قال المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إنه يؤمن بـ3 مسلمات حول الأزمة: الأولى أن مقومات حلها موجودة، وأن اليمنيين هم الذين سيوجدون الحل بأنفسهم، وأن الشعب اليمني لا يستحق ما يحصل له. كما يقر بأن المنظمة الأممية، لا تملك عصا سحرية تفرض بها الحلول، وأن الحل يصوغه اليمنيون أنفسهم.
وأضاف في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط"، أنه لن يعلن أي هدنة من دون تحضير، نفى المبعوث الأممي وجود أي ورقة جديدة أو مشاورات أو تناول مسألة صلاحيات الرئيس خلال مشاوراته الحالية. فالمداولات الأممية حول اليمن تقتصر على إنجاح الهدنة الثامنة، ويعدها المبعوث بوابة لاستئناف المشاورات، لكن ليس قبل 3 مراحل للتحضير ووقف النار والالتزام به.
يسمي ولد الشيخ آخر ساعات مشاورات الكويت بـ"الفرصة الضائعة"، ويعتقد أنها كانت من أبرز منعطفات الملف.
وأكد على التواصل مع جميع الأطراف والمباحثات السياسية والدبلوماسية الجارية والمستمرة. وفي حديثه عن المبعوث الخاص قال: "ومن المهم هنا لفت النظر إلى دور المبعوث الخاص الذي يتواصل مع الأطراف ويقرب وجهات النظر من أجل وضع أرضية مشتركة ويحرك المجتمع الدولي على هذا الأساس، إلا أن الحل لن يكون إلا برغبة الأطراف بإنهاء النزاع وتخطي مصالحهم الشخصية لصالح المصلحة الوطنية وتقديم التنازلات".
وأضاف: "عندما عرض علي "بان كي مون" المهمة قال لي إنها لا شك من أصعب المهام وأكثرها تعقيداً. ومع الوقت أدركت كم هي معقدة وشائكة، وسماني بعض الزملاء بصاحب المهمة المستحيلة. وإذا كانت هناك أطراف لديها تحفظ على مسؤولي الأمم المتحدة، فعلينا ألا ننسى دور الأمم المتحدة ودور المبعوث؛ فالناس لديها تصور خاطئ في هذا الإطار. فنحن لا نملك عصا سحرية نفرض بها الحلول. واجبنا تقريب وجهات النظر وتقديم المقترحات وتوفير الحلول، إلا أن القرار يعود دائمًا للأطراف المعنية ومدى حرصها على تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية. إن الحل بيد الأطراف اليمنية، ونحن نسهل ونعمل على خلق الأرضية المشتركة، إنما القرار الأخير بيد الأطراف المعنية بالحرب".
وضع مأساوي
وكان قد أجرى الشيخ محادثات مع وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت بباريس، قال بعدها إن الأطراف المتنازعة ترفض مناقشة مقترحات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة.
وأضاف ولد الشيخ أحمد أنه "من المخجل أن الأطراف لا تريد الجلوس إلى الطاولة لمناقشة إيجاد حل لأزمة اليمن، وأضاف أن الحل قريب لأننا نعرف أنه يرتكز على وجه سياسي وآخر عسكري".
وعبر المبعوث الأممي عن قلقه من تصاعد العنف باليمن وزيادة وتيرة المعارك التي يتحمل المدنيون عواقبها، وقال المبعوث الأممي إن الأزمة أوصلت اليمن إلى وضع مأساوي، وإن سبعة ملايين يمني مهددون بالمجاعة.
وقال وزير الخارجية الفرنسي إن الصراع في اليمن "يتم التطرق إليه أقل من غيره، لكن لا يمكن نسيانه لأن العواقب الإنسانية على الأرض مفجعة".
جولة سابقة
وقبل أسبوع زار المبعوث الأممي عدداً من دول المنطقة من أجل إحياء مشاورات السلام المتعثرة منذ أواخر العام الماضي، والتقى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير والأمين العام لمجلس دول التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني.
وبحث ولد الشيخ أحمد خلال جولته الأخيرة خارطة الطريق لحل الأزمة اليمنية والهدنة الإنسانية، وترفض الحكومة النسخة السابقة من الخارطة التي تنص على "تعيين نائب رئيس جمهورية تؤول إليه صلاحيات الرئيس، وانسحاب الحوثيين من صنعاء، ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيون".