حين يريد الفلسطينيون المدينة المقدسة عاصمة لدولتهم، كما أن المجتمع الدولي لا يعترف باحتلال إسرائيل للقدس الشرقية عام 1967.

وفي المنهاج المفروض تغييراً لاسم حائط البراق، ليصبح "حائط المبكى"، وهي التسمية اليهودية التي لم تعترف بها يونسكو، بل اعتبرت المنظمة الدولية أن المكان "تراث إسلامي خالص".

ويعرض المنهاج الإسرائيلي أيضاً صورة لإسرائيلي ولد في روسيا لكنه "يعيش في إسرائيل"، في إشارة إلى المهاجرين اليهود الذين قدموا بعد نكبة الفلسطينيين وطردهم من مدنهم وقراهم، بينما تسمي إسرائيل النكبة في الكتب الجديدة "استقلال إسرائيل".

ويعتبر الفلسطينيون ذلك محاولة لطمس تاريخهم ولغتهم، فهم يعتقدون أن الكتب التي جاءت مشحونة بأخطاء لغوية إنما هي "محاولة لتجهيل الفلسطينيين بلغتهم الأم".

إلا أن إسرائيل تحاول أيضاً نشر فكرة أن اليهود عانوا من التمييز في كل مكان بالعالم، ولذلك "حنوا إلى بلادهم" أي فلسطين، في حين تمارس دولة الاحتلال شتى أنواع الانتهاكات بحق الفلسطينيين، من اعتقالات واقتحامات وتعذيب، بل إعدامات ميدانية، وثقت كثيراً منها منظمات حقوقية عدة، بينها مؤسسات إسرائيلية.



=

المختار