يقول الله عز وجل في كتابه الكريم مبيناً مقام ورفعة شأن الوالدين «وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً»، صدق الله العظيم، وكذلك الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة والتي تحض على بر الوالدين والإحسان لهما وما ينتظر البار بوالديه من الثواب والأجر العظيم عند الله جل وعلا، والحقيقة أنه لا يسعنا المقال لذكر كل الآيات والأحاديث والمواعظ والحكم في بر الوالدين وخاصة الأم والتي يحتفل العالم العربي بعيدها في أول أيام فصل الربيع 21 مارس من كل عام.. ولكن يبقى السؤال الأهم! هل نحن حقاً نشعر بهذه القيمة والمكانة للأم في قلوبنا طوال العام كما ينبغي وكما يجب أن يكون؟! هل نحن نحب الأم ونقدرها ونعلم حقوقها علينا وتضحياتها بلا قيد أو شرط لهذا الحب؟!
في الواقع وللأسف الشديد هذا السؤال يطرح نفسه بقوة في مخيلتي بعد أن انتشرت ظاهرة عقوق الوالدين وخاصة عقوق الأم، وهي ظاهرة خطيرة تهدد بنسف القيم الأخلاقية وتنزع الرحمة من القلوب ويتحول معها المجتمع من مظاهر الرحمة واللين إلى القسوة والغلظة.. وكارثة عقوق الوالدين ليست شأناً خاصاً كما يتوهم البعض ولكنها جريمة مستمرة في حق الوفاء وصلة الرحم وكل مظاهر التماسك الأسرى والمجتمعي، والتي تكون لها تبعات خطيرة على المجتمع بأكمله، ولذلك صدق قول الشاعر حافظ إبراهيم في بيته الشهير عن فضل الأم:
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
الأم لا تحتاج يوماً كل عام لتكريمها والاحتفاء بها، ولكن تحتاج إلى أرواح تحلق في فضاءات وفائها ورياض جنتها، ولا يدرك ذلك المعنى إلا البررة الناجون من جحيم قسوة القلوب وتحجرها، هؤلاء أصحاب القلوب النظيفة والقيم الأخلاقية العليا الذين يعلمون يقيناً أنه مهما حاولنا أن نرد الدين للأم فلم ولن نقدر على اختراق حدود قدسية مكانتها الجليلة، لأنها الوعاء الأقدس الذي تنفخ فيه الروح لتحيا نفس جديدة وحياة قادمة لخلق جديد، وهي الغذاء والحضن الأول، وهي من تجعلنا من فرط حبها لأبنائها نشعر بأنها لا تفارقهم لحظة، حتى وإن فارقت الحياة الدنيا تظل روحها تظلل معاني غرستها قبل الرحيل في القلوب والوجدان.
إن حب الأم للأبناء يفوق أي حب آخر، هو حب مفعم بالحنان والارتباط النفسي الشديد الذي نحن جميعاً نعايشه ونعلمه بصدق، لذلك أتعجب من هؤلاء القساة الغلاظ الذين يعقون من كانت سبباً في وجودهم وتربيتهم ومنبع ثقافتهم المجتمعية.
وهنا يأتي دور المؤسسات الدينية والهيئات المدنية والوزارات المختلفة ووسائل الإعلام في توعية النشء والشباب، وأن نترك هذه البيروقراطية والكلام الممل المكرر ونبتكر طرقاً جديدة ومختلفة لتنشيط الوعي ولم شمل الفرقاء، ولتكن على سبيل المثال هناك برامج تلفزيونية خارج الأستوديوهات المغلقة تبحث هذه المشكلات على أرض الواقع، بالإضافة إلى إجراء مسابقات في المدارس والجامعات للمقالات والقصائد شعرية عن الأم وفضلها، وأيضاً في المساجد يجب تكثيف الخطب والمواعظ عنها ولو مرة شهرياً في خطب صلاة الجمعة، وكذلك في الأعمال الفنية السينمائية والدرامية والغنائية، وليكن الاحتفال بالأم وتكريمها عملاً دائماً ومستمراً طوال العام وليس في يوم واحد كما جرت العادة، فهذه القسوة ليست من فراغ ولكنها وليدة الإهمال في الوعظ والإرشاد وتبيان الحقوق والواجبات، وأيضاً هي فرصة للآباء والأمهات في مراجعة أساليبهم التربوية للأبناء حتى ينشؤوا أسوياء ولا ينكروا حق وفرض طاعة الوالدين.
وختاماً، أتوجه إلى كل أم بالتهنئة والدعاء إلى الله بأن لا يحرمها الأجر والثواب العظيم وطاعة الأبناء وحبهم ووفاءهم.
في الواقع وللأسف الشديد هذا السؤال يطرح نفسه بقوة في مخيلتي بعد أن انتشرت ظاهرة عقوق الوالدين وخاصة عقوق الأم، وهي ظاهرة خطيرة تهدد بنسف القيم الأخلاقية وتنزع الرحمة من القلوب ويتحول معها المجتمع من مظاهر الرحمة واللين إلى القسوة والغلظة.. وكارثة عقوق الوالدين ليست شأناً خاصاً كما يتوهم البعض ولكنها جريمة مستمرة في حق الوفاء وصلة الرحم وكل مظاهر التماسك الأسرى والمجتمعي، والتي تكون لها تبعات خطيرة على المجتمع بأكمله، ولذلك صدق قول الشاعر حافظ إبراهيم في بيته الشهير عن فضل الأم:
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
الأم لا تحتاج يوماً كل عام لتكريمها والاحتفاء بها، ولكن تحتاج إلى أرواح تحلق في فضاءات وفائها ورياض جنتها، ولا يدرك ذلك المعنى إلا البررة الناجون من جحيم قسوة القلوب وتحجرها، هؤلاء أصحاب القلوب النظيفة والقيم الأخلاقية العليا الذين يعلمون يقيناً أنه مهما حاولنا أن نرد الدين للأم فلم ولن نقدر على اختراق حدود قدسية مكانتها الجليلة، لأنها الوعاء الأقدس الذي تنفخ فيه الروح لتحيا نفس جديدة وحياة قادمة لخلق جديد، وهي الغذاء والحضن الأول، وهي من تجعلنا من فرط حبها لأبنائها نشعر بأنها لا تفارقهم لحظة، حتى وإن فارقت الحياة الدنيا تظل روحها تظلل معاني غرستها قبل الرحيل في القلوب والوجدان.
إن حب الأم للأبناء يفوق أي حب آخر، هو حب مفعم بالحنان والارتباط النفسي الشديد الذي نحن جميعاً نعايشه ونعلمه بصدق، لذلك أتعجب من هؤلاء القساة الغلاظ الذين يعقون من كانت سبباً في وجودهم وتربيتهم ومنبع ثقافتهم المجتمعية.
وهنا يأتي دور المؤسسات الدينية والهيئات المدنية والوزارات المختلفة ووسائل الإعلام في توعية النشء والشباب، وأن نترك هذه البيروقراطية والكلام الممل المكرر ونبتكر طرقاً جديدة ومختلفة لتنشيط الوعي ولم شمل الفرقاء، ولتكن على سبيل المثال هناك برامج تلفزيونية خارج الأستوديوهات المغلقة تبحث هذه المشكلات على أرض الواقع، بالإضافة إلى إجراء مسابقات في المدارس والجامعات للمقالات والقصائد شعرية عن الأم وفضلها، وأيضاً في المساجد يجب تكثيف الخطب والمواعظ عنها ولو مرة شهرياً في خطب صلاة الجمعة، وكذلك في الأعمال الفنية السينمائية والدرامية والغنائية، وليكن الاحتفال بالأم وتكريمها عملاً دائماً ومستمراً طوال العام وليس في يوم واحد كما جرت العادة، فهذه القسوة ليست من فراغ ولكنها وليدة الإهمال في الوعظ والإرشاد وتبيان الحقوق والواجبات، وأيضاً هي فرصة للآباء والأمهات في مراجعة أساليبهم التربوية للأبناء حتى ينشؤوا أسوياء ولا ينكروا حق وفرض طاعة الوالدين.
وختاماً، أتوجه إلى كل أم بالتهنئة والدعاء إلى الله بأن لا يحرمها الأجر والثواب العظيم وطاعة الأبناء وحبهم ووفاءهم.