تمكنت السلطات الأوكرانية مؤخراً وبشكل سري من اعتقال أشخاص، تبين أنهم عملاء لوكالات الاستخبارات الروسية، يقومون بقيادة وتوجيه الميليشيات المسلحة التي تخوض حرب السيطرة على المباني الحكومية في مدن مختلفة بأوكرانيا.وبحسب وثائق حصلت عليها جريدة "التايمز" البريطانية فإن عملاء روساً يتخذون من مدينتي "دونيتسك" و"لوهانسك" شرق أوكرانيا مقراً لهم كانوا يقومون بأعمال مراقبة وتوجيه للميليشيات المسلحة وتم اعتقالهم مؤخراً، فيما أظهرت مكالمات هاتفية مسجلة لهؤلاء العملاء أنهم كانوا يقومون بإعطاء التوجيهات لميليشيات بشنّ هجمات على أماكن معينة، ومن بين هذه الهجمات واحدة انتهت بمقتل ضابط أمن أوكراني بالرصاص في مدينة "سلوفيانسك" في الثالث عشر من شهر أبريل الحالي.وتقول "التايمز" إن هذه الوثائق التي اطلعت عليها تم إرسالها إلى حكومات الاتحاد الأوروبي، كدليل إضافي على أن روسيا هي التي تقف وراء الاحتجاجات المؤيدة لها في أوكرانيا، وهي التي تدبر الهجمات التي يشنها هؤلاء المحتجون.ونقلت "التايمز" عن مصدر في وزارة الخارجية بإحدى الدول الأوروبية قوله إن "الوثائق تمثل مؤشراً موثوقاً على أن روسيا على علاقة بالاحتجاجات التي تشهدها أوكرانيا".ويتبين من الوثائق التي تلقتها دول الاتحاد الأوروبي أن الميليشيات التي احتلت المباني الحكومية في مدينة "دونيتسك" شرق البلاد لم تكن فقط مسلحة بأسلحة من طراز(AK-100) وإنما تبين أيضاً أنه "كان بحوزتها أسلحة ليست متوفرة بشكل حصري للجيش الروسي والقوات الخاصة في موسكو، كما أن أحذية عناصر الميليشيات كانت من إنتاج (Butex) وهي الشركة التي تزود أجهزة الأمن الروسية بما تحتاجه".وقال التقرير المدعوم بالوثائق الذي اطلعت عليه "التايمز": "إن لدى أجهزة الأمن الأوكرانية أدلة على أن القوات الخاصة الروسية انتشرت داخل الأراضي الأوكرانية".وبحسب الوثائق فإن ضباطاً وعناصر من وكالات الاستخبارات الروسية والجيش تتخذ حالياً من مدن أوكرانية في الشرق مقراً لها، وذلك لتقديم المساعدات المباشرة للمتمردين، بما في ذلك التمويل والمعدات والدعم التقني.يذكر أن حرب احتلال المقرات الحكومية تتصاعد حيث يحاول مسلحون موالون للروس السيطرة على موقع تلو الآخر، في الوقت الذي تتزايد فيه الاحتجاجات في الشارع من قبل موالين لروسيا يطالبون بإسقاط النظام الجديد الذي جاء بعد احتجاجات أطاحت بالرئيس السابق الموالي لموسكو.