شدد الأكاديمي الإماراتي وخبير الشؤون الإيرانية، د.سلطان النعيمي، على ضرورة وجود استراتيجية إعلامية خليجية موحدة من أجل مواجهة خطاب النظام الإيراني، والذي يستهدف نشر المصطلحات الإعلامية المغلوطة في المجتمع العربي، وصولاً إلى تحقيق الاختراق الكامل للمنظومة الإعلامية العربية.

جاء ذلك في لقاء مع "بنا"، على هامش محاضرة "توظيف اللغة في الاستراتيجية الإعلامية الإيرانية "، والتي أقيمت الأربعاء في مركز عيسى الثقافي، برعاية نائب رئيس مجلس الأمناء المدير التنفيذي للمركز، د.الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة وجمع غفير من المهتمين والأكاديميين والباحثين.

وأضاف النعيمي أن المصير والشعب الواحد مسألة تم تجاوزها في منطقة الخليج العربي، حيث نشهد العديد من التعاون والتكامل في مختلف المجالات؛ السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية. موجها دعوته إلى توحيد الخطاب الإعلامي الخليجي المشترك لمواجهة الموجة الاعلامية الايرانية.

ونوه بأن توحيد الإعلام الخليجي لا يعني بالضرورة الاتفاق على كل الجزئيات والتفاصيل الصغيرة، ولكن على الأقل أن تكون هناك خطوط عريضة يتم التعامل الإعلامي وفقها.


وأشار النعيمي الى أن هناك بعض المصطلحات يتم استخدامها في بعض الوسائل الإعلامية الخليجية، سواء الاعلام التقليدي أو الحديث، تساهم في إلحاق الضرر بالمجتمع الخليجي، وبالتالي هناك حاجة إلى الاستفادة من الخبرات الخليجية لتحديد تلك المصطلحات ووضع استراتيجية إعلامية موحدة لمواجهتها وتفنيدها .

وقال إن النظام الإيراني عمل خلال السنوات الماضية على الترويج لبعض المصطلحات الإعلامية التي تكشفت حقيقتها فيما بعد؛ بل وتساهم في إحداث شروخات في المجتمعات الخليجية.

ودعا النعيمي إلى استنهاض الإعلام الخليجي بكل أشكاله واستخدام قوته وأدواته من أجل كشف تلاعب إعلام النظام الإيراني بالمصطلحات والتريج لها عالميا ، وبالتالي يجب علينا العمل وبسرعة من أجل حماية مجتمعاتنا ممن يسعون إلى إحداث الشروخ بها والإضرار بالأمن الخليجي الموحد.

وعن كيفية التخلص من بعض المصطلحات التي يروج لها النظام الايراني، خصوصا وأنها تغلغلت في الإعلام اليوم، أشار النعيمي إلى أن العمل على ذلك يجب أن يبدأ من الآن وفوراً، فكلما تأخرنا في ذلك أصبحت المهمة أكثر صعوبة.

واستشهد النعيمي بالمصطلح الإيراني "محور المقاومة"، والذي أصبح متداولاً في العديد من وسائل الإعلام العربية والعالمية، حيث من الممكن أن يتم تحويله في الإعلام العربي إلى "ما يطلق عليه محور المقاومة حسب استخدام النظام الإيراني"، وبالتالي فهناك بديل دائماً لأي مصطلح يحاول النظام الإيراني فرضه علينا.

وبشأن المصطلحات ذات البعد الديني أو المذهبي، دعا النعيمي إلى الحذر في استخدامها، وتوضيح خصوصيتها لدين أو مذهب معين، الى جانب توضيح الهدف الذي يسعى النظام الايراني لاثباته من خلال جذب المزيد من المتعاطفين وزيادة النفوذ.

ودعا النعيمي وسائل الإعلام المختلفة والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إلى اليقظة والحذر في استخدام المصطلحات التي تحاول الصاق الارهاب بدول المنطقة، ما يستدعي وجود قراءة واضحة ومغايرة لما يتم ترويجه من قبل إعلام النظام الايراني.

وأشار إلى أنه يجب أن نعي أساليب الإعلام الإيراني ومن يسير في فلكه باستخدامهم لمثل تلك المصطلحات والغمز الى مذهب فكري معين على اعتبار انه يتبنى التكفير والارهاب، بل ويجب علينا العمل على ايضاح حقيقية الامور في الإعلام الغربي الذي اعتمد تلك المصطلحات، والتي انعكست بالتالي على الكتاب والمثقفين العرب.


ولفت إلى أنه من الضروري توضيح المعاني الحقيقية للمصطلحات الإعلامية، وتوضيح مرامي النظام الايراني من استخدامها، في ظل عدم القدرة على توحيد الخطاب الإعلامي العربي.

وبسؤاله عن المسؤول عن توضيح تلك الصورة وتعديل مفهوم المصطلحات، أشار النعيمي الى أن المسؤولية مشتركة بين جميع الأطراف، من مؤسسات إعلامية حكومية وصحف ومواقع تواصل ومغردين، فإذا أردنا مواجهة الاستراتيجية الاعلامية الايرانية والتنظيمات الإرهابية الايرانية فعلينا فهم المصطلحات وتوضيحها للرأي العام المحلي والعالمي.