كتب ـ رئيس التحرير:وصف حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه زيارته التاريخية إلى كازاخستان بأنها زيارة موفقة. مؤكداً أن النتائج إيجابية ومثمرة وناجحة، مشيراً إلى أن مباحثاته مع الرئيس الكازاخستاني نزار باييف تناولت مجالات التعاون الثنائي المختلفة، وخاصة الاستثمار المتبادل بين البلدين، منوهاً جلالته بما تمتاز به كازاخستان من ثروات مختلفة وأبرزها النفط والغاز والمساحات الزراعية الشاسعة.وأكد جلالة الملك المفدى في حديث شامل من القلب إلى القلب مع رؤساء تحرير الصحف المحلية ووكالة انباء البحرين على ضرورة أن تستعد البحرين للمشاريع والانفتاح على آسيا الوسطى ومناطقها الاستثمارية الجديدة ، وتطوير البنية التحتية. لافتاً إلى أن البحرين تعد بوابة أساسية للمنطقة، مشيراً في هذا الصدد إلى زيارة نائب رئيس الوزراء الروسي إلى المملكة، والمشاريع المرتقبة بين البلدين.وأشاد جلالته بعمق العلاقات البحرينية السعودية، والمصالح المشتركة القائمة وهي امتداد للمنظومة الخليجية. وتحدث حول جسر الملك فهد الذي سيشهد تطويراً قريباً يواكب الحركة التجارية والاستثمارية بين البلدين، وأعرب عن تطلعاته لمستقبل واعد لقطاع الطيران بعد wمشروع تطوير المطار، وتحديد أرض لمطار جديد مستقبلاً. وقال إن التفكير في المستقبل القريب على مشروع السكك الحديدية.وأكد جلالة الملك المفدى إن أي شيء يجمع الناس يسعدنا كثيراً، متفائلاً بالمستقبل، وقال: نحن نساعد الجميع بالرؤى والكلام الطيب، وأهل البحرين معروفون بطيبتهم ولا يريدون إلا الكلمة الطيبة، وعدم الإساءة للآخرين، وهذه الميزة تخص البحرينيين.وأضاف جلالته: نحن نحاول في كل المناسبات أن نجتمع بالناس، وأهل البحرين تجاوزوا الكثير من التحديات، فالمنطقة مرّت بمشاكل عديدة، ولكن أهل البحرين بحكمتهم وعقلانيتهم استطاعوا تجاوزها.وأشاد جلالة الملك المفدى بدور الصحافة البحرينية، وقال: إن الصحافة تقوم بدور مهم لمساعدتنا بالكلمة الطيبـة، وفي تثقيف وتقريب النـاس، وأي شيء يقرب بين الناس فنحن معه. مشيراً إلى أن واجبنا نحن كمسؤولين هو دور الأب الذي يجمع أبناءه المتفرقين ولم شملهم. وأكد جلالته أن سمعة أهل البحرين طيبة في كل مكان، والبحرين طوال تاريخها كانت ولازالت ذات سمعة طيبة بشهادة الجميع في الخارج، والبحرين وأهلها هم الأساس منذ القدم، ولا نكاد نعرف غيرها بهذه القيم والهوية الثابتة.وتحدث جلالته حول التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم حالياً، وقال يجب على الناس أن تتعلم كيف تتجاوز التحديات، لافتاً إلى أن قلوب أهل البحرين على وطنهم أكثر من أي شيء آخر. وأوضح جلالته بأنه إذا قامت مجموعة صغيرة هنا وهناك بأعمال إرهابية وحرق وتخريب، وتم تسليط الضوء عليها من الإعلام فإنه لا يعني أنها تشمل جميع أفراد البحرين، وواقع الأمر مختلف تماماً.وأكد على ما يتميّز به شعب البحرين من تواصل وتكاتف مستمر، وما يقوم به من زيارات ومشاركات في المناسبات الاجتماعية دائماً، وهو ما يعكس طبيعتهم السمحة، وأخلاقهم العالية. مشيداً بفعاليات المجتمع التي يهمها التواصل مع بعضها بعضاً، مرجعاً ذلك جلالته إلى ما يتميز به شعب البحرين من مستوى تعليم متقدم.واستطرد قائلاً: ما نشاهده من أحداث في بعض المجتمعات في المنطقة سببها الجهل وتدني مستوى التعليم. وأكد جلالته أن مسألة حرية التعبير عن الرأي لا مشكلة فيها ، حيث سمح بها الدستور والقوانين الوطنية، ولا نختلف على ذلك. متطلعاً جلالته إلى التقريب بين الحقيقة والواقع.وأشاد جلالة الملك المفدى بالمركز الفكري الذي تتمتع به البحرين، وقال: لست منحازاً ولكن لا يوجد ما هو أفضل من أخلاق أهل البحرين، فالصورة الطيبة هي شخصيتنا ورمزنا. واصفاً الأحداث التي تقع من وقت لآخر مثل الحرائق والتفجيرات هي ليست من طباع وقيم أهل البحرين لأنهم أهل خير، وغالبية الناس تدين هذه الأحداث. مشيداً بحرص المواطنين على المساعدة في أي مشكلة فهي من القيم والمواقف المشهودة لشعب البحرين.وفيما يتعلق باستكمال الحوار الوطني قال جلالته: إن هناك وجهات نظر ورؤى متعددة، ونحن نساعد الجميع قبل استكمال الحوار، كما أننا متفاؤلون بالخير. مشيراً جلالته إلى دور وجهود صاحب السمو الملكي ولي العهد في المساعدة والمتابعة على مجريات الأمور بالنسبة للحوار، وهو على صلة بالجميع من خلال مجلسه المفتوح. ولا يمكن أن يتأخر أي شيء إذا أرادت الناس إنهاءه. وأشار إلى أن سمو ولي العهد أطلع جلالته قبل أسبوع بمستجدات الخطوات المؤدية إلى الحوار الناجح بتفاؤل بإذن الله.وأكد جلالته أنه لا يوجد أحد يقف في وجه التطور، مشيراً في هذا الصدد إلى الحوار الوطني الأول الذي أسفر عنه 11 تعديلاً دستورياً لم نقف أمامها ولم نرفض أي تعديل.وأوضح أنه لا يعاقب الإنسان على رأي أو حرية تعبير أو عمل يمارسه إلا من خلال القانون الذي ينظم مثل هذه المسائل. ومن ميزتنا نحن أننا لا نسير كحزب سياسي واحد، فنحن للجميع. والهدف هو الحفاظ على الكفاءات الوطنية التي تخدم البحرين. مشيداً بالسلطة الرابعة التي وصفها بأنها صاحبة الجلالة وستبقى السلطة الرابعة وصاحبة الجلالة لدينا، وقال: من واجبها العمل على تنوير المجتمع وتهيئة الأجواء وترطيب النفوس للتوافق بين مختلف الآراء للوصول الى موقف يخدم الجميع ، مقدراً جهود الصحافيين وكتاب الرأي قائلاً: ليس هناك أطيب ولا اكثر كفاءة منكم ومن زملائكم العاملين في الصحافة البحرينية فجميعكم تتمتعون بالثقة وبالكفاءة وبالمصداقية.وأشاد جلالته بتعاضد المجتمع البحريني وتكاتفه. وقال جلالته مخاطباً رؤساء التحرير: إنني أتطلع لمساعيكم ولدعوتكم من خلال كتاباتكم وكتابات زملائكم في لم الشمل وبناء المستقبل، وهذا ما يستحقه أهل البحرين.وقال جلالته: إننا نحترم القيادات الوطنية الفاعلة في المجتمع، ونعتز بها وهي كانت وما زالت لها مكانة، ونحن نحترمهم ونحترم لهم مكانتهم، ومثل هؤلاء يستطيعون القيام بدورهم الوطني المسؤول في توجيه الناس والتوافق على كل ما فيه الخير للوطن والمواطن، ونطمح في أن تكون جهودهم لتقريب وجهات النظر، ونطلب من الجميع أن يكونوا معنا في ذلك. كما على القيادات الوطنية السعي نحو تصحيح الأمور والمساهمة في إنجاح حوار التوافق الوطني، وما يفرحني كثيراً التوجه بثقة ومسؤولية من الجميع لتكثيف الجهود في هذا الشأن وسوف يسعدنا أكثر أن تكون القيادات والفعاليات الوطنية المجتمعية تسير معنا بنفس الروح، ونسير كرجل واحد لنصل إلى ما نطمح إليه في البناء الوطني.وحول الانتخابات البرلمانية المقبلة، قال جلالته: نحن نسمع من الجميع، ونستجيب إذا كانت هناك مطالب مقنعة، ومتفق عليها وفي وقتها وظروفها مناسبة.وأوضح جلالته أن البحرين تستقطب الآخرين حتى يعيشوا فيها، وهناك من يقول إن بعض الأشخاص ذهبوا للخارج، والواقع أن البحريني لديه كفاءة وهو مرغوب، فهناك طيارون بحرينيون يعملون في الخطوط الجوية السنغافورية والهندية لأن لديهم خبرة ومهارة فائقة في قيادة الطائرات الكبيرة وهم مفخرة للجميع.وقال: إن تاريخ البحرين لا يوجد فيه حادثة قتل شخص لشخص آخر، لأنه من جنس آخر أو عرق أو دين آخر، ولا يوجد لدينا اقتتال على مر التاريخ، وهذا بسبب طيبة أهل البحرين ومستوى تعليمهم. ولا يوجد أحد من البحرين منحازاً لأيديولوجية معينة على حساب البحرين ومصلحة أهل البحرين، ففي كل المحطات أثبت البحرينيون أنهم على قلب واحد سواءً في لجنة تقصي الحقائق عام 1970 عندما أرسلت الأمم المتحدة بعثتها الشهيرة، أو حتى في العام 2001 عندما توافق البحرينيون على ميثاق العمل الوطني.وقال نحن نسعى للأفضل في البحرين، خاصة فيما يتعلق بالحقوق المدنية، وعملنا على فصل السلطات الثلاث بشكل حقيقي ، فهناك السلطة التشريعية التي تشرع القوانين دون أن تشاغب من الحكومة، وهذا يعني أن الشعب هو مصدر السلطات. وأضاف: الهدف من فصل السلطات هو تعزيز الديمقراطية أكثر وأكثر. مشيداً بجهود وأعضاء مجلسي النواب والشورى الذين يقومون بواجبهم الوطني.